ألهم فن طيّ الورق الياباني القديم «الأوريجامي»، طالبة دكتوراة في «هارفارد»، لكي تبتكر طريقة جديدة لعلاج سرطان المبيض الخطير، وهي طريقة قد تسبب ثورة في علاج هذا النوع من السرطان.

تعود القصة لربيع عام 2013، عندما انضمت الباحثة «كاترينا مانتزافينو»، لفريق من الباحثين في معهد «كوخ» لأبحاث السرطان، لتساعدهم في العمل على إيجاد طرق علاج بديلة لسرطان المبيض، خاصة بالنسبة لأولئك الذين انتشر السرطان في جسمهم، ويتلقون العلاج الكيماوي عن طريق قسطرة داخل الجسم، مما يجعل الألم فظيعاً على المدى الطويل.

علاج شاق

كانت فكرة الفريق، هي في الزراعة الجراحية لأداة تحمل الأدوية للداخل بدل تحمل القسطرة لوقت طويل، لكن السؤال الرئيسي الذي واجههم هو: «كيف نصنع شيئاً صغيراً كفاية لكي يدخل في الجهاز الجراحي الذي يستخدم في جراحة المناظير، وفي الوقت ذاته يكون كبيراً كفاية لحمل الأدوية الكيماوية لمساحة واسعة من سطح البطن الداخلي؟».

فكر الفريق في أداة تشبه مكرونة الإسباجيتي، لكن المشكلة كانت أن هذه الأداة معرضة لأن يحدث لها تشابك في داخل البطن، أو الالتفاف حول أعضاء المريض الداخلية.

«الأوريجامي» مُلهم

لكن الباحثة تذكرت أطروحتها الهندسية، قبل التخرج في جامعة «هارفارد»، وذلك حين تم تكليفها بمهمة رتق ثقب في الحجاب الحاجز لطفل بشكل يسمح للرقعة أن تكبر مع الطفل، فاستفادت من فن طيّ الورق الياباني، في عمل رقعة تفك طيات النسيج، وهنا قررت أن تستغل الطريقة ذاتها، في أداة تنفك بعد أن تدخل من الثقب الجراحي الصغير.

الأمر معقد، بسبب كون هذه التكنولوجيا تحتوي على كثير من الأجزاء المتحركة، في ظل كون الدواء الكيماوي ساماً، وقابلية الأمر لأن يصبح شديد الخطورة إن حدث أي خطأ، مما يجعل أمام الفريق طريق طويل من البحث للتأكد من أن الأمور تسير كما هو مخطط لها.

أمل المريضات

مع إن التقنية العلاجية لم تصبح جاهزة بعد، إلا أنها قد تعطي الأمل لـ22 ألف امرأة يتم تشخيصها بسرطان المبيض كل سنة، وهو السرطان الذي يعد من أفتك سرطانات النساء، وعادة ما يتم تشخيصه في مرحلة متأخرة بعد انتشاره.

تضطر المرأة في هذه الحالة لتحمل إدخال الدواء الكيماوي في بطنها بالقسطرة كل أسبوعين، ولهذا فإن تغير طريقة العلاج، بزرع أداة صغيرة تشبه الأوريغامي تبث العلاج بجرعات أقل، سيكون شيئاً عظيماً ويمكن تطبيقه في أنواع أخرى من السرطان إن نجح.