«الإندبندنت»: اشتباكات عدن تعمق الانقسام بين حلفاء الخليج

الاثنين 29 يناير 2018 06:01 ص

قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إن المواجهات المسلحة التي اندلعت في مدينة عدن جنوبي اليمن، بين مجموعة مسلحة تدعمها الإمارات، وأخرى تدعمها السعودية، تعمق الانقسام بين حلفاء الخليج.

وأضافت الصحيفة أن تلك الاشتباكات تهدد بشل جهود الدولتين اللتين توحدتا فيما مضى لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق الصحيفة، كان رئيس الوزراء اليمني، «أحمد بن دغر»، قد شجب تحركات الانفصاليين الجنوبيين المدعومين إماراتيا ونعتها بالانقلاب، قائلا إن الوضع يتجه نحو «مواجهة عسكرية شاملة... ما يجعلها هدية مباشرة للحوثيين ولإيران».

وأمس الأحد، انتشر القناصون في معظم أحياء عدن، وسمعت أصوات كثيفة لإطلاق النيران، فضلا عن انفجارات في تلك المدينة الجنوبية ذات الميناء الساحلي المهم، الذي تطمع الإمارات في السيطرة عليه.

وجاءت المواجهات مع انتهاء مهلة، حددها الانفصاليون، أمام الحكومة لتقديم استقالتها، الأحد، بحسب «الإندبندنت».

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، ظل في منفاه بالسعودية، فإن إدارته تتحكم شكليا في أربعة أخماس الأراضي اليمنية، غير أن عسكريين تدعمهم الإمارات في الجنوب يطالبون بالانفصال تارة وتغيير الحكومة تارة أخرى.

والأسبوع الماضي، اتهم انفصاليون جنوبيون حكومة الرئيس «هادي» بالفساد وعدم الكفاءة وطالبوها بالاستقالة.

ووفق الصحيفة، اتهم مصدر سياسي جنوبي كبير الحكومة بمفاقمة النزاع ودفعه باتجاه المواجهة المسلحة.

وقال المصدر: «لقد أبدت حكومة هادي قلقا من أي مظاهرة ينظمها الناس؛ لذا حاولوا وقفها بالقوة؛ ظنا منهم أنه لو نشبت معركة فإن التحالف سيتدخل وينقذهم».

لكن التحالف السعودي، قبيل المواجهات، أصدر بيانا مساء السبت، حث فيه جميع الأطراف على «التزام الهدوء وضبط النفس، والتقيد بلغة الحوار الهادئ».

وفي وقت سابق اليوم، اعتبرت الرئاسة اليمنية، ما يجري في محافظة عدن، جنوبي البلاد، «عملا انقلابيا مرفوضا»، مشددة على أنه لن يتم التهاون مع أي محاولة للتمرد تحت أي غطاء، في إشارة واضحة إلى توفير الإمارات غطاء لهذا التمرد.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، بأن الرئيس «عبدربه منصور هادي» ترأس اليوم اجتماعا استثنائيا لمستشاريه وقادة الأحزاب والقوى السياسية لمناقشة «الخطوات الانقلابية المرفوضة التي أقدم عليها ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي».

وأكد الاجتماع أن ما يجري في عدن «عمل انقلابي مرفوض وممارسات غير مسؤولة روعت المواطنين وأشاعت الرعب لدى غالية اليمنيين المصطفين خلف الشرعية في معركة استعادة الدولة وأودت بحياة ضحايا مدنيين وعسكريين».

وشدد على أن «تلك الأعمال ليست عفوية وتضع أكثر من علامة استفهام حول الجهة المستفيدة منها، خاصة مع تصعيد العمليات العسكرية والانتصارات المحققة ضد الحوثيين على مختلف الجبهات».

وأمس الأحد، وجه رئيس الحكومة، «أحمد عبيد بن دغر»، دعوة خاصة للإمارات لاحتواء الموقف «باعتبارها صاحبة القرار في عدن»، في إشارة إلى أن المجلس يعمل تحت إمرتها وبإمكانها كبح تحركاته الأخيرة.

ونفت الإمارات، بعد ساعات من بيان رئيس الحكومة، أن تكون خلف أحداث عدن.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، «أنور قرقاش»، إن موقف بلاده من أحداث جنوبي اليمن، «واضح ومبدئي في دعمه للتحالف العربي، ولا عزاء لمن يسعى للفتنة».

ومنذ صباح الأحد، تشهد مدينة عدن، التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، بين قوات الحماية الرئاسية الموالية للحكومة وقوات تابعة للمجلس الانتقالي للجنوبي، الذي يطالب بالانفصال وإقالة حكومة «أحمد عبيد بن دغر»، مرجعا سبب ذلك لإخفاقها بتوفير الخدمات.

وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 16 قتيلا و141 جريحا، وفقا لبيان صادر عن اجتماع مجلس الوزراء اليمني اليوم الإثنين، إضافة لتسببها بتعطل الملاحة في مطار عدن الدولي المنفذ الرئيسي الأول لجميع المحافظات اليمنية، وشلل في الحياة العامة.

واندلعت الاشتباكات بعد أن منعت قوات الحماية الرئاسية متظاهرين مؤيدين للانفصال، من إقامة تجمعات داخل ساحة العروض وسط «خور مكسر».

وخلال تلك الاشتباكات، سيطر الانفصاليون، المدعومين من الإمارات، الأحد، على مقر الحكومة المعترف بها دوليا في عدن.

المصدر | الخليج الجديد + الإندبندنت

  كلمات مفتاحية

عدن اشتباكات السعودية الإمارات اليمن هادي