انفراد.. «السيسي» يخشى انقلابا عسكريا من رفقاء 3 يوليو ويهدد بالدم

الخميس 1 فبراير 2018 01:02 ص

تتجه العلاقة بين الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، ومراكز قوى نافذة، إلى مزيد من التأزم والصراع، مع قرب انتهاء ولايته الرئاسية الأولى، وتفاقم حالة الغضب والاستياء بين مفاصل المؤسسة العسكرية والأجهزة السيادية في البلاد.

ووفق مصادر مطلعة تحدثت لـ«الخليج الجديد»، فإن حالة الغضب والانفعال التي بدت على الرئيس المصري، خلال افتتاح حقل لإنتاج الغاز، شمالي البلاد، الأربعاء، كانت ردا على ما تلقاه من ردود فعل غاضبة بشأن اعتقال رئيس الأركان الأسبق، الفريق «سامي عنان»، على خلفية إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، التى ستجرى مارس/آذار المقبل. (طالع: اعتقال 23 قيادة عسكرية في الجيش المصري من الموالين لـ«عنان»)

وقالت المصادر، المقربة من حملة «السيسي» الانتخابية، إن الكواليس تشهد صراعا حقيقيا في ما يعرف بـ«صراع الأجهزة في مصر»، وإن جناحا نافذا في المؤسسة العسكرية يضم قادة سابقين وحاليين، غير راض تماما عن طريقة إدارة المشهد الانتخابي، والطريقة التي عومل بها قادة بارزين مثل الفريق «أحمد شفيق»، رئيس وزراء مصر الأسبق، والفريق «سامي عنان» المعتقل حاليا بدعوى التزوير، ما سبب إحراجا كبيرا للمؤسسة العسكرية.

جناح غاضب

ويضم هذا الجناح، وزير الدفاع السابق، المشير «محمد حسين طنطاوي»، ورئيس الأركان المقال «محمود حجازي»، ورئيس الأركان الأسبق «مجدي حتاتة»، وقائد الجيش الثاني الميداني سابق، اللواء «أحمد وصفي»، ورئيس جهاز المخابرات العامة المقال، اللواء «خالد فوزي»، وآخرين.

وأضافت المصادر، التي طلبت التكتم على هويتها، أن غياب «طنطاوي» عن مرافقة «السيسي»، خلال حفل افتتاح حقل «ظهر»، والذي دوما ما يصاحبه خلال جولاته، ويظهر متصدرا الصفوف الأولى، جاء بعد رفض الأول ما تعرض له «عنان» من اعتقال ومداهمة بيته، وإيداعه في السجن الحربي (شرقي القاهرة)، وشن حملة إهانات وتشويه ضده في وسائل الإعلام، الأمر الذي اعتبر مساسا بهيبة المؤسسة العسكرية لصالح «السيسي» الذي يريد إخلاء السباق الرئاسي من أي منافسين حقيقيين.

وفي لهجة حادة، لا تتلاءم مع حدث ذات طابع اقتصادي، وجه «السيسي» تهديدات واضحة، بأن حياته ستكون ثمنا حال حاول أحد العبث بأمن مصر، محذرا من أن ما حدث من 7 سنوات لن يتكرر، في إشارة إلى الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع «حسني مبارك». (طالع المزيد)

وقال الرئيس المصري، في خطابه الذي بثه التليفزيون الحكومي: «أنا مش سياسي، وبتاع كلام، واللي حصل من 7 سنين مش هايتكرر تاني».

وأضاف مستخدما لغة القسم (قسما بالله، والله العظيم) 5 مرات،: «أنا بقول الكلام عشان، لا مؤاخذة، الكلام اللي بنسمعه حاليًا عن اللي اتعمل من 7 سنين.. بقى اللي مانجحش ساعتها هاتنجحوه دلوقتي؟ لأ، أنتم باين عليكم ماتعرفونيش صحيح.. ثمن استقرار مصر وأمنها هو ثمن حياتي أنا، وحياة الجيش».

وتابع، مديرا بصره في التفاتة لوحظ تكرارها باتجاه وزير الدفاع المصري «صدقي صبحي»، قائلا: «هقول للمصريين تاني، لو الأمر استمر كده وحد فكر يلعب في مصر وأمنها هطلب منكم تفويض تاني لأن هيبقى فيه إجراءات أخرى ضد أي حد يعتقد أنه يعبث بأمن مصر، ما بخافش غير من ربنا وعليها هي بس»، دون أن يحدد طبيعة تلك الإجراءات، والمقصود بها.

انتقادات الإعلاميين

ووفق الإعلامي «أحمد موسى»، المقرب من الأجهزة الأمنية، فإن السر وراء غضب «السيسي»، يرجع إلى أن لديه معلومات عن خطة انقلابية، قائلًا عبر برنامجه «على مسؤوليتي» المذاع على فضائية «صدى البلد»: «فيه دعوات واضحة للانقلاب على الدولة»، على حد قوله.

وربطت المصادر بين تهديدات «السيسي»، الذي ترشح رسميا لفترة رئاسية ثانية، والانتقادات التي صدرت على ألسنة إعلاميين محسوبين على أجهزة سيادية في البلاد، جراء غياب السياسة، وإثارة الخوف من ممارسة العمل السياسي، في إشارة إلى انسحاب جميع المرشحين من السباق الرئاسي.

وكانت الإعلامية المعروفة «لميس الحديدي»، في مقدمة غير مألوفة لبرنامجها «هنا العاصمة»، على فضائية «سي بي سي»، قالت إنها مستعدة للتضحية بالظهور على الهواء مجددا، وإنها مصرة على التفوه بالرسالة التي تود أن تقولها.

وأضافت: «لا توجد سياسة في مصر، نحن نتعامل مع السياسة بازدراء، ونعتبر كل شخص يود الخوض في المجال السياسي إما عميلا (أجنبيا) أو يتعرض لهجوم حاد».

ذات الرسالة وجهها الإعلامي النافذ «عماد الدين أديب»، على الهواء خلال لقائه، الثلاثاء الماضي، ببرنامج «كل يوم» المذاع على فضائية «أون إي»، موجها حديثه لـ«السيسي»، بالقول: «يا سيادة الرئيس أنت المتضرر الأكبر من هذا الشكل الانتخابي، واللي يقول غير كده يبقى جاهل أو ضد الرئيس وبيتأمر عليه، ومعرفش بكرة هطلع على التليفزيون ولا لأ» ، فرد عليه مقدم البرنامج «عمرو أديب»، قائلا: «أنت بكرة مش هتطلع على التليفزيون وأنا كمان هاجي أقعد معاك».

وعبر الإعلامي المعروف بقربه من الأجهزة السيادية، «خالد صلاح»، بشكل أكثر صراحة عن قلق «السيسي» من الإطاحة به قائلا: «أنا مش سياسى، تعنى أن هذا الأمر لن يتكرر أبدا، تعنى كذلك أن الرجل لن يتردد فى استخدام كل الوسائل الممكنة للحفاظ على أمن مصر حتى لو انقلبت عليه نيويورك تايمز وواشنطن بوست، وأجهزة الاستخبارات والكونجرس والبرلمانات العالمية».

وتحت عنوان «السيسى حين يقول: أنا مش سياسى»!»، أضاف رئيس تحرير صحيفة «اليوم السابع»: «هذا الرجل ليس من العينة التى ترهبه كلمة (NOW MEANS NOW)، الآن يعنى الآن، التى قالتها هيلاري كلينتون (وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة) من قبل»، في إشارة إلى مطالبة الإدارة الأمريكية لـ«مبارك» بالتنحي إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.

وشهدت الأسابيع الأخيرة، قرارات مفاجئة من «السيسي»، قضت بإقالة رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء «خالد فوزي»، وذلك بعد زهاء ثلاثة أشهر من إقالة مماثلة لرئيس جهاز أمني سيادي وهو الفريق «محمود حجازي» الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلَّحة المصرية.

وعزز من تفاقم حالة الصدام بين مراكز القوى في البلاد، إجبار «شفيق» على سحب ترشحه للانتخابات الرئاسية، واعتقال العقيد «أحمد قنصوة» والحكم عليه بالسجن 6 سنوات بدعوى خرقه القوانين العسكرية لإعلانه الترشح للسباق، وليس أخيرا اعتقال «عنان»، وقيادات عسكرية أخرى موالية له، ما يشير وفق مراقبين إلى احتمالية الولوج إلى مرحلة أشد من الصراع بين «السيسي»، ومناوئيه داخل المؤسسة العسكرية.

وفي 3 يوليو/تموز 2013، أطاح «السيسي»، وكان وقتها وزير للدفاع بحضور عدد من قيادات المجلس العسكري، وشخصيات مدنية ودينية، بالرئيس «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، بعد عام واحد فقط من ولايته الرئاسية الأولى، وزج بالآلاف من أنصاره خلف القضبان.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي الجيش المصري عنان طنطاوي رئاسيات مصر 2018 انقلاب عسكري