«بلومبيرغ»: الشباب السعودي لن يرقص على لحن «بن سلمان»

الأربعاء 31 يناير 2018 08:01 ص

علقت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية، على اصطفاف الشباب السعودي لحضور إحدى الحفلات الموسيقية التي أقيمت مؤخرا في الرياض، قائلة إنه « مشهد ربما لم تعتقد أنك ستراه يوما في السعودية، وإن رأيته فستعتقد أن التغيير وصل سريعا إلى المملكة».

وأضافت الوكالة أن أكثر من نصف السكان السعوديين تحت سن الثلاثين، ويكبرهم أميرهم الشاب «محمد بن سلمان» بعامين فقط (32 عاما)، والذي أصبح مركز السلطة داخل الأسرة الحاكمة بطريقة وصفت بأنها غريبة، والذي سارع في محاولات إعادة تشكيل المملكة معلقا آماله على أقرانه من الشباب في تأييده بخطواته.

وبتخفيفه القواعد الدينية، يخاطب الأمير تطلعات هؤلاء؛ وأكد «بن سلمان» للمستثمرين الأجانب العام الماضي، أن الشباب السعودي لا يريد سوى «حياة طبيعية»، معلنا أنه سيعود بالسعودية إلى «الإسلام المعتدل».

وترعى الحكومة الآن حفلات تجتذب جمهورا من كلا الجنسين، وسيسمح للنساء بقيادة السيارات قريبا، وكسرت شوكة شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ووفقا لـ«بلومبيرغ»، فإن ما لم يتوقعه الأمير الشاب، هو أن الكثير من الشباب السعودي لا يؤمن بما يقوله عن التغيير الاجتماعي، ويشعرون بأن الإسراع في خططه سيكون له عواقب وخيمة على المملكة، خاصة في ظل البصمات الجهادية للسعودية في دول مثل العراق وأفغانستان وسوريا، حيث سافر العديد منهم تحت مسمى الجهاد لنصرة دين الله، ضد من يعتبرونهم غير مسلمين هناك.

وقالت المستشارة بشؤون الشرق الأوسط لدى شركة «كنترول ريسكس» الموجودة في لندن «أليسون وود»، إنه توجد «مقاومة حتى وسط الشباب» ضد خطط الأمير.

وأضافت: «من هنا ترى الفروق بين السعوديين الأكثر ثراء ممن تسنت لهم فرصة السفر والدراسة في الخارج، وهؤلاء ممن لم يفعلوا ذلك»، مشيرة إلى أنه بالنسبة لتلك المجموعة، تعد القواعد الدينية الصارمة هي «السياق الاجتماعي الوحيد الذي يعرفونه».

حرية الرأي محدودة في السعودية؛ إذ جرى إلقاء القبض على عشرات من منتقدي الحكومة البارزين العام الماضي، وكذلك هو الحال مع استطلاعات الرأي، ما يجعل الحكم على أي الرأيين ممثلا للشباب أمرا صعبا.

ووجد استطلاع أجرته شركة إيبسوس لأبحاث السوق، أن 63% من السعوديين رحبوا بقرار الحكومة، في سبتمبر/أيلول الماضي، رفع الحظر على قيادة النساء، وهناك بالتأكيد أدلة على حماستهم تجاه خيارات الترفيه الجديدة؛ إذ بيعت كل تذاكر الحفلات، مثل تلك التي أحياها الموسيقي اليوناني «ياني» في ديسمبر/كانون الأول 2017.

غير أنه وفقا لـ«كريستين ديوان»، الزميل بمعهد دول الخليج في واشنطن، فإنه من المستحيل معرفة رأي السعوديين في أي شيء، لأن الحريات منعدمة، كما هناك تفاوتات بين المجتمع السعودي.

وفي ظل النظام القديم، كان العديد من الشباب السعودي يستطيع السفر إلى الخارج للدراسة على سبيل المثال، ما ساعدهم وأهلهم على اكتساب المهارات التي من الممكن أن تمكن الأمير الشاب من تنفيذ خططه الاقتصادية الجديدة. 

لكنهم واجهوا اقتصادا يكافح من أجل الحفاظ على نفسه، حيث تقلص بنسبة 5%عن العام الماضي، ويعاني أكثر من ثلثي الموظفين الحكوميين السعوديين أي ما يقرب من نصف السكان من صعوبات في التكفل بمدفوعاتهم الشهرية الآن.

وفي النهاية وفقا لـ«بلومبيرغ»، سيُصبِح حشد دعم جيل الألفية الجديدة نحو السياسات الاقتصادية أمرا أكثر صعوبة من حشدهم نحو السياسات الاجتماعية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

السعودية’ الشباب السعودي محمد بن سلمان التغيير الاجتماعي التغييرات السعودية