مجلس الشيوخ البولندي يتحدى (إسرائيل) ويقر «قانون جرائم النازية»

الخميس 1 فبراير 2018 08:02 ص

أقر مجلس الشيوخ البولندي، صباح الخميس، مشروع قانون يُجرّم أي شخص يحمل بولندا أو شعبها مسؤولية جرائم الحرب النازية، وذلك رغم انتقادات إسرائيلية حادة لمشروع القانون قبل إقراره.

ووفقا للنظام البولندي، فإنه لا يزال يتعين أن يوقع الرئيس البولندي على قرار مجلس الشيوخ ليصبح قانونا نافذا، وذلك بعد أن أقره البرلمان البولندي بغرفتيه (مجلس النواب، ومجلس الشيوخ).

وقبل إقراره، أثار مشروع القانون إدانة من جانب (إسرائيل) حيث وصفه رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» بأنه محاولة لـ«إعادة كتابة التاريخ». ونشطت مساع إسرائيلية لعرقلة المشروع في مجلس الشيوخ، خاصة بعد إقراره في مجلس النواب الأسبوع الماضي.

وبحسب القانون الجديد، فإنه يمكن أن يعاقب كل من يصف علنًا معسكرات الاعتقال التي أقامتها ألمانيا النازية على الأراضي البولندية بأنها «معسكرات الموت البولندية»، وتكون العقوبة بالغرامة أو بالسجن لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات.

ويرى منتقدو القانون أنه يمكن أن يسمح للحكومة بإنكار الحالات التي ثبت فيها تورط بولندا في جرائم حرب.

ورفض حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا هذا الانتقاد، قائلاً إنه يرغب في الدفاع عن سمعة البلاد ومنع استخدام لغة غير صحيحة لتصوير تاريخها، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «بي إيه بي».

وقال رئيس مجلس الشيوخ «ستانيسلاف كارسسوفسكي» إن بولندا تريد مواصلة الحوار مع (إسرائيل) وشرح النية وراء التشريع الجديد.

وقتل أكثر من مليون شخص، معظمهم من اليهود، في معسكر أوشفيتز بيركيناو، الذي كان يقع في الأراضي البولندية المحتلة من قبل النازيين، خلال الحرب العالمية الثانية. 

وقال «نتنياهو» في معرض تعليقه على مشروع القانون (قبل إقراره): إن «سفيرنا في وارسو تحدث بناء على تعليماتي مع رئيس وزراء بولندا خلال مراسم الاحتفال الليلة الماضية بذكرى المحرقة في (معسكر) أوشفيتز وشدد على مواقفنا».

لكنه في المقابل، قال رئيس وزراء بولندا «ماتيوش مورافيتسكي» على «تويتر» إن «اليهود والبولنديون وكل الضحايا يجب أن يكونوا حريصين على ذكرى كل من قتلهم النازيون الألمان»، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وأوضح المعهد البولندي للذكرى الوطنية أن بولندا وُصفت مرات عدة في الماضي بأنها كانت حليفة للزعيم النازي «أدولف هتلر»، وهو ما يجعل من الضروري حماية سمعتها.

وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية كانت بولندا موطن أكبر طائفة يهودية في أوروبا، إذ بلغ عدد اليهود فيها 3.2 مليون نسمة؛ وهاجمت ألمانيا النازية بولندا واحتلتها في العام 1939 وبنت معسكرات اعتقال في ما بعد على الأراضي البولندية.

وخسرت بولندا خلال احتلالها من قبل ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية ستة ملايين من مواطنيها، بينهم ثلاثة ملايين يهودي في «المحرقة».

ويطلب المسؤولون البولنديون بشكل مستمر من السياسيين والإعلام العالمي التصحيح عند وصف معسكرات الموت بأنها «بولندية»، مثل «أوشيفتز» الذي أقامه الألمان في بولندا خلال فترة الاحتلال.

  كلمات مفتاحية

المحرقة مجلس الشيوخ مجلس النواب بولندا إسرائيل معسكر أوشفيتز بيركيناو