متحف فرنسي يستعد لإعادة رفات المجاهدين الجزائريين

السبت 27 يناير 2018 07:01 ص

أعرب مدير المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي «برونو دافيد»، عن استعداده لإعادة جماجم مقاتلين جزائريين سقطوا خلال الاستعمار الفرنسي لبلدهم في القرن التاسع عشر، ولا تزال تلك الجماجم محفوظة في مجموعات المتحف.

وقال «برونو دافيد» إنه يدرك تماما «أهمية عمليات إعادة البقايا، نظرا للإطار التاريخي» للقضية.

وأضاف أن «هذه البقايا البشرية دخلت الى مجموعاتنا الانثروبولوجية في نهاية القرن التاسع عشر بعد فصول عديدة من الغزو الفرنسي للجزائر».

وخلال زيارته الى العاصمة الجزائرية في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تعهد الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» بإعادة رفات الجزائريين المحفوظة في متحف الإنسان التابع لمتحف التاريخ الطبيعي.

وقالت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، إن «حوارًا ثنائيًا جرى منذ ذلك الحين في هذا الشأن»، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وفي عمود نشره على الإنترنت، عبر «علي فريد بلقاضي» الذي يطالب بعودة هذه الرفات إلى الجزائر، عن أسفه لأن الجماجم «ملفوفة وموضوعة في علب كرتون عادية تذكر بعلب محلات الأحذية».

ورفض «برونو دافيد» هذه الانتقادات، وقال «إنها علب مخصصة للمجموعات ومكلفة»، مشددا على أن «هذه الجماجم مصفوفة في خزائن مقفلة في صالات مقفلة».

وتابع: «منذ أن توليت رئاسة المتحف في نهاية 2015 قررت أنه ليس من حق أحد أن يرى هذه الجماجم احتراماً لرفات بشرية تم التعرف على أصحابها؛ أنا نفسي لم أرها إطلاقا».

وفي السنوات الأخيرة، وقعت عرائض من قبل مؤرخين مثل «ينجامان ستورا» و«باسكال بلانشار» و«محمد حربي»، تطالب بإعادة البقايا إلى الجزائر.

ومن بين 18 ألف جمجمة من العالم أجمع محفوظة في المتحف لم يتم التعرف على هويات أصحاب الجزء الأكبر منها، قال «دافيد» إن «لائحة بـ41 جمجمة ثبت أنها من الجزائر» تم «تسليمها إلى الإليزيه».

ومن بين تلك الجماجم التي تم تسليمها، جماجم لمقاومين جزائريين قاتلوا الفرنسيين وآخرين محكومين بجرائم.

وتابع «دافيد» أنه «حالياً تمكنا من التأكد من أن سبعة جماجم تعود إلى مقاومين جزائريين»، ومن بينها أيضًا جمجمة الشيخ «بوزيان» قائد تمرد الزعاطشة بشرق الجزائر في 1849، وقد أسره الفرنسيون وأعدم رمياً بالرصاص وقطع رأسه، وأخرى لأحد مساعديه، وقد أضيفتا إلى مجموعات المتحف في 1880.

يضاف إليها أيضا جمجمة «محمد الأمجد بن عبدالمالك» الملقب «الشريف بوبغلة» الذي فجر ثورة شعبية وقتل في 1854.

ويقول المؤرخون إن العسكريين اعتبروا هذه الجماجم «غنائم حرب»، وإنه «بعد عشرات السنين، وهبت هذه الجماجم إلى المتحف من قبل أطباء عسكريين يطمحون إلى توسيع المعرفة بالتنوع البشري».

ولدى متحف الإنسان ست جماجم أخرى لجزائريين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي وتوفوا بأمراض.

وأوضح «برونو دافيد» أن «هناك 28 جمجمة تتطلب دراسات معمقة للتعرف عليهاـ يمكن ان يكون بينها جماجم سجناء في قضايا للحق العام وكذلك لأشخاص توفوا في مستشفيات ولمقاومين جزائريين».

ومجموعات متحف الإنسان لا يمكن التصرف بها، وقد منح هذه الجماجم التي دخلت في المجموعات الوطنية ولا يمكن أن تخرج إلا بقانون ستقوم فرنسا بصياغته.

وقال «برونو دافيد»: «من جهتنا، نحن مستعدون وننتظر تعليمات الحكومة».

  كلمات مفتاحية

رفات جماجم المقاتلين الجزائريين الجزائر فرنسا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المجاهدين

لهذه الأسباب.. فشلت فرنسا في جر الجزائر لتحالف الساحل

زوبعة في الجزائر لاستقبال «مبالغ فيه» للرئيس الفرنسي