رحبت (إسرائيل) بالرسالة التي بعثها الأمين العام لرابطة علماء الإسلامي وزير العدل السعودي السابق «محمد بن عبدالكريم العيسى»، إلى مديرة المتحف التذكاري للهولوكوست في الولايات المتحدة «سارة بلومفيلد» الأسبوع الماضي.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية في تصريحات صحفية، إن بلاده «تعرب عن تقديرها العميق لمثل هذه التصريحات، من جانب فضيلة الشيخ محمد بن عبدالكريم العيسى».
وأضاف «إننا إذ نشكره على تضامنه مع ضحايا الهولوكوست، لنأمل بالوقت ذاته أن تتضافر الجهود من قبل الدول المجاورة، من أجل إدانة المحرقة النازية، لتفنيد الدعوات التي نسمعها صباح مساء من الإيرانيين وآية الله، بوجوب حرق وإلقاء اليهود بالبحر».
وأعرب الناطق الإسرائيلي عن أمنيته بأن يسير الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، بنفس الطريق التي سار عليها الشيخ «محمد بن عبدالكريم»، وأدان المحرقة وهاجم منكروها.
في السياق ذاته، احتفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، بتعاطف وزير العدل السعودي السابق، مع «محرقة اليهود»، وذلك في رسالة أرسلها إلى المتحف التذكاري لـ«الهولوكوست».
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن هذا الموقف هو «ثمرة للحرب الشرسة التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد التيار الديني».
وكان الوزير السعودي السابق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، قد أكد أن «الهولوكوست» تعد من أبشع الجرائم في تاريخ البشرية.
وأضاف «العيسى»: «نعتبر أي إنكار للمحرقة أو التقليل من أثرها جريمة لتشويه التاريخ وإهانة لكرامة تلك الأرواح البريئة الذين لقوا حتفهم، بل هو أيضا إهانة لنا جميعا لأننا نشترك في نفس الروح البشرية والروابط الروحية».
وتابع: «نبدي تعاطفنا الكامل مع ضحايا الهولوكوست التي صدمت الإنسانية في صميمها وخلفت أضرارا لا يمكن أن ينكرها محب للسلام».
يشار إلى أن وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي «يسرائيل كاتس» دعا ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، في وقت سابق، إلى زيارة (إسرائيل)، وذلك خلال حوار مع صحيفة «إيلاف» السعودية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشرت مجلة «فوين بوليسي جورنال» الأمريكية تقريرا، وصفت فيه ولي العهد السعودي بأنه رجل (إسرائيل) في السعودية، وقالت إن «بن سلمان» عنصر يمكن الاعتماد عليه في مشروع أمريكي إسرائيلي طويل الأمد لخلق شرق أوسط جديد.
وفي وقت سابق، كشف رئيس المؤتمر اليهودي الأمريكي «جاك روسن»، عن تعاون استخباراتي بين السعودية و(إسرائيل)، لافتا إلى أنه غير مندهش بذلك.
وانطلقت دعوات غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علنا كان محظورا قبل وصول «بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.
ووفق محللين، تأتي الموجه الإعلامية السعودية تجاه (إسرائيل) ضمن خطة «بن سلمان»، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع الاحتلال.
