دعا وزير الخارجية الإيراني، «محمد جواد ظريف»، إلى إنشاء مجمع للحوار الإقليمي في منطقة الخليج، من أجل العبور من الاضطراب الراهن والتوجه نحو الاستقرار في المنطقة.
وقال «ظريف»، في مقال، نشرته صحيفة «يني شفق» التركية، إن «دعوتنا السابقة للحوار مازالت قائمة وننتظر اليوم أن يقبل جوارنا هذه الدعوة وأن يشجعهم حلفاؤهم في أوروبا والغرب أيضا».
وأضاف، أن «هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لم تكن المبشر الوحيد بعودة الاستقرار إلى أجزاء كثيرة من المنطقة، وبالتزامن مع تلك الهزيمة تمت إثارة أزمات جديدة».
واعتبر «ظريف»، أن العمل المشترك ضد التنظيم يمكنه أن يكون بشرى جديدة، قائلا: «لذلك هناك حاجة إلى أدبيات ومناهج جديدة لتتناسب مع عالم يتجه نحو عالم ما بعد الغرب».
وأشار إلى أن هناك مفهومين يمكنهما تشكيل نموذج فكري، هما «فكرة المنطقة القوية» و«إيجاد شبكة أمنية»، مشيرا إلى أن هدف «المنطقة القوية» الذي يتعارض مع الهيمنة وإلغاء الآخر له أساس في معرفة ضرورة احترام مصالح جميع الأطراف.
وحذر «ظريف» من أن التسابق التسليحي في المنطقة نموذج للتنافس المخرب، حيث إن إتلاف المصادر الحيوية من أجل ملء خزائن مصنعي الأسلحة لم يساعد على إرساء السلام والأمن.
وتابع: «فكرة الأمن الجماعي لاسيما في منطقة كالخليج، فقدت كفاءتها لعدة أسباب»، مشددا على أن «إيجاد شبكة أمنية هي فكرة إيرانية لتسوية القضايا التي تنتج عن الاختلاف في المصالح وحتى الاختلاف في القوة ومساحة الدول».
وقال، إن «المساواة في سيادة الدول والامتناع عن اللجوء الى القوة والتسوية السلمية للنزاعات واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الدول واحترام حق تحديد المصير من أهم قواعد هذه الفكرة»، محذرا من العجلة المعطوبة الراهنة التي تأسست على أساس الاعتماد على القوى الأجنبية والتحالفات القائمة على إلغاء الآخر ووهم شراء الأمن بالدولارات النفطية.
ويشهد الصراع الخليجي الإيراني، وبالتحديد بين الرياض وطهران، تصاعدا كبيرا في السنوات الماضية، خاصة منذ يناير/كانون الثاني الماضي، عقب إعدام السعودية رجل الدين الشيعي الشيخ «نمر النمر»، ما أثار ردود فعل غاضبة في إيران، وزاد بشكل كبير جدا مخاطر وإمكانية المواجهة المباشرة.
وتهدد هذه الحساسيات والعواطف الدينية العالية، بتحويل أي شرارة غير مقصودة خلال الحرب الباردة بين القوتين الإقليميتين إلى حرب ساخنة، على غرار حرب الوكالة المشتعلة في اليمن منذ سنوات.
كما أن العداء بين القوتين يشكل تهديدا خطيرا أوسع للمنطقة التي لا تعرف حاليا الاستقرار، ويتناقض مع المصالح طويلة الأجل بين الخليج وإيران.
