«بي بي سي»: «آل سعود» بين القمع والفساد وعلاقات الأمراء بالنساء

الجمعة 26 يناير 2018 07:01 ص

أنهت هيئة الإذاعة البريطانية سلسلتها عن «آل سعود.. عائلة في حرب»، بكشف الكثير من التفاصيل عن الممارسات القمعية للسلطات من جهة، وفساد الأمراء وعلاقاتهم ومغامراتهم مع نساء المتعة من جهة أخرى.

ونقلت الهيئة عن المعارض السعودي المقيم في بريطانيا «سعد الفقيه»، قوله إن العائلة معنية بنظرة الغرب لها أكثر من عنايتها بمواقف الشعب الذي حاولت التعتيم عليه، لكن في زمن التواصل الاجتماعي لم تعد العائلة قادرة على التحكم بالنظرة، فهناك «يوتيوبيون»، مثل «غانم الدوسري»، الذي وصلت نسبة المشاهدة لحلقاته الناقدة للعائلة السعودية إلى الملايين، وتحدث في الحلقة، قائلا إن العائلة تخشى ما يقوله.

وكشفت الحلقة عن بحث السعوديين عن نساء المتعة، حيث يتم وضع البغايا في أفضل الفنادق، وتحصل الواحدة منهن في الليلة مع أمير سعودي نحو ألف دولار، بالإضافة إلى هدايا ومجوهرات «روليكس» و«بلغاري».

ونقلت عن إحداهن، وتدعى «ستيفاني»: «لقد عاملوني باحترام، وكنت في أفضل الفنادق، الأمراء يطالبون بالسرية، ولا يريدون أن يكشف عن حياتهم الخاصة أمام الرأي العام»، بحسب «عربي 21».

وقالت إن الأمراء الذين قابلتهم عاملوها باحترام، وليست «مجرد رقم»، ومنحوها «شريحة» هاتفية قديمة لاستخدامها حتى لا تقوم بالتصوير.

ووفق «بي بي سي»، فإن سبب السرية هو خوف الأمراء أو أعضاء العائلة المالكة من الكشف عن التناقض بين صورتهم الخاصة وصورتهم العامة؛ بالنظر إلى الشرعية النابعة من الحلف مع التيار الوهابي، فالأمراء يريدون النساء في الأسبوع والشهر، وأحيانا يتم إحضارهن من أمريكا لو ناسبت الوصف.

وكشف الفيلم عن أن لندن منحت أمراء «آل سعود» مكانا لممارسة حياة المتعة التي يريدونها، فهم «نرجسيون ويشعرون أنهم فوق القانون».

وتناول الفيلم بالتفصيل، مغامرات الأمير «سعود بن عبدالعزيز بن ناصر آل سعود»، الذي ذهب إلى لندن للبحث عن حياة أخرى، وهي المثلية، حيث إن مشكلته هي في مزاجه العصبي، حيث التقطت كاميرا فندق صورا له وهو يضرب خادمه «بندر عبدالعزيز»، الذي وجد عاريا ميتا في شقة الأمير، واتهم بقتله وانتهاكه جنسيا، لكنه تذرع بالحصانة الدبلوماسية، حيث رفض مبرره، وحوكم واستدعي مدلكه الذي يعرف عن مثليته.

وحاول المحامي أن يثبت تهمة القتل على الأمير والدفع بكونه مثليا، ويرى أن هذه إهانة له بصفته مثليا خاطر بحياته ليواجه أقوى عائلة حاكمة في العالم. 

وأصدرت المحكمة حكما بسجن الأمير مدى الحياة، لكنه نقل بعد ثلاثة أعوام من بريطانيا ضمن اتفاق لقضاء بقية الفترة في السعودية، حيث لم يسمع عنه.

ونقلت الهيئة البريطانية، عن البرفيسورة «مضاوي الرشيد»، قولها إن مواقع التواصل الاجتماعي فتحت وعي السعوديين على ما يفعله الأمراء، ومن المفترض ألا يفعلوه.

وأشار الفيلم إلى الطريقة التي حاولت من خلالها السعودية السيطرة على وسائل التواصل، التي كشفت فيها عن شراء المملكة أحدث وسائل الرقابة، بحيث اخترقت الحسابات على وسائل التواصل.

ولفت الفيلم إلى سعوديات حاولن ترك البلاد بحثا عن حياة جديدة، ويقدم أمثلة، مثل «سماء الدمنهوري»، التي قالت إن المواطنين لا يمكنهم الحلم، وتعيش الآن في الولايات المتحدة، حيث تقود حملة لدعم المرأة.

لا حرية سياسية

ويقول معدو الفيلم: صحيح أن الإصلاح الاجتماعي مهم لبقاء العائلة المالكة، لكن الحرية السياسية أمر مختلف، ومن هنا كان رد العائلة على الربيع العربي، وكيف قمعت الحكومة التظاهرات.

وترى «سارة لي ويتسون» من منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن التظاهرات التي اندلعت نتيجة لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي كانت لحظة مهمة في السعودية لم يراها المراقبون من قبل.

وعلق «سعد الفقيه» قائلا إن النظام بعد الربيع العربي شعر أنه في وضع خطير، ونظر لأي نشاط باعتباره خطرا عليه، سواء كان تغريدة، أو مادة على الإنترنت، من خلال الوسائل المتقدمة التي حصل السعوديون عليها من الغرب، أو من خلال إرسال عملائهم لإغرائهم وإلقاء القبض عليهم، حيث استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي ذاتها للقبض على المعارضة.

ونقلت «بي بي سي» عن الناشط «علي الحاجي»، قوله إن النظام السعودي استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الخوف، وفي هذا السياق لاحظ «بيل مارزاك» من «سيتزن لاب»، وهي مؤسسة كندية، فيروسا تم زرعه من خلال موقع معروف بين الشيعة في المنطقة الشرقية، اسمه «القطيف اليوم»، وكان قد اخترق، حيث تم زرع مواد فيه ومن يقوم بتحميلها يجعل هاتفه عرضة للرقابة.

وتمر السعودية بمرحلة حرجة منذ إعفاء ولي العهد السعودي السابق «محمد بن نايف» من منصبه في يونيو/حزيران الماضي، وصعود «محمد بن سلمان» ليحل محله، حيث تشهدت المملكة حملة اعتقالات موسعة في صفوف الدعاة والمفكرين والأكاديميين، ثم تبعتها حملة استهدفت وزراء وأمراء ورجال أعمال، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية آل سعود الجنس المثلية النساء محمد بن سلمان بي بي سي