بالرغم من أن النظارات أصبحت رخيصة ومتوفرة، إلا أن هناك الكثير من الناس في المناطق الفقيرة الذين يتخبطون من غيرها ويعانون مع البصر السيء، بسبب بعد عيادات الأطباء، أو تكلفة كشف النظر فيها.

وتعود التكلفة في عيادات العيون، لارتفاع ثمن المعدات الطبية التقليدية نفسها، كما أن حجمها الكبير لا يتيح انتقالها من مكان إلى مكان لتوفير كشف العيون للأشخاص في الأماكن النائية، وهي تكلف عادة آلاف الدولارات، مما يجعل الحصول عليها مستعصياً في الكثير من المناطق في العالم.

كشف عيون بأي مكان

بالرغم من وجود حلول رخيصة للأمر، مثل جهاز (أوبتيرناتيف)، إلا أن هناك قيودا تحدها، فمثل هذه الأداة تحتاج لكمبيوتر وهاتف ذكي لتتصل بالإنترنت، مما قد لا يكون متوفرا.

أما الآن، فقد جاء شخص مبدع بأداة محمولة، رخيصة وصغيرة، تمكن الأطباء من وصف النظارات الرخيصة في أي مكان، دون الحاجة لعيادة.

النتائج في ثواني

بدأ «شيفانج ديف»، مبتكر هذه الأداة في العمل عليها بالتعاون مع رفاق له، منذ عام 2011، بمساعدة كل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وحكومة مدريد، وتلقى العاملون على هذا المشروع دعماً يقدر بـ3.5 مليون دولار، على هيئة منح وجوائز واستثمارات.

وتقوم هذه الأداة التي أطلق عليها اسم كويك سي، بقياس كمية الضوء المنبعث في قرنيات وعدسات أعين المرضى، وتقوم بحساب قياسات العدسات التصحيحية في ثوان فقط.

لا تكلف هذه الأداة المحمولة أكثر من ثلث تكلفة أجهزة القياسات التقليدية، وحجمها صغير لدرجة أن المريض يستطيع أن يمسكها بنفسه أثناء إجراء الاختبار.

دقة لا بأس بها

وأظهرت دراسة حديثة شملت أكثر من 700 شخص، أن الأداة تمكنت من وصف النظارات بنجاح لـ85% من المشاركين، بينما حقق الجهاز التقليدي نجاحاً قدر بـ91%، مما يعني أن الفارق ليس كبيراً.

ربما لا تكون هذه التكنولوجيا مثالية تماماً، لكنها تكفي لإعطاء رؤية ممتازة لمعظم الناس الذين يستخدمونها، دون أن يضطروا لقطع مسافات طويلة أو دفع الكثير من المال.