الخلافات تضرب «الوفد».. نائب رئيس الحزب يرفض ترشح «البدوي»

السبت 27 يناير 2018 10:01 ص

تفجرت الخلافات الداخلية في حزب «الوفد» الليبرالي المصري إثر إعلان رئيسه «السيد البدوي» الترشح في انتخابات الرئاسة المصرية 2018، وذلك على خلاف قرار سابق للهيئة العليا في الحزب بعدم الدفع بأي مرشح والاكتفاء بدعم الرئيس المصري الحالي «عبدالفتاح السيسي» لجولة رئاسية ثانية.

حزب الوفد الذي تضربه الخلافات والانشقاقات أصلا منذ فترة ليست بالقصيرة، تزايدت فيه الخلافات داخل جبهة رئيس الحزب نفسه، فخرج أعضاء الهيئة العليا ونائبه وسكرتير الحزب يعارضون تلك الخطوة بشكل علني، ويتعهدون بمحاولة عرقلتها.

اللافت للنظر، أن هؤلاء الذين تولوا قيادة ترشح «البدوي» هم أكثر الأعضاء دعما لـ«السيسي»، والذين نادوا بدعمه في القرار الأول للهيئة العليا للحزب، لكنه بعد القبض على رئيس أركان الجيش الأسبق «سامي عنان» واستبعاده من انتخابات الرئاسة، ثم انسحاب خالد علي، رأوا أن هناك مؤامرة على مصر لإظهار صورة الرئيس كما لو أنه جاء بدون انتخابات تعددية ديمقراطية، وهو ما يطعن في شرعيته، فآثروا النزول للانتخابات تكميلا للمشهد.

نائب رئيس حزب الوفد، «محمد عبدالعليم داوود»، رأى من جانبه أن ترشح الدكتور رئيس حزب الوفد للانتخابات الرئاسية المقبلة، «السيد البدوي»، «جريمة في حق الحزب»، مشيرا إلى أن تلك المشاركة في الانتخابات أشبه بـ«المسرحية».

وأضاف «داوود» أن ما يحدث يعد استيلاء على إرادة الحزب ومحاولة للقضاء على تاريخ الوفد، وشدد على أن ما يحدث جريمة تستهدف دفع حزب الوفد لتقديمه قرباناً في المسرحية الانتخابية الهزلية وهو ما يرفضه الحزب، لأنه سيؤدي إلى القضاء عليه ولا يجوز أن يشارك حزب بتاريخ وعراقة الوفد في صفقة مشبوهة فإرادة الحزب لا يمكن سرقتها قهراً وضغطاً.

وشدد على أن هناك أعضاء من الحزب بمختلف أعماره يرفضون ترشح «البدوي» تحت أي مسمى، لافتاً إلى أن الهيئة العليا للوفد اجتمعت في وقت سابق وأعلنت تأييدها للرئيس «السيسي»، رغم معارضة البعض وأنا منهم، لكن القرار النهائي خرج بتأييد «السيسي» وعدم الدفع بأي مرشح أخر في مواجهته.

وتابع: «الأوضاع الحالية أشد خطورة على الوفد مقارنة بترشح رئيس الوفد الأسبق، نعمان جمعة، لانتخابات رئاسة الجمهورية، رغم رفضه»، مضيفاً: «جمعة رفض الترشح وكنت واحدا ممن أيدوه في قرار عدم الترشح لكن قرار الهيئة العليا للوفد أجبره على الترشح»، بحسب ما نقلته صحيفة «المصري اليوم».

وانتقد «داود» ما سماه «تفريغ الساحة السياسية من المرشحين المحتملين للرئاسة»، موضحا أن الإعلان عن ترشح «البدوي» جاء في إحدى شركاته الخاصة ولم يتم داخل مقر الحزب، لافتاً إلى أن الاجتماع لم يشارك فيه أعضاء الهيئة العليا وهناك حالة من الغليان داخل الشارع الوفدي متوقعًا أن تحدث (مذبحة) في الوفد خلال الفترة المقبلة خاصة أن العديد من أعضاء الحزب جمدوا عضويتهم والبعض يهدد بذلك.

وتابع: «مشهد الانتخابات أصبح مكشوفا لدى جموع المصريين في الداخل والخارج ولن تكون هناك ضمانات حقيقية لأي منافسة»، مضيفاً: «هذه خيانة وغدر بالعملية الديمقراطية ولن يخيل ما يحدث على الداخل والخارج».

وكان «داود» كتب على حسابه الشخصي على «فيسبوك» أنه يرفض الضغوط والاجتماعات السرية أو العلنية لإجبار الوفد للمشاركة في مسرحية الانتخابات.

ووجه نداء لأعضاء الوفد قائلا: «ارفضوا وبكل قوة ضرب مبادئ الوفد ولوائحه وعراقته المشاركة في مسرحية الانتخابات، فالوفد لن يكون سيفا لذبح الديمقراطية والحرية».

بدوره، خرج القيادي الوفدي «طارق تهامي» عضو اللجنة العليا للحزب متحدثا عن أن الوفد اتخذ قرارا منذ أسبوعين عبر هيئته العليا صاحبة الشأن في هذا الأمر بعدم التقدم بمرشح للانتخابات الرئاسية، محذرا من أن أي مخالفة لهذا القرار من خلال أن يتقدم أحد من الوفديين للترشح دون موافقة الهيئة العليا سيتعرض لعقوبة مخالفة الالتزام الحزبي أيا كان موقع المخالف.

وعبر «تهامي» عن غضبه العارم من تغريدات «مصطفى بكري» التي صدرت وكأنها توجيهات للحزب، مشددا على أن «الوفد لا يتم استدعاؤه عبر بوستات على «فيسبوك»، وتابع: «مصطفى بكري» ليس متحدثًا باسم الوفد.

وأفادت مصادر داخل حزب الوفد أن الوفديين الرافضين للضغوط الممارسة على حزبهم للدفع بمرشح صوري يعدون للاحتشاد داخل الحزب، السبت، للتأكيد على قرار الهيئة العليا للحزب بعدم الترشح.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السيد البدوي رئاسيات مصر 2018 مصر انتخابات الرئاسة حزب الوفد