لبنان ينفي فتور علاقاته بالكويت ويدعوها لمراعاة اعتباراته الداخلية

الخميس 25 يناير 2018 10:01 ص

نفى وزير الخارجية اللبناني، «جبران باسيل»، وجود فتور في العلاقات بين بلاده والكويت، مطالبا الكويت بمراعاة اعتبارات لبنان الداخلية، ودعا لإيجاد أرضية مشتركة بين بلاده ودول الخليج عامة.

جاء ذلك في مقابلة أجراها «باسيل» مع جريدة «الجريدة» الكويتية، أبدى خلالها تفهمه لقرار الكويت رفض الاسم الذي طرحته بيروت كسفير لديها.

وفي أغسطس/آب الماضي، تناولت تقارير صحفية لبنانية أنباءً عن رفض الكويت تعيين «ريّان سعيد» كسفير للبنان لديها؛ بسبب انتماء الأخير إلى الطائفة الشيعية. 

وتعقيبا على ذلك، قال «باسيل»، خلال المقابلة التي نُشرت الخميس، والتي جاءت على هامش زيارة أجراها للكويت مؤخرا، إن رفض الكويت الاسم الذي طرحه لبنان سفيراً له يعد من حقها، و«هذا الأمر وارد في العلاقات الدبلوماسية».

ولفت إلى أن لبنان يتريث في تسمية سفيره الجديد لدى الكويت، والذي يحتاج إلى توافق ثلثي الحكومة اللبنانية؛ «وإذا لم يتم ذلك، فلن نستطيع أخذ أي قرار في شأن تعيين سفير جديد للبنان لدى الكويت».

وتقول مصادر كويتية إن الكويت تفضل سفيراً لبنانياً لا ينتمي إلى الطائفة الشيعية؛ خاصة بعدما أدان قضاءها مواطنين وإيراني بتهمة «التخابر» لصالح إيران و«حزب الله» في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية العبدلي»، التي تعود إلى أغسطس/آب 2015.

وحول مسألة رسالة الاحتجاج الكويتية حيال تدخلات «حزب الله» في الشأن الكويتي على خلفية «خلية العبدلي»، قال «باسيل» إن الجانب اللبناني أطلع الكويت على الإجراءات، التي قامت بها الحكومة اللبنانية حيال الرسالة الكويتية، ومن حق الكويتيين اتخاذ الإجراءات المناسبة، التي تجنبهم أي خطر يمس أمنهم وسيادتهم.

وأضاف أن على الكويت مراعاة ظروف لبنان واعتباراته الداخلية، لافتاً إلى أن الكويت «لا تعتبر هذا الأمر إرادياً وحصل عن عمد من لبنان؛ لذلك فهي لا تحملنا تداعياته».

وتمنى إيجاد أرضية مشتركة مع بقية دول الخليج، التي توترت معها العلاقات أخيرًا، لافتا إلى أن بلاده ردت على السعودية فيما يتعلق بمسألة «حزب الله»، وأن الخلاف مع دول الخليج يتمثل في تسمية ما أسماه بـ«عمل المقاومة»، الذي يقوم به «حزب الله» بـ«الإرهابي».

ونفى «باسيل» أن يكون هناك توتر في العلاقات مع الكويت؛ «لأن هذا الأمر يحصل إن كان أحد الطرفين يقوم بعمل إرادي ضد الطرف الآخر، وهذا الشيء لم يحصل أبداً؛ فالكويت دائمًا تساعد لبنان من دون مقابل، ودون أهداف سياسية أو خلفيات معينة، ولبنان يحمل المحبة للكويت، وأجزم بأنه لم يصدر، ولو لمرة واحدة، أي شيء يعبر عن إرادة لبنان قيادة وشعبا ضد الكويت».

وأضاف أن «ما حصل أخيرًا لا يضعه في خانة فتور العلاقات، لكن هناك أحداثاً وتوترات تدور في المنطقة، وهناك أطراف لا ترغب في أن تكون علاقاتنا جيدة مع الكويت، وعليه فإن أمورًا كثيرة تحدث وتسعى تلك الأطراف إلى استغلالها وتضخيمها لكي تستعمل في تخريب وتعكير العلاقات، وأي أمر يحصل أو خلاف بيننا يحتاج إلى الجلوس والتوضيح، لكي نتجنب التفسيرات الخاطئة».

وتابع: «جزء من هذا الخلاف، لبنان معنيّ بتوضيحه، وخلال زيارتي أوضحته بشكل كامل، والمتبقي يعتمد على الكويت في مراعاة ظروف لبنان، واعتباراته الداخلية والرأي العام، الذي يحتاج إلى توضيح، وأؤكد مره أخرى ألا علاقة ولا رغبة للبنان فيما حدث، لكن أي عمل خاطئ من أي لبناني لا يرفع المسؤولية عن الحكومة اللبنانية، وفي المقابل لا يحملنا أحد المسؤولية كأن لبنان أراد هذا العمل مهما كان شكله أو حجمه».

وبشأن انعكاسات الأزمة الخليجية على لبنان، قال «باسيل» إن تلك الأزمة «خلاف مفتعل، ولا يوجد غير طاولة الحوار لحلها، ولا نستطيع في لبنان أن نتدخل إلا عبر التمنيات بأن تعود الأمور إلى مجاريها بين الأخوة الخليجيين، فنحن لا نملك القدرة، لأننا لا نعتبر عند البعض أننا نقف على مسافة واحدة من كل الدول الخليجية، ولبنان بهذا الصراع كل ما يطلبه هو الابتعاد عنه».

وعن مطالبة السعودية للبنان بوقف تدخلات «حزب الله» في اليمن، أوضح الوزير اللبناني أن الحكومة اللبنانية ردّت على المملكة بأنها لا تتدخل في مشاكل الدول الداخلية، وهذا هو العرف القانوني للعلاقات الجيدة بين الدول، ولبنان يسعى إلى علاقة جيدة مع المملكة.

ولم ينكر «باسيل» وجود مشاكل بين «حزب الله» والمملكة في بعض القضايا، معربا عن أمنياته بعودة الوضع إلى مؤسسات الدولة، وأن يعود اللبنانيون إلى مؤسساتهم، وألا يكون هناك لبنانيون منفردون وبمعزل عن الدولة.

 

المصدر | الخليج الجديد + الجريدة

  كلمات مفتاحية

لبنان الكويت دول الخليج جبران باسيل حزب الله