استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ترامب في دافوس: «أمريكا أولاً» تعني ضد الفلسطينيين أولا

الاثنين 29 يناير 2018 07:01 ص

العالم يمر بزمن متغير، لأن «أميركا أولاً» لا تنفك تطفئ الأضواء التي سُلّطت سابقاً على «فضائل العولمة»، فما أن بدأت مختلف الدول، ولا سيما الصين والهند، تتأقلم لتشارك الدول الغربية الاستفادة من هذه العولمة، حتى شرعت أميركا تتململ وتسعى إلى التخلص منها.

ويعتبر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مناسبة سنوية لرصد متغيرات النظام العالمي بوجهَيه السياسي والاقتصادي، ولعل أفضل تعبير عن الواقع الدولي الراهن أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي افتتح منتدى هذه السنة محذراً من ازدياد «الحمائية» والجدران المقامة أمام التجارة والاستثمارات، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اختتمه شارحاً «انعزاليته»، ومدافعاً عن شعاره «أميركا أولاً»، الذي بات العالم يعرف ماذا يعني:

مزيد من الضرائب على التجارة الواردة لحماية الصناعات الأميركية والأسواق الداخلية، في مقابل مزيد من الضغوط لتعزيز غزو المنتجات الأميركية أسواق العالم، أي الاستفادة في الاتجاهَين، ولو أن الأمر ينطوي على تناقض بين ترمب الذي يريد «دولاراً قوياً»، ووزير خزانته ستيفن منوتشين الذي أشار إلى قاعدة معروفة، وهي أن دولاراً «ضعيفاً» جيّد للتجارة الأميركية حول العالم. 

منتدى دافوس ليس صانع سياسات، لكنه ملتقى لصانعي السياسات، الذين غالباً ما يخالفون ما سمعوه أو تبادلوه من أفكار على المنابر وفي الأروقة، ولعله هذه السنة شكّل اختباراً لقياس مدى تأثير التغيير الذي يجريه ترمب في مفاهيم السياسة داخل أميركا وخارجها.

إذ إن قادة الدول الغربية الذين سبقوا ترمب إلى منبر المنتدى، كفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا، عبّروا عن تطلعات انفتاحية في المجالات الاقتصادية، بما في ذلك بريطانيا المهمومة بمستقبل تجارتها في حال خرجت من الاتحاد الأوروبي.

وكانت المفارقة ظهرت في منتدى العام الماضي، عندما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لتيسير قطاعها المالي، ودخول الآخرين إلى السوق بدرجة كبيرة، أي أن الصين -وليست الولايات المتحدة- هي التي باتت ترفع راية حرية التجارة العالمية، لذلك يبدي كثير من المسؤولين مخاوفهم من «حروب تجارية»، سواء في معرض تأكيدها أو استبعادها، لكن إدارة ترمب تدفع باتجاهها، بل باشرتها فعلاً.

ورغم غلبة الطابع الاقتصادي على منتدى دافوس، إلا أن السياسات الجارية من الشرق الأوسط إلى إيران وكوريا الشمالية، تسرق جانباً من أضوائه، وتلفت إلى أن عدم الاستقرار والإرهاب والحروب بالوكالة تؤجّج الصراعات الجيو-استراتيجية، وتعطّل التوافقات الضرورية لحل النزاعات أو تهدئتها على الأقل.

والأكيد أن «اللا أخلاقية» الأميركية-الإسرائيلية في التعامل مع مسألة القدس شكّلت نموذجاً مقزّزاً، ليس فقط باستغلال ترمب لقاءه مع بنيامين نتنياهو في دافوس لابتزاز مكشوف للفلسطينيين، بل خصوصاً لتحدي المجتمع الدولي، باعتمادهما معادلة قوة مختلة ضد الشرعية والقانون الدوليين، بمقدار ما هي أيضاً ضد عالم عربي راسخ في التراجع والعجز والاستهانة بحقوقه كما بحقوق الشعب الفلسطيني. 

ما كان ترمب ليخوض تجربة دافوس، المدافع تقليدياً عن «مبادئ» لا تهمه كالانفتاح والليبرالية، لولا أنه يعرف أن هذا المنتدى هو أولاً للأغنياء الذين يخشون تهوراته، لكنهم يشاركونه ولو بصمت أفكاره العنصرية تجاه دول «بؤرة القذارة» التي تضخ عليهم المهاجرين واللاجئين.

أما الآخرون فيأتون إلى المنتدى إمّا لأنهم طامحون، أو لأنهم يُدعَون إليه لزوم استكمال الديكور.

* عبد الوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

ترمب في دافوس «أميركا أولاً» ضد الفلسطينيين أولا «فضائل العولمة» الصين الهند المنتدى الاقتصادي العالمي النظام العالمي السياسي والاقتصادي ناريندرا مودي ازدياد «الحمائية» عوائق التجارة والاستثمارات «انعزالية» غزو المنتجات الأميركية أسواق العالم