فرنسا وتعقب الإرهاب!

الاثنين 2 فبراير 2015 08:02 ص

كان الخبر الأبرز يوم الأربعاء الماضي في فرنسا هو استجواب الشرطة الفرنسية لصبي عمره ثمانية أعوام في مدينة نيس الجنوبية بسبب مزاعم إدلائه بتصريحات متعاطفة مع مسلحين متطرفين. وقيل إن الفتى صرّح قائلاً: «أنا أؤيد الإرهابيين»، أثناء اليوم الدراسي بعدما أحجم عن المشاركة في دقيقة حداد على ضحايا الهجوم الإرهابي، الذي وقع في السابع من يونيو واستهدف مكتب صحيفة "شارلي إيبدو" الباريسية الساخرة. وأشارت التقارير إلى أنه أخبر الشرطة عندما استجوبته أنه لم يكن يعرف ما معنى الإرهاب.

وتؤكد منظمة «فرانس 24» المناهضة للإسلاموفوبيا أن الحادثة تعكس الهستيريا الجماعية التي أصابت فرنسا منذ الهجمات التي طالت الصحيفة الفرنسية.

وفي هذه الأثناء، أطلقت الحكومة الفرنسية مبادرة بقيمة 480 مليون دولار لمحاربة التطرف في موطنه. وتشمل الجهود الجديدة لمحاربة الإرهاب تواجداً على الشبكة المعلوماتية، من خلال موقع إلكتروني جديد تديره الحكومة، ويُعرف باسم «أوقفوا الجهاد». ويحتوي على فيديوهات تتصدى لدعاية تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي جذب مئات من المواطنين الفرنسيين للانضمام إلى صفوفه في سوريا والعراق. ويعرض الموقع دليلاً لـ «العلامات الأولى» على احتمال انحدار شخص ما إلى طريق التطرف.

ويقدم الموقع رسماً توضيحياً لسلسلة من التغيرات السلوكية التي قد تدعو للقلق. وتتنوع هذه السلوكيات بين ما هو واضح من تكرار زيارة المواقع الإلكترونية المتطرفة، إلى ما هو غامض مثل عدم الاستماع إلى الموسيقى على سبيل المثال! وتتضمن العلامات التحذيرية الأخرى التحول الكبير في النظام الغذائي للشخص، أو التخلي عن الأنشطة الرياضية، أو تغيير الزي ليميل بدرجة أكبر إلى الملابس التقليدية، أو التخلي عن الأصدقاء القدامى وهجر الدراسة أو العمل.

وقد يبدو ذلك كله منطقياً، ولكنه يكاد لا يقدم دليلاً دامغاً لإثبات تطرف شخص سيصبح إرهابياً. فأنا على سبيل المثال خضعت لبعض هذه التغيرات، فأصبحت متكاسلاً عن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية وكثيراً ما أنسى سماعات الأذن كي أستمع إلى الموسيقى. ولا أعتقد أنه يتعين على أحد أن يبلغ عني الحكومة الفرنسية. وأتصور أن الإرهابيين في غالبية الأحيان أكثر مهارة بشأن إخفاء أجندتهم.

وأخشى أن الرسم التوضيحي يهدد بردود أفعال ساخرة كتلك التي شهدناها بالفعل من حملة وزارة الخارجية الأميركية «فكرْ ثانية.. وغيرْ وجهتك»، التي تتعقب المتطرفين والمتعاطفين معهم على شبكة الإنترنت. ووصف بعض المحللين هذه الجهود بأنها محرجة، وغير فعالة.

ويبدو أن وزارة الخارجية الأميركية لم ترتدع حتى الآن، ففي يوم الأربعاء رحبت بانطلاق الحملة الفرنسية!

المصدر | إيثيان ثارور، خدمة «واشنطن بوست» و«بلومبيرغ نيوز» - ترجمة الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

فرنسا تعقب الإرهاب استجواب طفل هستيريا جماعية إسلاموفوبيا

أسطورة حرية التعبير في فرنسا

الفشل الاستخباري المدوٍي في باريس

«أنا لست شارلي» .. شقوق في وحدة الصف بعد هجمات باريس

أحداث باريس تسلط الضوء على قصور قدرات وكالات التجسس

إرهاب فرنسا: خمسة هوامش على الدفتر الباطني

باريس ترحل مغربيا إلى الرباط خوفا من تلقينه السجناء «أفكارا متشددة»