أشارت أبحاث جديدة مقلقة إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالكوليستيرول تؤدي لزيادة سرعة نمو الأورام بمقدار 100 مرة.

فقد تمكن العلماء للمرة الأولى من كشف الآلية التي تجعل الكوليستيرول الدهني يزيد خطر سرطانات القولون، مما يفتح الباب لأدوية جديدة يمكنها أن تمنع حدوث هذا، كما يفيد في طرق الوقاية.

كشف الآلية لأول مرة

وبالرغم من أن العلاقة بين الكوليستيرول في النظام الغذائي وسرطان القولون كانت معروفة لدى العلماء منذ فترة طويلة، إلا أن الآلية لم تكن معروفة بوضوح، وقال الدكتور بيتر تونتونوز، إن الفريق شعر بالحماسة عندما اكتشف الطريقة التي يؤثر بها الكوليستيرول على نمو الخلايا الجذعية في الأمعاء، مما يسرّع معدل نمو الورم 100 ضعف.

توصل الفريق لهذه النتائج بعد أن قام بدراسة مجموعة من الفئران التي تتغذى على نظام غذائي عالي الكوليستيرول، بالإضافة إلى فئران تم التلاعب بها جينياً لإنتاج كوليستيرول أكثر بشكل طبيعي، ووجدوا أن لهما نفس الأثر الضار.

فمع زيادة مستويات الكوليستيرول، بدأت الخلايا الجذعية في الانقسام بشكل أسرع، حيث زادت مساحة بطانة النسيج الهضمي وأصبحت أمعاء الفئران أطول.

خطورة الدهون المشبعة

الكوليستيرول هو عنصر مهم يدخل في تكوين الغشاء الخارجي في كل خلايا الإنسان، وينتجه الكبد كلبنة بناء أساسية تدخل في تركيب المواد الأخرى الرئيسية.

 لكن المستويات العالية من الكوليستيرول، خاصة (الكوليستيرول السيء)، في شكل البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL، قد يزيد خطر التعرض للإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية، مما يجعله محل بحث دائم هذه الأيام.

وتحذر هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية من الدهون المشبعة التي تزيد مستويات الكوليستيرول، ناصحة المرضى بتجنب أطعمة مثل اللحوم المُدهنة والأجبان، والحرص على أكل الدهون غير المشبعة مثل الجوز والأفوكادو.

دراسات متعمقة أكثر

ما يزال العلماء في خلاف حول فائدة الأدوية المخفضة للكوليستيرول بالنسبة لتقليل خطر سرطان القولون والمستقيم، وسوف يحتاجون لمزيد من الدراسات بخصوص هذا الأمر.

ويقوم علماء جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس الآن بدراسة أنواع أخرى من السرطان، ليروا إن كان هذا التأثير يحدث معها أيضاً أم لا.