«عنان» من إعلان الترشح إلى الاعتقال.. أحداث دراماتيكية بالمشهد السياسي المصري

الأربعاء 24 يناير 2018 12:01 م

4 أيام ساخنة بالأحداث، منذ إعلان الفريق «سامي عنان»، رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، نيته الترشح للرئاسة، السبت الماضي، انتهاءً باستدعائه من القوات المسلحة بدعوى مخالفته النظم العسكرية، واعتقاله أمس الثلاثاء، في مقر غير معلوم.

«عنان» -وفق مراقبين- حرك المياه الراكدة في العملية الانتخابية الرئاسية المزمعة في مارس/آذار المقبل، التي ترشح فيها أيضا الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي» لولاية ثانية وأخيرة وفق الدستور المصري.

وحتى صباح الأربعاء، ظل «عنان» الذي كان رئيساً لأركان الجيش (2005 - 2012)، مجهول المكان عقب استدعائه للتحقيق العسكري، فيما تصدرت قضيته محور الأحداث والعناوين الرئيسية للصحف، لاسيما المملوكة للدولة التي قارنت بين اسمه وبين اتهامات وجهها له الجيش المصري بسبب قرار ترشحه لمنافسة الرئاسة.

وحسب رصد أعدته «الأناضول» لبيانات وتصريحات صحفية، مرت الأيام الأربعة السابقة لـ«عنان» على النحو التالي:

اليوم الأول: إعلان الترشح

في الساعة الأولى من صباح السبت، كشف «عنان» في بيان متلفز، عبر صفحة حملته الانتخابية على فيسبوك، عن نيته الترشح للرئاسة، عقب إتمام إجراءات متعلقة بالنظم العسكرية (لم يوضحها).

وأعلن الرجل في أول ظهور، بعد أنباء عن ترشحه قبلها بأيام، اختياره للقاضي المتقاعد «هشام جنينة»، والأكاديمي المصري «حازم حسني»، نائبين له، والأخير متحدثا باسمه في سباق الانتخابات الرئاسية.

اليوم الثاني: شروط وساطة

المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة «الإخوان المسلمون»، «يوسف ندا»، عرض في رسالة مفتوحة، قبول الجماعة بانتخاب «عنان» شريطة التزامه بـ6 بنود بينها إطلاق سراح سجناء، وهو ما رفضته حملة المرشح نهائياً، مؤكدة عدم عقدها تحالفات سرية.

وأثارت الرسالة التي أكد «ندا» أنها شخصية (لا تمثل الإخوان) وإمكانية القيام بوساطة بين «عنان» والجماعة، ضجة واسعة في وسائل الإعلام بين مؤيد ومعارض، وحديث من إعلاميين محسوبين على النظام بأن ثمة دعما غير معلن من الإخوان لـ«عنان»، رغم موقف الأخير الرافض لهذه الشروط.

اليوم الثالث: ظهور عوائق

مساء الإثنين، قال مدير شؤون الضباط بالجيش سابقا، اللواء «خيرت بركات»، إنه ليس من حق ضباط الجيش في فترة الاستدعاء الاحتياطي إعلان ترشحهم للمناصب السياسية قبل تسوية أوضاعهم القانونية داخل الجيش، واصفا ذلك بـ«المخالف للقوانين العسكرية».

جاءت تلك التصريحات المتلفزة من اللواء «بركات» مع الإعلامي «عمرو أديب»، ردًا على موقف الفريق «سامي عنان» (70 عامًا)، رئيس الأركان الأسبق والمرشح الرئاسي المحتمل، كونه تحت بند «الاستدعاء العسكري».

وطرح «أديب» المقرب من النظام، سؤالا رئيسيا عن قانونية ترشح «عنان»، وهو طرح تناقلته بشكل لافت وسائل إعلام محلية ومملوكة للدولة.

ولم يوضح الجيش حيثيات القانون الداخلي الخاص به الذي استند عليه للتحقيق مع «عنان»، غير أن المتحدث باسم الأخير «حازم حسني«»، أوضح في تصريحات متلفزة الجمعة، أنه في عام 2011 أصدر «محمد حسين طنطاوي»، القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك، قرارا متعلقا بوضع جميع أعضاء المجلس العسكري (منهم عنان) تحت قوة الاستدعاء.

وأشار «حسني»، إلى أن «عنان كان سيتقدم بطلب لوقف هذا الاستدعاء، الذي يحظر على العسكريين ممارسة العمل السياسي».

اليوم الرابع: الاستدعاء والاستبعاد

أعلن الجيش في بيان متلفز، استدعاء «عنان» للتحقيق، إثر اتهامه بارتكاب ثلاث مخالفات، منها «ترشحه دون موافقة القوات المسلحة، وإدراج اسمه في قاعدة الناخبين، رغم كونه فريقا مستدعى (على قوة الاستدعاء)».

وردت حملة «عنان» بإعلان تجميد نشاطها مؤقتا إلى حين إشعار آخر، دون التعليق على ما يتردد في وسائل إعلام محلية عن توقيفه من أمام مكتبه غربي العاصمة القاهرة.

كما قررت سلطات التحقيق العسكري حظر النشر في قضية «عنان»، ما عدا البيانات الرسمية، لحين انتهاء التحقيقات.

وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر (قضائية مستقلة)، استبعاد اسم «عنان»، من قاعدة الناخبين كونه لا يزال محتفظا بصفته العسكرية، والتي تحول دون مباشرته للحقوق السياسية، المتمثلة في الترشح والانتخاب، طبقا للقانون، وفق الوكالة المصرية الرسمية للأنباء.

وصدرت بيانات كثيرة من جهات حكومية مؤيدة لبيان الجيش بشأن «عنان»، كان أكثرها جدلا بيان صادر من شركة مترو الأنفاق وسكك حديد مصر، مقابل بيانات لجهات مصرية معارضة بالخارج، مثل الجبهة الوطنية المصرية ترفض ما حدث مع «عنان».

في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، قالت صفحة على «فيسبوك» محسوبة على «عنان»، إن أسرة الأخير بخير، بينما هو نفسه غير معروف مكان تواجده ومقطوعة عنه كل الاتصالات.

وفي توقيت متزامن، أكد الأكاديمي، «حازم حسني» المتحدث باسم «عنان» في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «أنا لا أعرف أصلاً أين هو؟»، نافيا في الوقت ذاته تخليه عن «عنان».

وحتى الساعة (7:40 ت.غ)، لا يُعرف مكان «عنان» ولا التفاصيل المرتبطة بما يتردد في تقارير إعلامية عن احتجازه، خاصة أن التفاصيل المرتبطة بإجراءات في الشأن العسكري عادة لا يطلع الإعلام أو الرأي العام عليها.

وأبرزت صحف مملوكة للدولة منها «الأهرام» و«أخبار اليوم» وأخرى حزبية منها «الوفد» (ليبرالي) في عناوينها الرئيسية نبأ التحقيق مع «عنان» والاتهامات الموجهة له.

و«عنان» تم تعيينه رئيسًا لأركان الجيش عام 2005، وفي أغسطس/آب 2012، أقاله «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا من منصبه، إلى جانب وزير الدفاع آنذاك «محمد حسين طنطاوي».

ومطلع يوليو/تموز 2013، استقال من منصبه كمستشار لـ«مرسي»، بالتزامن مع خروج تظاهرات مهّدت للإطاحة بالأخير، حين كان الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي»، وزيرًا للدفاع، في 3 يوليو/ تموز 2013.

والسبت الماضي، بدأ تلقي طلبات الترشح للانتخابات، الذي يتواصل حتى 29 يناير/كانون الثاني الجاري، تمهيدا لإجراء الانتخابات في مارس/آذار المقبل.

وقبيل رئاسيات 2014 أعلن «عنان» اعتزامه الترشح قبل أن يتراجع في مؤتمر صحفي عن ذلك القرار «ترفعًا منه أن يزج به في صراعات ومخططات تستهدف مصر والقوات المسلحة».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

سامي عنان عبدالفتاح السيسي حازم حسني انتخابات الرئاسة الجيش المصري