بتهمة الاغتصاب.. تمديد احتجاز المفكر «طارق رمضان» بباريس

الخميس 1 فبراير 2018 09:02 ص

قالت مصادر إعلامية فرنسية إن شرطة باريس مددت، الخميس، توقيف المفكر الإسلامي السويسري «طارق رمضان»، بعد احتجازه، الأربعاء، على خلفية تهمتين رسميتين بالاغتصاب، وجهتهما إليه سابقا كلّ من «هندة عياري»، وامرأة أخرى اختارت ألا تفصح عن هويّتها.

ويسمح القانون الفرنسي للمحققين بحبس المتهم 48 ساعة على ذمة التحقيق، موضحا في نفس الوقت أنه، وفي حالة عدم التوصل إلى أدلة ملموسة تدين المتهم، فإن الشرطة ملزمة بالإفراج عنه، أي أنه سيكون على المحققين بحلول غد أن يقرروا ما إذا سيتم الإفراج عن «طارق رمضان» بعد 48 ساعة، أو فتح معلومة قضائية ضده.

و«عياري» حاملة للجنسية الفرنسية، وهي من أم تونسية وأب جزائري، وتبنت السيدة في الماضي الفكر السلفي لسنوات عديدة (وفقا لروايتها)، قبل أن تنقلب على هذا الفكر وتلتحق بنشاط نسوي، وقد تقدمت بشكوى رسمية في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 في خضم الحملة على التحرش الجنسي.

وتقول الناشطة في مجال الحقوق النسوية، «هندة عياري»، إن «رمضان» اغتصبها في غرفة في فندق في باريس في عام 2012، بينما اتهمته امرأة أخرى مقعدة، لم يكشف اسمها، باغتصابها في فندق في ليون عام 2009.

وقد روت «عياري»، التي تصف نفسها بأنها «مسلمة علمانية» وكانت من قبل محافظة، ادعاءات اغتصابها في كتاب نشر العام الماضي، دون أن تشير إلى «رمضان» بالاسم.

ولكنها قالت في أكتوبر/تشرين الأول إنها قررت أن تكشف عن اسمه، متشجعة بإفصاح آلاف النساء علانية عن اعتداءات جنسية أو تحرشات تعرضن لها تحت حملة «وأنا أيضا - Me Too» على الإنترنت.

وقالت «عياري»، التي رفعت دعوى اغتصاب على «رمضان» في 20 أكتوبر/تشرين الأول، إنه هددها قائلا «إما أن تلبسي الحجاب، وإما ستغتصبين»، وفقا لروايتها.

وأضافت «خنقني بشدة لدرجة أنني ظننت أني سأموت»، بحسب ما قالته لصحيفة «لو باريزيان».

وقد رفع «رمضان»، حفيد مؤسس حركة «الإخوان المسلمين» الراحل «حسن البنا»، دعوى تشهير على «هندة عياري»، ونفى اتهامات السيدتين، وادعاءات جنسية أخرى ظهرت على وسائل إعلام سويسرية ضد فتيات في الثمانينيات والتسعينيات، واصفا إياها بأنها «حملة أكاذيب يشنها خصومه».

وبينما تعرضت «عياري» إلى الانتقادات اللاذعة من جانب مؤيدي المفكر الإسلامي، متهمين إياها بمهاجمة الإسلام، فقد التزمت بالقول إنها فخورة بأن تكون مسلمة تحترم قوانين الجمهورية.

وفتح ممثلو ادعاء تحقيقا مبدئيا ضد «رمضان» في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن لم يتم احتجازه إلا أمس الأربعاء.

واستدعي «رمضان»، الأستاذ في جامعة أكسفورد، إلى مركز للشرطة للتحقيق معه، ثم اعتقل في التحقيقات الأولية، بحسب مصادر قضائية وقانونية.

وقد أعلنت جامعة أكسفورد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنها وافقت على طلب الأكاديمي البالغ من العمر 55 عاما الحصول على إجازة من عمله كأستاذ للدراسات الإسلامية المعاصرة.

ويأتي احتجاز «رمضان»، رغم إفادة سابقة أدلى بهاد شاهد إلى القضاء الفرنسي، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأن «هندة»، سبق أن هددت الشاهد عام 2013 بتقديم شكوى ضده بالتهمة ذاتها (الاغتصاب) لرفضه محاولاتها «الواضحة» للتقرب منه، حسب ما أفاد مصدر مطلع على الملف لوكالة «فرانس برس».

ويواجه «رمضان»، الذي يحظى بشعبية بين المسلمين المحافظين، ويشارك باعتياد في المناظرات التلفزيونية في فرنسا، اتهامات معتادة من منتقدين علمانيين بأنه يروج لشكل من أشكال الإسلام السياسي.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

طارق رمضان اغتصاب هندة عياري فرنسا تحقيقات