«بوليتيكو»: استراتيجية واشنطن بسوريا تصب في مصلحة الأسد وإيران

الجمعة 2 فبراير 2018 09:02 ص

كشفت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، أن استراتيجية واشنطن في سوريا تصب في النهاية بمصلحة إيران ونظام «بشار الأسد».

وفي تقرير لها أوضحت المجلة أن واشنطن وافقت على مناطق خفض التوتر، وهي تعلم أن تلك المناطق وضعت روسيا خرائطها، وأنها صممت في الأساس لكي تعطي النظام السوري مهلة لإعادة التقاط أنفاسه، والتقدم ببطء نحو مناطق أخرى خسرها في المعارك ضد قوات المعارضة، وهو ما يصب في مصلحة إيران والنظام السوري.

وبينت المجلة أنه «عندما تؤدي علاقتنا المركزية مع قوات سوريا الديمقراطية (غالبيتها من الأكراد) في شمال شرقي البلاد إلى حرب مع دولة عضو في الناتو (في إشارة لتركيا)، فعلينا التفكير بجدية حول استراتيجيتنا».

وتابعت أنه «عندما تخرج إيران من النزاع بقدرة جديدة لإظهار القوة ضد حلفائنا إسرائيل والأردن فقد حان الوقت لإعادة تقويم الأولويات في سوريا والتساؤل إن كانت لدينا استراتيجية هناك».

ووفق المجلة، فإن «أمريكا ستبقى في سوريا لأمد طويل، ففي خطابه الذي ألقاه وزير الخارجية ريكس تيلرسون يوم 18 من الشهر الماضي، حدد خمسة أهداف كبيرة، وبافتراض أنه كان يتحدث نيابة عن الرئيس وهي: هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة، حل المشاكل الحدودية السورية من خلال عملية تسوية تقودها الأمم المتحدة، الحد من التأثير الإيراني، عودة طوعية للمشردين واللاجئين، وتنظيف سوريا من أسلحة الدمار الشامل».

وتابعت: «بعد كل هذا فتيلرسون أكد هذه المرة أنه برغم قرب هزيمة تنظيم الدولة فإن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري دائم في سوريا».

أهداف غير واقعية

ولفتت المجلة إلى أن «هناك ضرورة للحفاظ على وجود عسكري لمنع عودة نظام الأسد الديكتاتوري ومعاملته الشرسة لشعبه، وبرغم ما تحمله التصريحات من وضوح في الاستراتيجية وتجاوز الأفكار الداعية لفك العلاقة مع الحرب الأهلية إلا أن الأهداف التي قدمها تيلرسون تظل أهدافا غير واقعية».

وقالت إنه «منذ عام 2014 تدعم الولايات المتحدة مجموعة من الجماعات المحلية المعروفة بقوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر عليها عددا وقيادة المجموعات الكردية المعروفة بحماية الشعب وتسيطر على 25% من أراضي سوريا، وعليه فالحفاظ على القوات الأمريكية للتدريب وتسليح القوات هذه يحقق الاستقرار في منطقة معروفة بثرواتها الزراعية والنفطية، ومن خلال بناء الاستقرار في شمال – شرقي سوريا تحاول أمريكا منع عودة تنظيم الدولة من جديد وتعمل في الوقت نفسه على التعامل مع كل لاعب في سوريا».

واستدركت: «لكن هناك مشاكل، الأولى وهي تركيا التي ترى في قوات حماية الشعب باعتبارها جناحا من حزب العمال الكردستاني الذي ترى فيه أنقرة تهديدا وجوديا عليها، وكانت المخابرات الأمريكية قد عادت لوصف قوات حماية الشعب بأنها فرع لبي كا كا التركي والذي تصنفه الولايات المتحدة جماعة إرهابية».

وفي الوقت ذاته، لفتت المجلة إلى أن الولايات المتحدة لديها نحو 1500 عسكري على الأرض في سوريا، وتساءلت هل هذا العدد كافي لتنفيذ استراتيجية واشنطن على الأرض في ظل التواجد الكبير لروسيا وإيران لدعم النظام السوري؟.

وبينت أن واشنطن أوقفت العام الماضي أيضا دعمها للمعارضة السورية وهو ما صب في مصلحة النظام السوري وإيران.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران النظام السوري أمريكا سوريا روسيا تركيا