مذكرة سرية تثير صداما وشيكا بين «ترامب» و«التحقيقات الفيدرالي»

الجمعة 2 فبراير 2018 07:02 ص

تعيش واشنطن حالة ترقب مع توقع نشر مذكرة تتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي بالانحياز في التحقيق حول تواطؤ روسي مع فريق «دونالد ترامب» الانتخابي، الأمر الذي زاد منسوب التوتر بين البيت الأبيض والشرطة الفيدرالية.

وقال مسؤول في البيت الأبيض، الخميس، إن ترامب قرأ المذكرة السرية، متوقعا صدور الضوء الأخضر بالنشر الجمعة «على الأرجح».

وقال: «الرئيس موافق. لا أعتقد أنه سيتم تنقيحها. بعدها، سيصبح الأمر بيد الكونغرس».

بدورها، أفادت قناة «فوكس نيوز» ووسائل إعلام أخرى أن «ترامب» قرر السماح بنشرها قبل نهاية الأسبوع.

وأعد المذكرة المؤلفة من أربع صفحات النائب الجمهوري «ديفين نونيس» رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب وتهدف إلى تبيان أن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي يتخذان مواقف مسيسة إلى درجة كبيرة ضد «ترامب».

وسيشكل نشرها رفضا صريحا للتحذير الصادر الثلاثاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي بعدم النشر، وهو وإن كان غير موقع فإنه لا بد حظي بموافقة مدير المكتب «كريستوفر راي» الذي ثبت في منصبه في آب/أغسطس الماضي وعارض صرحة نشر «مذكرة نونيس».

وقال مكتب «أف بي آي» إن «لدينا مخاوف جدية بشأن وجود إغفالات مادية للوقائع تؤثر بصورة أساسية على دقة المذكرة».

صدام مباشر

ويضع قرار نشر المذكرة البيت الأبيض على خط الصدام المباشر مع وزارة العدل التي عينها «ترامب»، ومجتمع الاستخبارات الأوسع، والمشرعين الديموقراطيين، والعديد من الجمهوريين.

ولم تجد الضغوط التي مارسها كل من «كريستوفر راي» ونائب وزير العدل «رود روزنستاين» على قادة الكونغرس والبيت الأبيض بعدم النشر.

وتستند مذكرة «نونيس» إلى وثائق غاية في السرية تتعلق بالتجسس الروسي.

ويزعم «نونيس» أن تطبيق المذكرة يستند إلى «ملف روسيا» وهي معلومات حول حدوث اتصالات بين حملة «ترامب» وموسكو جمعها عميل الاستخبارات البريطاني السابق «كريستوفر ستيل».

لكن هذا الملف لا يزال مثيرا للجدل وغير مثبت وموله جزئيا فريق المرشحة الديموقراطية «هيلاري كلينتون» وهي وقائع يقول «نونيس» أنها برهان على انحياز مكتب «أف بي آي» ووزارة العدل ضد «ترامب» وإساءة الائتمان.

وينظر الديموقراطيون إلى جهود «نونيس» بصفتها تستهدف تقويض التحقيق الذي يتولاه منذ أيار/مايو 2017 المدعي المستقل «روبرت مولر» حول تواطؤ محتمل بين فريق «ترامب» الانتخابي وموسكو، والذي اقترب من الرئيس نفسه.

ودعا السناتور الديموقراطي «تشاك شومر» والنائبة «نانسي بيلوسي» الخميس إلى إقالة «نونيس» من رئاسة لجنة الاستخبارات، لكن زعماء المجلس الجمهوريين رفضوا ذلك على الفور.

وكتب «شومر» في رسالة إلى رئيس مجلس النواب «بول راين» إن «نونيس» «كتب ويسعى إلى نشر مذكرة تتمحور حول نظرية المؤامرة يتم فيها وبعناية انتقاء معلومات سرية بهدف تقويض صدقية العمل السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي وفي نهاية المطاف المدعي الخاص مولر».

مكافحة التجسس

في هذه الأثناء، أعرب أعضاء في مجتمع الاستخبارات الأوسع عن غضبهم من إمكان نشر «نونيس» و«ترامب» وثيقة تتضمن معلومات مصنفة سرية تماما وتتعلق بعمليات مكافحة التجسس.

ولا يزال «ترامب» ساخطا بشأن قرار «أف بي آي» عدم التوصية بتوجيه تهم جنائية ضد «هيلاري كلينتون» في التحقيق المتصل باستخدامها الإيميل الشخصي الذي جرى خلال انتخابات 2016.

وفي مايو/أيار 2017، أقال «ترامب» «جيمس كومي من إدارة «أف بي آي» ومارس بعدها ضغوطا على نائب المدير «أندرو ماكيب» بدعوى أنه كان متحيزا لصالح «كلينتون» ومعارضا لـ«ترامب».

ويشتد التوتر مع تركيز تحقيق «مولر» على مزاعم بأن ترامب والبيت الأبيض سعيا إلى عرقلة التحقيق بشأن دور روسيا، في حين يتواصل فريق «مولر» مع البيت الأبيض لإجراء مقابلة مع «ترامب» نفسه في هذه القضية.

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب مذكرة سرية مولر التحقيقات الفيدرالي

التحقيقات الفيدرالي يداهم منزل ترامب بتهمة نقل سجلات رئاسية رسمية