«ستراتفور»: قطر تسلح نفسها بجدية وتثبت قوتها بطرق متعددة

الاثنين 29 يناير 2018 11:01 ص

تستمر قطر في إرسال إشارات جديدة تشي بأن الحصار الإقليمي الحالي ضدها لم يضعف سيادتها بعد، وكان السفير القطري في روسيا «فهد بن محمد العطية» قد أعلن في 25 يناير/كانون الثاني الماضي لوكالة «فرانس برس» أن بلاده تجري محادثات «متقدمة» لشراء نظام الدفاع الجوي الروسي «إس-400». وقد انتشرت هذه التعليقات -على نطاق واسع- في وسائل الإعلام القطرية، وقد حظيت بتقدير من العديد من مستخدمي «تويتر» القطريين البارزين.

ومن منظور عسكري، لا يعد نظام «إس-400» حاسما بشكل خاص بالنسبة لدولة قطر. ويذكر أن القاعدة الجوية الأمريكية في «العُديد» كانت -منذ فترة طويلة- الضامن الأمني الرئيسي للبلاد، كما أن القاعدة الجديدة التي أقامتها تركيا في قطر في أعقاب الحصار الذي بدأ في يونيو/حزيران الماضي قد منحت الدوحة دفعة عسكرية إضافية. وفي حين توفر منظومة «إس-400» لقطر نظام دفاع جوي متقدم لمعالجة انتهاكات المجال الجوي الأخيرة، بيد أنها خطوة دبلوماسية بشكل أكبر.

ومع منصات مثل «إس-400» ونظام الصواريخ الباليستية الصينية التي تم كشف النقاب عنها في اليوم الوطني للبلاد في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تأمل الدوحة في إثبات قوتها بطرق متعددة. وتظهر هذه الإيماءات القومية للمواطنين أن قطر تأخذ الدفاع بجدية، وتعزز السمعة المحلية لأمير البلاد الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في الطريقة التي عالج بها الحصار حتى الآن. كما أن الاتفاق مع روسيا يقدم دليلا على أن قطر لا تزال على علاقة جيدة ببلدان مثل روسيا والصين، وتذكر اللجنة الرباعية للحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بأن مكانتها كبيرة وذات أهمية قصوى على نطاق عالمي، ومن غير المرجح أن يؤثر الحصار على الطريقة التي تتفاعل بها القوى الكبرى مع قطر.

وعلى الطرف الآخر من المعاملة تأتي روسيا، التي باعت دفعة أخرى من صناعة الدفاع، في الوقت الذي من المحتمل فيه أيضا أن تعرض نفسها لمخاطر، كونها تاجر الأسلحة العالمي غير الملتزم بالقوانين أو الاتفاقيات. ومن خلال بيع الأسلحة إلى قطر، لم تكن روسيا ولا الصين يعلنان تفضيل أحد الجانبين في النزاع الخليجي. وبدلا من ذلك، يتصرف كلا البلدين بانتهازية واضحة وفريدة، حيث يتم استغلال الصراعات المحلية لدعم الصناعات الدفاعية الوطنية.

وروسيا -على سبيل المثال- قد باعت بالفعل منظومة «إس-400» إلى السعودية وتركيا، على الرغم من العلاقة الوثيقة مع إيران -منافس السعودية الإقليمي- واختلاف المصالح مع تركيا بشأن قضية سوريا. ولمواكبة توازنها بين العديد من القوى المتنافسة، ستحتاج روسيا إلى تجميل صورتها كتاجر سلاح محايد للأسلحة، وليس متدخلا أو مؤثرا، وهو جهد سيصبح أكثر صعوبة مع كل عملية بيع جديدة.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

قطر دول الحصار منظومة الدفاع إس-400 قاعدة العديد حصار قطر الأزمة الخليجية