اللاعب أم الفريق.. من المستفيد الأكبر من الشرط الجزائي؟

الاثنين 29 يناير 2018 07:01 ص

منذ الرحيل المفاجئ للنجم البرازيلي «نيمار دا سيلفا» عن برشلونة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، بدأت الأندية الإسبانية في الاهتمام برفع قيمة الشرط الجزائي الخاص بلاعبيها للحفاظ عليهم من إغراءات المنافسين.

وكانت إدارة برشلونة قد فشلت في الاحتفاظ بـ«نيمار» بعدما دفع باريس سان جيرمان 222 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي الخاص بعقد اللاعب مع العملاق الكتالوني.

والشرط الجزائي هو بند يذكر بعقد اللاعب، في حالة توقيع عقد جديد أو إعادة تجديد لعقد وقع قبل سنوات، وهو يلزمه الارتباط مع فريقه وفقا للشروط والأحكام المنصوص عليها، وفي حال قرر فريق أخر شراءه أو قرر اللاعب الرحيل فإن تفعيل الشرط الجزائي يدخل قيد التنفيذ، حيث يدفع الفريق القيمة المالية المحددة وكأنه اشترى عقد اللاعب مباشرة.

ويختلف الشرط الجزائي للشراء عن الشرط الجزائي للتسريح من الفريق، فهناك فرق بين شروط الاستحواذ وشروط التسريح، وعادة ما تجرى عملية التفاوض على صفقة بين فريقين في بداية الأمر، ثم يأتي دور المفاوضات بين اللاعب نفسه والفريق المشتري، لذلك فكرة الشرط الجزائي تخص اللاعب أولا وهو القادر على التحكم بها قبل توقيع عقده.

ويعد الشرط الجزائي أمرا أساسيا في عقود اللاعبين مع الأندية الإسبانية وذلك لأسباب قانونية، على عكس بعض الدوريات الأخر التي لا تشترط وجود الشرط الجزائي وعلى رأسهم الدوري الإنجليزي الممتاز «بريمير ليغ»، وذلك لأن قيمة العقد هي نفسها قيمة الشرط الجزائي الذي يدفعه أي فريق آخر عندما يريد شراء أي لاعب.

ويضم الدوري الإسباني «الليغا» أغلى لاعبي العالم من حيث الشروط الجزائية، حيث يبلغ الشرط الجزائي الخاص بتعاقد ريال مدريد مع البرتغالي «كريستيانو رونالدو» والفرنسي «كريم بنزيما» مليار يورو لكل منهما، ويأتي من خلفهما الثنائي الشاب «إيسكو» و«إسينسيو» بشرط جزائي تبلغ قيمته 700 مليون يورو لكل منهما، بينما وصل الشرط الجزائي لتعاقد الأرجنتيني «ليونيل ميسي» مع برشلونة إلى 705 مليون يورو.

ولا يحق لأي لاعب الرحيل عن فريقه ضد رغبة الأخير، إلا بدفع قيمة الشرط الجزائي حتى وإن كان مبالغ فيها، وهنا تبدأ التعقيدات في أي صفقة يدخل فيها الشرط الجزائي.

وفي الوقت الذي يصعب على اللاعب أن يدفع قيمة الصفقة من جيبه الخاص، يقوم النادي الشاري بتحويل قيمة الصفقة لهذا اللاعب، ليُحرر نفسه عبر عملية بسيطة وهي شراء عقده من فريقه الأول، وبالطبع قيمة الصفقة ترتفع لأن قيمة الأموال التي سترسل إلى اللاعب سيُفرض عليها الضريبة، ولن يتحمل اللاعب هذه الأعباء بل النادي الذي يسعى للتعاقد معه.

ويعتبر الفريق البائع المستفيد الأكبر في هذه العملية وخصوصا في حالة رفضه البيع، إذ أن السوق يحدد سعر اللاعب مثلا بحوالي 75 مليون يورو والنادي لا يوافق على بيعه إلا عبر تفعيل الشرط الجزائي، والذي قد تبلغ قيمته مثلا 150 مليون يورو، وعندها على النادي الشاري دفع هذا المبلغ للحصول على خدمات اللاعب وإلا لن يغادر حتى نهاية عقده.

ويتضرر اللاعب من وجود شرط جزائي ذو قيمة عالية في تعاقده، حال عدم شعوره بالارتياح ضمن صفوف فريقه لأي سبب ما، حيث سيجبر على البقاء ضمن صفوفه حتى نهاية عقده أو حتى أن يدفع فريق آخر قيمة الشرط المنصوص عليه في العقد، والعكس قد يستفيد اللاعب من خلال تفعيل الشرط الجزائي للانتقال إلى فريق أكبر.

  كلمات مفتاحية

نيمار دا سيلفا برشلونة باريس سان جيرمان الدوري الإسباني لإنجليزي الممتاز