إيطاليا تغلق ملف «ريجيني» مقابل صفقة مع مصر

الاثنين 29 يناير 2018 10:01 ص

اتهمت صحف إيطالية، حكومة بلادهم، بالاتفاق مع النظام المصري، على إغلاق قضية الباحث الإيطالي «جوليو ريجيني»، الذي قتل في مصر قبل عامين، مقابل الحفاظ على التنسيق التجاري بين البلدين، وتعاون ثنائي في الأزمة الليبية.

وقالت صحيفة «نوتيزي جيوبوليتيك» الإيطالية، إنه «على الرغم من أن كل الأدلة والبراهين تدين (الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتثبت تورط أجهزته الأمنية في قتل ريجيني، إلا أن إيطاليا تخشى من توتر العلاقات مع مصر، والآثار العكسية المتوقعة لذلك على التعاون الثنائي فيما يتعلق بالأزمة الليبية».

علاقات اقتصادية

كما قال الكاتب الإيطالي «جويدو رامبولدي»، في صحيفة «أوبن ديمكراسي»، إن حكومة بلاده تعمدت تجاهل الوصول إلى حقيقة مقتل «ريجيني»، مقابل استمرار العلاقات التجارية والاقتصادية مع مصر.

ولفت إلى أن تحول مسار التحقيقات من تسليط الضوء على مسؤولية النظام الأمني المصري عن وفاة الباحث الإيطالي إلى اتهام المشرف على رسالته للدكتوراه «مها عبدالرحمن»، يؤكد ذلك، بحسب موقع «عربي 21».

وأضاف «رامبولدي»، أن «ريجيني» تم اعتقاله بواسطة جهاز أمني مصري، وقتل في مكان بعد اختطافه بسبعة أيام، وأنه من المحتمل أن يكون قد قتل بإذن شخصي من «السيسي» نفسه.

وأكد أنه «على الرغم من منطقية هذا الطرح، إلا أن نبرة الإعلام الإيطالي تغيرت وبدأت تروج لرواية السيسي، بأن ريجيني قتل على أيدي جهة ما، تريد إفساد العلاقات القوية بين مصر وإيطاليا».

وأضاف أن «روما وجدت أنه من الصعب التوفيق بين هدفين متناقضين؛ إجبار القاهرة على كشف قتلة ريجيني، وفي الوقت ذاته الحفاظ على العلاقات التجارية القوية بين الجانبين».

وتابع «رامبولدي»: «الأمر تحول إلى مسرحية هزلية، حيث تتبادل القاهرة وروما معلومات بسيطة، وتحولت القضية إلى المسار الأكاديمي، وبذلك ضحت الحكومة بريجيني في إطار تسوية مع نظام السيسي العسكري في مصر».

تضليل مصري

وفي ذات السياق، انتقدت صحيفة «نوتيزي جيوبوليتيك» مرور عامين «دون أن يطرأ أي جديد على قضية ريجيني»، مشيرة إلى أن السلطات الإيطالية التي تواصل التحقيق في القضية وحل ألغازها، تواجه الكثير من محاولات التضليل، ونشر الأخبار الكاذبة من جانب النظام المصري.

وأكدت الصحيفة أن السلطات المصرية لم تقم بأي مبادرة تذكر للتعاون مع نظيرتها الإيطالية لمعرفة قاتل «ريجيني».

وفي الأسبوع الماضي، نشرت وسائل إعلام إيطالية وثيقة مهمة وقعت بين يدي السلطات الإيطالية، تؤكد أن المخابرات العامة المصرية تلقت برقية تؤكد اعتقال «ريجيني» بواسطة المخابرات الحربية المصرية، بسبب تعامله مع أطراف خارجية لزعزعة الاستقرار في مصر، موضحة أن «ريجيني» كان يتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة، قبل أن يقع في قبضة رجال المخابرات الحربية التابعة لقائد الانقلاب «السيسي».

بيد أن النائب العام المصري «نبيل صادق»، قال في بيان له الأربعاء الماضي، «إن هذا الخطاب مزيف تماما»، محذرا من أن هذه الأنباء قد تضر بالتعاون بين سلطات التحقيق في البلدين.

مظاهرات

إلى ذلك، شهدت العاصمة الإيطالية روما، مظاهرات لمئات الإيطاليين الذين تجمعوا لإحياء الذكرى الثانية لمقتل «ريجيني»، وطالبوا حكومة بلادهم بكشف الحقيقة والتوصل للجناة.

واستقبلت جامعة كامبريدج البريطانية، الأحد، وفدا إيطاليا يضم نائبة رئيس البرلمان «إيزابيلا دي مونتي» وأسرة «ريجيني»، وخلال اللقاء نفت إدارة الجامعة علمها بتفاصيل الأبحاث التي كان يجريها «ريجيني» داخل مصر، تحت إشراف الدكتورة «مها عبدالرحمن»، ورفضت الاتهامات بعدم التعاون في التحقيقات.

وقبل أسبوعين استجوبت النيابة العامة الإيطالية «مها عبدالرحمن»، وصادرت جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وهاتفها المحمول.

وقالت الجامعة في بيان، إن المشرفة كانت تعامل كشاهد وتعاونت بشكل كامل، وأن التكهنات حول تورطها في القضية غير دقيقة ومدمرة.

والشهر الماضي، قال الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، لوزير الداخلية الإيطالي «ماركو مينيتي» إن هناك «إرادة حقيقية» لدى بلاده من أجل التوصل إلى نتائج نهائية في تحقيقات قضية مقتل «ريجيني».

ومرت قضية «ريجيني» بتطورات كثيرة، بينها إعلان القاهرة ذات مرة حلها القضية والقبض على عصابة تخصصت في سرقة المواطنين والأجانب، لكن الرواية الرسمية ذخرت بالعديد من الخروقات التي دفعت إيطاليا وأسرة «ريجيني» إلى رفضها والتشديد على أن المطلوب هو الحقيقة كاملة.

وبعد الواقعة بشهرين استدعت روما سفيرها لدى القاهرة، ثم أرسلت سفيرا جديدا في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد 17 شهرا من سحب سفيرها السابق، رغم عدم التوصل لحقيقة ملابسات مقتل «ريجيني»، مع اتفاق على استكمال التحقيقات.

وأرجعت الخارجية الإيطالية قرار عودة السفير إلى «التطورات في التعاون بين هيئات التحقيق في كل من إيطاليا ومصر حول واقعة قتل ريجيني»، بينما يقول حقوقيون في إيطاليا، إن إعادة العلاقات مع مصر جاء لكسب ود «السيسي»؛ للسيطرة على تدفق اللاجئين من ليبيا، وتهدئة الوضع هناك.

ووفق السفارة الإيطالية، فإن الشاب والباحث الإيطالي «جوليو ريجيني»، كان موجودا في القاهرة منذ سبتمبر/أيلول 2015، لتحضير أطروحة دكتوراه حول الاقتصاد المصري، واختفى مساء 25 يناير/كانون الثاني 2016، في حي الدقي، حيث كان لديه موعد مع أحد المصريين، قبل أن يعثر عليه مقتولا في 3 فبراير/شباط 2016، وعلى جسده آثار تعذيب، قالت عنها والدته إنها لم تستطع التعرف على جثته بسببها.

المصدر | الخليج الجديد + عربي 21

  كلمات مفتاحية

جوليو ريجيني علاقات اقتصادية العلاقات المصرية الإيطالية تحقيقات علاقات ثنائية الأزمة الليبية

9.8 مليارات دولار صفقة أسلحة بين مصر وإيطاليا