«عمرو موسى»: إيران و(إسرائيل) سوف تتفاهمان قريبا

الأربعاء 24 يناير 2018 11:01 ص

اعتبر الأمين الأسبق للجامعة العربية، «عمرو موسى»، أن كلا من إيران و(إسرائيل) سوف تتفاهمان في لحظة ما قريبة، دون أي اهتمام بموقف العرب أو مصالحهم.

وقال «موسى»، في مقال له نشرته صحيفة «الشرق الأوسط»، تحت عنوان «رمال ناعمة.. ورياح عاصفة»، إن «احتمالات حدوث ذلك واضحة، والشروط معروفة لكل من لديه إطلاع ووعي بالألاعيب السياسية ودروبها وانعطافاتها وتجاربها».

وأضاف، أن العالم العربي غير مستقر أمره، وكذلك جواره في القرن الأفريقي، وفي منطقة الساحل والصحراء الملاصقة والمتداخلة مع المغرب العربي، وكلها في وضع مشبع بالكثير من عناصر القلق.

ووصف «موسى» إيران وتركيا و(إسرائيل)، وهي الدول التي يكتمل بها القرين المباشر لإقليم الشرق الأوسط، بأنها «متربصة طامعة طامحة، لديها من أسباب القوة وذكاء الإدارة، ومهارة التحركات وخبثها، والقدرة على الأداء التكتيكي، وتحقيق الرؤى الاستراتيجية ما لا يتوافر لباقي قوى الإقليم كليا أو جزئيا».

ودعا «موسى»، الحكام العرب، إلى «تصحيح الأخطاء السابقة، وبناء نظام عربي جديد يقوم على نظرة متطورة إلى التضامن العربي، يأخذ في اعتباره أننا في القرن الحادي والعشرين».

وشدد على أن «إعادة بناء المجتمعات العربية من خلال الإصلاح الشامل والحقيقي في مجالات التعليم، والاقتصاد، والعدالة، والإدارة، وإعلاء حكم الدستور والقانون والديمقراطية، لم تحدث بل لم تبدأ البداية الحقيقية بعد، وهو ما يطعن في حركة التغيير أو يُبطئ نموها، ويُضعف الموقف العربي الاستراتيجي».

وأضاف موجها حديثه للحكومات العربية وأصحاب القرار في العالم العربي: «إن هذا القرن سوف يهزم كل من يتجمد في إطار ذهني، أو يتصور أن ما جرى في القرن العشرين يمكن إعادة إنتاجه، أو أن ما جرى في قرون سحيقة سابقة يمكن أن يشكل اصطفافات سياسية وفلسفية فكرية تحيا أو تزدهر في أيامنا هذه».

وتساءل الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية: «أم إنكم قد عقدتم العزم على وضع نهاية للحياة الجماعية العربية، وأن يذهب كل في الطريق التي تحلو له ويرى فيها مصالحه ويشعر فيها بالحماية ولو مؤقتا، وبالطمأنينة ولو سطحيا؟».

وأكد «موسى»، أن من يحتمي بالدول العظمى سوف يظل «عريانا»، لأن الأمر في حقيقته لن يتعلق أبداً بحماية هذه الدولة أو مصالحها، وإنما بتحقيق مصالح الجانب الأقوى، وفي اللحظة التي يتم فيها ذلك سوف يسقط الجانب الأضعف، مشيرا إلى ما حدث لشاه إيران، وللشخوص التي سقطت في أيام «الربيع العربي» وكانت كلها «محمية»، وفق تعبيره.

وتابع: «إن من يؤمن بأن أمريكا تملك أوراق اللعبة الإقليمية كلها، أو 99% منها مخطئ؛ لم تعد الأمور كما كانت في القرن الماضي، فالكروت جرى توزيعها بل جرى ويجري الاستيلاء على عدد منها، ولا بد لنا في العالم العربي من أن نحاول الحصول على بعضها، وأساليب ذلك في علم السياسة معروفة، وحدوثه ممكن وإن بشروط».

و«موسى»، الذي يبلغ من العمر 82 عاما، كان وزيرا لخارجية مصر لسنوات، وهو دبلوماسي مخضرم، وسبق أن ترشح للرئاسة المصرية العام 2012، لكنه أحجم عن الترشح ثانيا في انتخابات 2014، و2018، ومنذ أسابيع أصدر مذكراته الشخصية التي أثارت جدلا داخل مصر وخارجها. 

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

عمرو موسى إسرائيل إيران تركيا العالم العربي الحكام العرب