خبراء: الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي يجهض مخططات الحصار

الثلاثاء 30 يناير 2018 09:01 ص

رأى خبراء ومصادر خليجية أن توقيت انعقاد الحوار الاستراتيجي القطري - الأمريكي، الذي سينطلق في وقت لاحق اليوم، يمثل إعلانا بفشل تحويل الحصار على قطر إلى عزلة دولية، وأن معركة دول الحصار لكسب عقل وقلب واشنطن قد فشلت أيضا، وأن قطر تمكنت من الالتفاف على خطة دول الحصار.

وأضافت المصادر، في حديثها لـ«العربي الجديد»، أن إحدى الرسائل التي يحملها هذا الحوار متعلقة بالولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وهي أن مخطط البيت الأبيض للاصطفاف مع دول الحصار لم ينجح، وأن مؤسسات الدولة الأمريكية الأخرى، وتحديدا الخارجية والبنتاغون، تمكنت من فرض وجهة نظرها بأن قطر تظل حليفا مهما في عدة ملفات، وأن أمريكا، بهذا الحوار، ترفض ضمنيا وتلقائيا رواية دول الحصار بأن قطر تدعم الاٍرهاب.

وينطلق اليوم الثلاثاء، في العاصمة الأمريكية واشنطن، الحوار الاستراتيجي القطري - الأمريكي، الأول من نوعه بين البلدين على المستوى «الوزاري»، إذ سبق أن خاض البلدان، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حواراً في واشنطن لمكافحة الإرهاب، بهدف تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، في خطوة تلت توقيع قطر والولايات المتحدة في 11 يوليو/ تموز الماضي في الدوحة، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، تشمل التعاون بين الجانبين في مجالات الأمن والاستخبارات والمالية.

ويعكس الحوار الاستراتيجي الزخم الشديد الذي شهدته العلاقات بين البلدين، والتي تعززت بعقد العديد من الاتفاقيات السياسية والأمنية والعسكرية، والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة التي قامت بها قوات البلدين، خلال الأشهر القليلة الماضية، خصوصاً بعد اندلاع الأزمة الخليجية. (طالع المزيد)

ورأى الإعلامي القطري، «جابر الحرمي»، أن انعقاد الحوار الاستراتيجي في مثل هذا التوقيت، وبعد نحو 8 أشهر من اندلاع الأزمة الخليجية، يبعث برسالة أمريكية واضحة إلى دول الحصار أن لا علاقة لقطر بكل الاتهامات التي كالتها هذه الدول للدوحة، وأن واشنطن ماضية في تعزيز علاقاتها مع الدوحة بصورة أكبر وأعمق.

وأشار إلى أنه بات واضحا أن مزاعم دول الحصار بدعم قطر للإرهاب لم تلق رواجا لدى دول العالم ومنظماته، رغم الإنفاق السخي على الإعلام الغربي ومحاولة شيطنة قطر بكل الأساليب، بما فيها تحول سفراء دول الحصار إلى «تجار شنطة»، على حد وصفه.

وأكد أن قطر نجحت في تعزيز علاقاتها مع دول العالم بصورة أكبر مما كانت عليه قبل يونيو/ حزيران 2017، بما فيها تعزيز علاقاتها مع أمريكا، التي راهنت دول الحصار، في بداية الأزمة، على اصطفافها إلى صفها، خصوصا الرئيس «دونالد  ترامب» الذي حاول تمرير أجندته الخاصة.

وأعرب «الحرمي» عن اعتقاده بأن هذا الحوار يعني تأكيدا على مضي العلاقات بين الجانبين إلى آفاق أرحب، معتبرا أن المشاركة القطرية والأمريكية رفيعة المستوى فيه تدلل على أن البلدين يخطوان نحو تعاون أوثق في العديد من المجالات والملفات مستقبلاً.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الدوحة، «رايان كليها»، إن «العام 2018 سيكون رمزا حقيقيا لقوة العلاقات القطرية ـ الأمريكية»، مشيدا بتوقيع قطر والولايات المتحدة صفقة طائرات «إف-15» التي سيتم تسليم أول طائرة منها في العام 2021، كما وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، على مبيعات عسكرية لقطر بقيمة 1.1 مليار دولار، تشمل توفير خدمات دعم لبرنامج مقاتلاتها من طراز «إف 15 كيو إيه».

وقد أشادت وزارة الخارجية الأمريكية، في تقريرها السنوي في العام 2016، بالشراكة القطرية - الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب.

ونوهت بالعلاقات القوية التي تربط الوكالات الأمنية القطرية والأمريكية، مشددة على أن قطر شريك كامل وعضو فاعل في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومؤكدة أن قطر تعاونت وعملت على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي ضد الإرهاب.

ويتمركز 11 ألف عسكري أمريكي، غالبيتهم من سلاح الجو، في قاعدة العديد العسكرية الجوية، على بعد 30 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، حيث تستخدم أمريكا القاعدة، التي تضم أكبر تواجد عسكري لها في منطقة الشرق الأوسط، في حربها على «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق.

وافتتحت وزارة الدفاع القطرية، في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، المقر الجديد لمكتب الملحقية العسكرية لدولة قطر في واشنطن، بهدف تعزز التعاون والتكامل بين القوات المسلحة القطرية ونظيرتها الأمريكية.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

قطر أمريكا الحوار الاستراتيجي العلاقات القطرية التركية