كشفت أوراق القضية 502 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميا في مصر بـ«محاولة اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسى»، عن كواليس عدد من عمليات تنظيم «الدولة الإسلامية»، داخل الأراضي المصرية.

وتظهر الشهادات المدرجة ضمن أوراق القضية، أقوال المتهم «مصطفى أحمد سيد عمر»، المولود فى «الوادى الجديد» (جنوب)، والذى كشف عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بحادث استهداف الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء قبل أكثر من عامين.

وروى «مصطفى» أنه كان يتعامل مع زملائه فى التنظيم من خلال جهاز «المخشير» اللاسلكى إسرائيلى الصنع، ومن خلال اطلاعه على المحادثات علم بأن التنظيم نجح فى تجنيد مواطن روسى تحول للإسلام، وكلفوه بإسقاط الطائرة، وأنهم أمدوه بعبوة متفجرة داخل عبوة مشروب غازى «كانز» ونجح فى مهمته.

وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، انفجرت طائرة روسية «إيرباص-321» عقب إقلاعها من مصر، مخلفة 224 ضحية، كانوا على متنها، وهم 217 راكبا، إضافة إلى 7 أفراد يشكلون طاقمها الفني.

ولا تزال ألغاز الحادثة معلقة، ولم يتم التوصل إلى أسماء المنفذين والكشف عن طريقة زرع القنبلة على متن الطائرة التابعة لشركة «كوغاليم آفيا» (اسمها التجاري «مترو جيت»)، التي كانت متجهة من «شرم الشيخ» إلى «سانت بطرسبورغ»، إلى أن تم فقدان الاتصال بها بعد 23 دقيقة من إقلاعها.

ووفق أكثر من 15 ألف ورقة حصلت عليها صحيفة «الشروق» (يومية خاصة)، فإن إحدى المجموعات المنتمية للتنظيم كانت تضم ضباطا مفصولين من الشرطة وضباطا كانوا فى الخدمة.

ومن المعلومات المهمة التى تكشفها التحقيقات، أن أمير تنظيم «ولاية سيناء» المكنى «أبو دعاء الأنصارى» والذى أعلن مصرعه على يد الجيش المصرى فى أغسطس/آب 2016 هو نفسه قيادى تنظيم أنصار بيت المقدس «محمد أحميد فريج زيادة»، موضحة أن من العمليات التى نفذها بنفسه قتل 3 قضاة خلال الاستعداد لانتخابات مجلس النواب 2015.

وروى «مصطفى»، كيفية تجنيده ضمن التنيظم، الذي تعرف عليه عبر شبكة الإنترنت، ونجح في التواصل مع أعضاء التنظيم فى سوريا، الذين رسموا له طريق الانضمام حتى وصل إلى قرية «المقاطعة» التى كان بها تواجد مكثف لعناصر التنظيم، وفق ما أوردته الصحيفة.

وأضاف أنه حصل على دورات شرعية، وعسكرية، قبل الانضمام لمعسكر التدريب وهو مكان بين جبلين مساحته تقريبا كيلو متر مربع، بمنطقة جبل الحلال، شمال سيناء، إلى أن أدى البيعة أمام أحد قادة التنظيم.

وفى ديسمبر/كانون الأول 2015 صدر قرار بتكليفه بالانتقال لمعسكر الانغماسيين وتلقى هناك تدريبات على الأعمال الانتحارية، فتخوف من الاستمرار فى ذلك، فعقد العزم على الهروب، وفق روايته.

وفي يوليو/تموز الماضي، أحالت النيابة العسكرية في مصر، 292 شخصا إلى المحاكمة العسكرية، لاتهامهم بتكوين «خلايا إرهابية» تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» و«محاولة اغتيال السيسي».

ومنذ وصول «السيسي» للحكم في مصر، عقب انقلاب عسكري على الرئيس «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في تاريخ البلاد، دأبت صحف مصرية قريبة من أجهزة أمنية، على نشر ما تقول إنه «مخططات» لاغتيال «السيسي».