مصادر: «السيسي» كان وراء إقالة «طنطاوي» و«عنان» من منصبيهما

الثلاثاء 23 يناير 2018 08:01 ص

كشفت مصادر رئاسية في عهد الرئيس المصري الأسبق «محمد مرسي»، عن وقوف الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي»، إبان توليه منصب مدير المخابرات الحربية، وراء إقالة وزير الدفاع المصري الأسبق «حسين طنطاوي»، ورئيس أركان الجيش الأسبق «سامي عنان».

وأكدت المصادر، التي لم تكشف عن هويتها، أن الأزمة مع «طنطاوي» و«عنان» بدأت منذ اليوم الثاني من جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية 2012، وهو اليوم الذي أصدر فيه المجلس العسكري الإعلان الدستوري المكمل، الذي اعتبره «مرسي» خطوة استباقية لشل حركته، بعدما أصبحت معالم جولة الإعادة في صالحه، وعلق عليها في مقر حملته الانتخابية قائلا: «عايزين يكتفوني.. هانشوف مين هايكتف مين».

وفي مساء يوم 5 أغسطس/آب 2012، وهو اليوم الذي قتل فيه 16 من جنود القوات المسلحة في الحادثة المعروفة برفح الأولى، طلب «مرسي» من «طنطاوي» تقريرا وافيا عن الموضوع، ثم أعلن أنه سوف يذهب إلى رفح؛ للقاء الجنود هناك، والوقوف على حقيقة ما جرى، إلا أن «طنطاوي» اعترض على ذلك بشدة، وبرر اعتراضه بأنه يخشى من تجاوزات ضد الرئيس من بعض الضباط المنفعلين، بحسب الرواية التي أوردها موقع «عربي 21».

وفي اليوم الثاني، قرر «مرسي» المشاركة في الجنازة العسكرية التي كانت ستخرج من أمام النصب التذكاري بمدينة نصر شرقي القاهرة، والتي شهدت اعتداء على رئيس الحكومة وقتها «هشام قنديل»، ما دفع «مرسي» إلى عدم الذهاب في اللحظة الأخيرة، بعد أن تكشفت أمامه بوادر انقلاب يقف وراءه قيادات عليا في القوات المسلحة، ولذلك اتخذ عدة قرارات بإقالة رئيس المخابرات العامة ومدير أمن القاهرة وقائد الحرس الجمهوري، وإحالة رئيس المنطقة المركزية وقائد الشرطة العسكرية للتقاعد.

وأضافت المصادر، أن «مرسي» قرر الذهاب إلى سيناء دون الالتفات لتحذيرات «طنطاوي»، الذي قال للرئيس في وجود قيادات القوات المسلحة، إن «المخابرات الحربية رصدت مكان الذين قاموا بالعملية»، وهنا تساءل الرئيس: «ولماذا لم تقوموا بضربهم بالطائرات طالما تأكدتم من أنهم الذين قاموا بالعملية؟»، فرد «طنطاوي» قائلا: «إحنا خوفنا إن ضربناهم.. ممكن نزعل حضرتك: لأنهم ممكن يكونوا تابعين للجماعات الإسلامية»، فرد عليه «مرسي»: «وهل لأنهم تابعين للجماعات الإسلامية يكونوا بعيدين عن العقاب؟»، مضيفا: «إذا كانت لديكم أدلة عن تورطهم كان يجب عليكم تصفيتهم؛ لأن من يقوم بهذا العمل الإجرامي ليس له علاقة بالإسلام من قريب ولا بعيد».

وتفيد الرواية الجديدة، بأن في مساء يوم 11 أغسطس/آب 2012، عقد الرئيس اجتماعا بمسكنه الخاص بمشاركة معظم الفريق الرئاسي، والذين استعرضوا أمامه كل المعلومات التي توافرت لديهم، وكانت تشير إلى وقوع انقلاب عسكري يوم الجنازة العسكرية.

وأنهى «مرسي» عدة اجتماعات بهذا الشأن، خلصت إلى ضرورة اتخاذ خطوة تنهي هذا الازدواج في السلطة بينه وبين المجلس العسكري، وطرح عليهم اختيار «السيسي» وزيرا للدفاع، خلفا لـ«طنطاوي»، وهو ما قابله «السيسي» بابتسامة، ووقف مباشرة لأداء التحية العسكرية للرئيس، في إشارة لقبوله بالمنصب.

وطبقا للمصادر ذاتها، فإن «السيسي» قدم لـ«مرسي» ملفا بالمخالفات المالية لـ«طنطاوي» و«عنان»، وهو الملف الذي استخدمه الرئيس كورقة ضغط عليهما للقبول بالإقالة، دون إحداث أزمة بين الجيش والشعب.

وفي أغسطس/آب 2012، أعفي «طنطاوي» و«عنان» من منصبيهما العسكري بقرار من «مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بالبلاد.

وفي مطلع يوليو/تموز 2013، استقال «عنان» من منصب مستشار رئيس الجمهورية، بالتزامن مع خروج تظاهرات مهدت للانقلاب على «مرسي»، حين كان الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي» وزيرا للدفاع في 3 يوليو/تموز 2013.

  كلمات مفتاحية

محمد مرسي سامي عنان عبدالفتاح السيسي محمد حسين طنطاوي الانقلاب العسكري

السيسي يحيي طنطاوي: رجل عظيم قاد مصر في أصعب الفترات