كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، حذر الإمارات والسعودية، من مغبة القيام بأي عمل عسكري ضد قطر، على خلفية الأزمة الخليجية التي بدأت منتصف العام الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأيام الأولى من الحصار ربما كانت تتضمن أيضا عملا عسكريا من قبل السعودية والإمارات، لكن المخاوف من هذا السيناريو زالت بعد نحو سبعة أشهر، مؤكدة أن وزير الخارجية الأمريكي حذر حينها كلا من السعودية والإمارات من مغبة الإقدام على مثل هذا العمل، وهو ما كرره لاحقا «ترامب» في اتصال مع القادة السعوديين.

وبدأت الأزمة في أعقاب الاختراق الذي حدث لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، وبث خطاب مفبرك لأمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني».

وأكدت الصحيفة أن التحقيقات التي نفذها محققون أمريكيون أثبتت أن هذا الاختراق نفذته الإمارات.

ولفتت إلى أنه منذ يونيو/حزيران، كانت قطر «الصغيرة» هدفا لمقاطعة جوية وبحرية يقودها أكبر جيرانها، وهي السعودية والإمارات، واضطرت الطائرات وسفن الشحن تغيير مسارها وانقطعت العلاقات الدبلوماسية وانقطعت الحدود البرية الوحيدة فى قطر على بعد 40 ميلا من الصحراء مع السعودية.

وأوضحت الصحيفة أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» (32 عاما)، يشترك مع ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» في عدائهما لإيران، إذ يتهمان قطر بأنها على علاقة واسعة مع طهران، لكن واقع الحال يؤكد أن أكبر تبادل تجاري في المنطقة هو بين الإمارات وإيران وليس مع الدوحة، حتى بعد محاصرة قطر واضطرارها إلى الاستيراد من طهران لسد حاجة سوقها المحلية.

وسلطت الصحيفة الضوء على الأزمة التي أثارت انقلابا خطيرا الأسبوع الماضي عندما اتهمت الإمارات الطائرات الحربية القطرية بمضايقة طائرتين إماراتيتين للركاب عند عبورهما الخليج، غير أن قطر، التي ردت على اتهامها بأن الطائرات الحربية الإماراتية قد خرقت مجالها الجوي مرتين.

وقالت «نيويورك تايمز» إن الأثر الأكبر للحصار الذي يمكن ملاحظته كان على الأسر المشتركة بين قطر ودول الحصار (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، حيث لم يعد بإمكانها التزاور والالتقاء بسبب القوانين التي فرضتها دول الحصار، وإغلاق المنافذ المباشرة سواء كانت برية أو جوية.