إغلاق المحال وقت الصلاة يقسم السعوديين على «تويتر»

الخميس 1 فبراير 2018 10:02 ص

اختلف سعوديون حول إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة، بين مؤيد ومعارض، على «تويتر»، عقب حلقة «معالي المواطن» على فضائية «إم بي سي»، التي ناقشت هذا الأمر.

واحتل وسم «معالي المواطن»، مركزا متقدما بين قائمة الوسوم الأكثر تداولا في المملكة، عقب الحلقة، التي استضافت الباحث الشرعي «عبدالله العلويط»، الذي قال إن إغلاق المحلات التجارية من أجل الصلاة «أمر لم يرد في القرآن أو السنة»، وأن هناك العديد من الأدلة التي لا تؤكد جواز فتح المحلات وحسب، وإنما تؤكد أن الإلزام بإغلاقها «خطأ إن لم يكن محرما».

واعتبر ناشطون تناول الموضوع من الأساس، يعد مؤشرًا على قرب إلغاء قرار الإغلاق الإلزامي، في خضم تغييرات جوهرية، تشهدها المملكة، وطالت كثيرًا من جوانب الحياة فيها.

ضد الإغلاق

وفي البرنامج، قال «العلويط»: «أنا ضد إغلاق المحلات من أجل الصلاة لما يسببه من اضرار، ونظرا لأنه إحداث أمر لم يرد في كتاب الله أو سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم يأمر به الخلفاء الراشدون ولا يدعمه أي مسوغ شرعي».

وأضاف: «جميع المسوغات الشرعية تقتضي بألا تغلق المحلات وقت الصلاة، كمراعاة مصالح الناس أو عدم التضييق عليهم، فهذه كلها أشياء معتبرة في المسوغات الشرعية أكثر من مسألة حث الناس على الصلاة من خلال سن أنظمة معينة».

 

 

وحول ما يقال عن حق البائع في ممارسة حقوقه الدينية، قال «العلويط»: «المسألة اختيارية لا نلزمه بالفتح، ويجب ألا نلزمه بالإغلاق».

وتابع أن هناك العديد من الأدلة التي تبين ليس فقط جواز الفتح، وإنما هناك أخرى توضح أن الإلزام خطأ في حد ذاته، إن لم يكن محرما.

 

 

خسائر اقتصادية

وردا على ما أثير في تقرير أمريكي، بأن الاقتصاد السعودي يتكبد خسائر سنوية تقدر بـ120 مليار، بسبب إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة، قال الكاتب الاقتصادي «محمد السويد»: «الرقم غير دقيق وصعب حسابه بشكل مباشر، فهو مجرد تخمينات».

وأضاف: «هذا لا يعني أن تصل الخسائر إلى هذا الرقم»، مشيرا إلى أن المحلات التجارية يمكن أن تغلق في اليوم نحو 3 ساعات من أجل الصلاة، ولو قدرت بنسبة مئوية تكون بحدود 20 أو 30%، وهي تنفق على الموارد مثل المياه والكهرباء والأجور.

 

 

تفاعل إلكتروني

وما بين مؤيد ومعارض للطرح، اشتعل موقع «تويتر» بتغريدات الناشطين.

فقال «سراج الغامدي»: «عملية إغلاق المحلات وقت الصلاة ليست من الدين.. هي اجتهاد من مجموعة ما.. بدأوها في فترة ما.. وقالوا إنها من الدين».

 

 

وأضاف «خالد عبدالعزيز»: «اليوم معالي المواطن يناقش قضية من أهم القضايا اللي  يواجهها الشعب السعودي، وهي إغلاق المحلات وقت الصلاة، البدعة اللي لم توجد في عهد النبي ولا الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين ولا العصر الأموي ولا العباسي حتى، لكن عندنا الصحويين يقولون نحن أفهم بالدين من هؤلاء كلهم».

 

 

في المقابل، غردت «هدى» بالقول: «والله من عمر والمحلات تقفل وقت الصلاة وما سمعنا أحد مات عند باب الصيدلية وهو يستناها تفتح. ولا سمعنا بخسائر. بالعكس البركة بالوقت والرزق».

 

 

واتفق معها حساب «سرمد»، حين كتب: «منظركم مقزز جداً وأنتم تقولون الدنيا أهم من الآخرة.. المال أهم من العبادة.. أردتم تصغير أعظم شعائر الدين وعمود الدين. لكن هذا لن يحدث باذن الله. أتمنى من الله زوالكم وزوال أمثالكم».

 

 

وأضاف «باظ بوظ»: «لا أعلم هل هو جهل أم تعمد. بحيث أنكم تقولون لا يوجد دليل على إغلاق المحلات وقت الصلاة. والله تعالى يقول (يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ)».

 

 

وتابع «حمدي هادي» متعجبا: «الاستدلال بالقرآن ضعيف. والاستدلال بالأبحاث الأمريكيه الاقتصادية قوي. يارب لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا».

 

 

وطالما أثيرت قضية إغلاق المحلات وقت الصلاة في المملكة في نقاشات كثيرة، لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مشاركة كبيرة وانقسام واضح بين السعوديين، الذين يرى المؤيدون منهم أن الإغلاق يتفق وطبيعة المملكة كبلد يطبق الشريعة الإسلامية ويعد قبلة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، مقابل معارضي القرار الذي يستشهدون بعدم تطبيقه في باقي الدول الإسلامية وساعات الانتظار التي يقضونها يوميًا في انتظار فتح المحلات بعد الصلاة.

ويكتسب أحدث نقاش حول القضية ذاتها أهميته من كونه يأتي بعد أن أقرت المملكة تغييرات جذرية في حياة السكان لم يكن تخيلها أمرًا ممكنًا قبل سنوات قليلة، إذ سمحت السعودية للنساء بقيادة السيارة، أخيرًا، إضافة لدخولهن ملاعب كرة القدم، وتشجيع الأندية المتنافسة، وافتتاح صالات سينما، ليبقى قرار إغلاق المحلات وقت الصلاة في واجهة مطالب التغيير والانفتاح في المملكة.

  كلمات مفتاحية

إغلاق محال خسائر السعودية تويتر معالي المواطن

السعودية: إغلاق محطات الوقود ذات المساجد «المهملة» على الطرق السريعة