«عملية عفرين».. هل اشترت تركيا صمت روسيا بصفقة ما؟

الثلاثاء 23 يناير 2018 07:01 ص

لا يزال الضوء الأخضر الروسي الذي بات أمرا واقعا في الحملة العسكرية التركية على عفرين لإنهاء سيطرة ميليشيات «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردية عليها يثير التساؤلات، والبحث في الاحتمالات التي تتحدث عن الثمن المقابل الذي قدمته تركيا لانتزاع موافقة موسكو على الأمر، وفعليا تعتبر الأخيرة المسيطر الأكبر على المعادلة السورية، بحكم الأمر الواقع.

«الأقاويل» التي تحدثت عن «ثمن تركي» قبلت أنقرة بدفعه إلى روسيا تحددت في ثلاثة احتمالات:

أولا: البعض ذكر أن تركيا قدمت تنازلات فيما يتعلق بإمكانية قبولها تمثيل ميليشيات «حزب الاتحاد الديمقراطي» في مؤتمر «سوتشي» المرتقب في روسيا.

ثانيا: أشار آخرون إلى أن أنقرة أعطت تعهدات تفيد بأن العملية العسكرية في عفرين ستكون الأخيرة لها في سوريا ضد الميليشيات الكردية.

ثالثا: زعمت تقارير أن روسيا سمحت للجانب التركي بالقيام بالعملية العسكرية، مقابل تعهد أنقرة بأن تقوم فيما بعد، بتسليم المناطق التي تعمل على تحريرها، وتطهيرها من ميليشيات حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردية، إلى نظام «الأسد».

لكن الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية «علي حسن باكير» يرى في تحليل إخباري نشرته صحيفة «القبس» الكويتية أن الاحتمالات الثلاثة ليست دقيقة.

غير منطقي

يرى «باكير» أن الحديث عن تعهدات تركية بتسليم المناطق المحررة من ميليشيات «حزب الاتحاد الديمقراطي» في عفرين إلى نظام «الأسد» لا يبدو منطقيا، إلا اذا كانت تتضمن تعهدات بأن يقوم النظام نفسه بحماية تركيا والحدود التركية من أي اعتداء يتم من داخل الأراضي السورية.

ومن غير الممكن لتركيا، والكلام لـ«باكير» أن تقبل بهذا الأمر، حتى إذا ما تغاضينا عن الموقف الأساسي من «بشار الأسد» وشرعيته، وذلك على اعتبار أن «الأسد» لا يملك سيطرة حقيقية على الأرض، وبالتالي فمن غير الممكن له أن يقدم ضمانات.

فضلا عن ذلك، فالمشكلة لا تتعلق فقط بحماية الحدود، وإنما حماية سكان المنطقة وحماية قوات الجيش الحر، ولذلك فإن هذا السيناريو مستبعد بهذا الشكل المطروح.

التحفظ الإيراني على عملية عفرين كان سببا إضافيا لاستبعاد احتمالية تسليم تركيا المدينة إلى نظام «الأسد»، بحسب كاتب التحليل، الذي أكد أن إيران تخشى من تسليم المدينة إلى المعارضة السورية بعد إنهاء الوجود الكردي المسلح بها، وهو الأمر الذي وضح بتصريحات طهران بأن استمرار عملية عفرين قد يفيد ما تسميه «الجماعات الإرهابية».

ماذا حدث إذن؟

يرى «باكير» أن الانزعاج الروسي من ميليشيات «حزب الاتحاد الديمقراطي» وتبعيتها الكاملة لواشنطن هو المحرك الأساسي للموافقة على الحملة التركية على المدينة، علاوة على رفض الميليشيا الكردية عرضا روسيا بتسليم المدينة إلى نظام «الأسد» مقابل عدم السماح لتركيا بشن حملتها عليهم.

المعادلة البديلة هنا، من وجهة النظر الروسية، ستكون قصقصة ريش الميليشيات الكردية وتحجيمها عسكريا كأداة أمريكية، بأيدي تركية، وسيظل بإمكان موسكو أن تدعم أكراد سوريا سياسيا من خلال المنصات التي تشارك بها في المحافل الدولية، وهذا يعني أن روسيا في معادلة رابحة من الجهتين.

روسيا وافقت أيضا على التدخل التركي في عفرين لأنها تحتاج أنقرة بشدة للحفاظ على مناطق خفض التوتر، والتي تتطلب مزيدا من الانتشار التركي في إدلب، علاوة على دور تركيا المهم لإتمام العملية السياسية في سوريا، وهو الأمر الذي تحرص روسيا عليه، ولم تجازف بتخريب عملية عفرين من أجله.

  كلمات مفتاحية

عفرين روسيا تركيا عملية عفرين الاكراد ميليشيات PYD صفقة ايران النظام السوري

أهالي قرية بـ«عفرين» يعودون لمنازلهم بعد تحريرها من «ب ي د»