مقاتلة كردية تنفذ هجوما انتحاريا محتملا ضد القوات التركية بعفرين

الثلاثاء 30 يناير 2018 05:01 ص

ذكرت القوات الكردية في منطقة عفرين، يوم الأحد، أن مقاتلة كردية نفذت هجوما انتحاريا ضد الجيش التركي في سوريا، ودمرت دبابة، وقتلت عددا من الجنود الأتراك بقنابل يدوية.

وإذا ما تأكد ذلك فإن هذه أول حالة هجوم انتحاري من جانب الأكراد على القوات التركية في سوريا منذ أن عبرت قواتها البرية الحدود في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال بيان صادر عن منظمتها العسكرية، «وحدات حماية المرأة»، أو «YPJ»، التي هي جزء من قوات سوريا الديمقراطية، أن المنفذة الكردية، التي تعرف باسم «زولوه هيمو» (20 عاما)، كانت تقاتل  تحت اسم «أفيستا هابور».

وتعتبر قوات سوريا الديمقراطية حليفا مهما للجيش الأمريكي في المعركة ضد «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا، وقد يؤدي التفجير الانتحاري الذي يقوم به حليف أمريكي ضد أحد أعضاء الناتو إلى زيادة الضغط على العلاقات المتوترة بين تركيا والولايات المتحدة.

وقال المرصد السوري المستقل لحقوق الإنسان إن الهجوم الذي وقع السبت قتل جنديين تركيين بعد أن ألقت «هيمو» قنبلة يدوية على برج الدبابة، وقال مدير المنظمة «رامي عبدالرحمن» إنه لا يعتقد أنه هجوم انتحاري متعمد.

وقد امتنعت وحدة المقاتلة «هيمو» عن وصفها بأنها مهاجمة انتحارية في بيانها، لكنها قالت إن «البطلة أفيستا هاجمت الدبابة وفجرت نفسها بالدبابة»، كما وصفتها بأنها «نموذج للمرأة الكردية الحرة».

وأشادت وسائل الإعلام الكردية على نطاق واسع بها على أنها مهاجمة انتحارية ووصفتها بأنها كانت ملفوفة بالقنابل عند مواجهة الدبابة التركية، وأوضحت وكالة أنباء «فرات» الكردية أن «هيمو» «تسللت خلف خطوط العدو وفجرت قنابل ملفوفة حول جثتها قرب دبابة تركية في قرية همامي في عفرين».

وقال العقيد «ريان ديلون» المتحدث باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا والعراق، إن القوات الأمريكية لا تعمل في منطقة عفرين، وإنه لا يستطيع تأكيد أو التعليق على تقارير عن هجوم انتحاري كردستاني.

إن الهجوم العسكري التركي ضد الميليشيات الكردية في منطقة عفرين شمال سوريا قد وضع تركيا والولايات المتحدة في موقف متوتر من القتال مع الحليف نفسه وضد الحليف نفسه؛ وحدات الحماية الشعبية الكردية «YPG» أو «YPJ» للفصيل الخاص بالنساء المقاتلات.

وكلاهما من الوحدات المهيمنة في قوات سوريا الديمقراطية التي هزمت، بدعم من الولايات المتحدة، مقاتلي «الدولة الإسلامية» في شرق سوريا، ما أجبرهم على الخروج من معاقلهم الرئيسية في الرقة ودير الزور العام الماضي.

وقد شن الأتراك هجوما في منطقة عفرين ضد الأكراد منذ أكثر من أسبوع، بما في ذلك قصف من الطائرات الحربية، ما أدى إلى احتجاجات من المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» والرئيس «ترامب»، وما زال القتال مستمرا منذ أسبوع.

وقال المرصد السوري إن 66 شخصا قتلوا في المعارك السبت بينهم سبعة جنود أتراك، وقال المرصد أن بين القتلى 13 طفلا وسبع نساء.

وتقع عفرين غرب المنطقة التي تعمل فيها قوات الولايات المتحدة بالتعاون مع الأكراد، ولكن الرئيس «رجب طيب أردوغان» هدد بالتقدم إلى مناطق الشرق حيث يعمل الأمريكيون أيضا.

وتعرب تركيا التي تضم أقلية كردية كبيرة ومضطربة عن قلقها إزاء قيام قوات سوريا الديمقراطية بإقامة دولة شبه مستقلة في شمال شرق سوريا يمكن أن تشكل تهديدا لأمنها.

وتشكل النساء عنصرا رئيسيا من عناصر الميليشيات الكردية في شمال سوريا، ويقاتلن تحت علمهن وتحت قيادة النسائية المستقلة، وقد ساوى  بيان «YPJ» بين هجوم  «هيمو» وهجوم «أرين ميركان»، وهي امرأة نفذت عملية انتحارية عندما هاجمت تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة كوباني شمال سوريا.

وأشاد البيان الذي أصدرته القيادة العامة لـ«YPJ» بمهاجمى العمليات الانتحارية، وقال: «سنقاوم الاحتلال التركي الذي يمثل العدو التاريخي لشعبنا حتى آخر قطرة من دمنا، وستكون عفرين مقبرة للفاشية».

وقال البيان إن «هيمو» انضمت إلى الميليشيات في عام 2014، عندما كانت تبلغ 17 عاما، وأنها كانت من قرية بالقرب من عفرين.

وفي يوم الأحد، استمر القتال في منطقة عفرين، ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن الجيش التركى قوله إنه «قام بتحييد 37 عنصرا من إرهابيي داعش وحزب العمال» في الغارات الجوية في ذلك اليوم.

ويشير الأتراك إلى الميليشيات الكردية السورية بالأحرف الأولى لحزب العمال الكردستاني المحظور «PKK»، وهم انفصاليون متحالفون بشكل وثيق مع الأكراد السوريين، وتتهم تركيا الأكراد بالتحالف مع تنظيم «الدولة الإسلامية».

المصدر | رود نوردلاند، نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

أكراد تركيا الجيش التركي وحدات حماية الشعب عفرين سوريا تنظيم الدولة الإسلامية