استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن «سوتشي» وفصل جديد من لهاث «بوتين» وراء الحل

السبت 3 فبراير 2018 10:02 ص

بكل ثقله ألقى «بوتين» من أجل إنجاح مؤتمر سوتشي الخاص بسوريا، فوجّه كلمة للمؤتمرين قرأها «لافروف»، ولأجل إتمام اللعبة تمت دعوة جحافل من الناس، أكثرهم بلا قيمة عملية؛ لا في الثورة ولا حتى في معارضة النظام.

ونجح في إحضار «دي ميستورا» أيضا، على أمل أن ينجح المؤتمر في وراثة مسار جنيف عبر قرار أممي، الأمر الذي لا يبدو مؤكدا بطبيعة الحال.

لا شيء في واقع الحال يشير إلى أن حرب سوريا قد اقتربت من وضع أوزارها بالفعل، لكن «بوتين» لا زال يلهث خلف حل يأتي ولا يأتي، على مرمى شهور من كأس العالم لكرة القدم في بلاده، وفي سياق من تأكيد ما يعتقد أنه انتصار على الأرض، فيما هو يدرك أنه انتصار منقوص، بل منقوص جدا من دون نهاية شاملة للحرب، وهي نهاية لا تبدو وشيكة بأي حال.

وجاءت الضربات التي أصابت قاعدتي حميميم وطرطوس بطائرات من دون طيار لتذكره بالحقيقة التي لا يريد أن يتذكرها، والحال أنه لو سيطر النظام (ومعه ميليشيات إيران وبدعم روسي) على كل الأرض السورية (صار للأمريكان حضورهم أيضا!!)

والأمر لا يزال بعيدا بطبيعة الحال، فإن ذلك لا يعني أن الحرب قد انتهت، ففي البلد ثارات ستفعل فعلها إلى زمن طويل في زمن العنف الرخيص، الأمر الذي يدركه «بوتين» بكل تأكيد، كما أن حجم التناقضات الراهنة ليس من السهل التعامل معها.

في موسكو، وفي ذات الوقت الذي كانت أعمال مؤتمر سوتشي برسم الافتتاح، كان «بوتين» يلتقي «نتنياهو»، ولا يُعرف هل اختار الأخير التوقيت، أم جاء مصادفة، لكنه كان مناسبة لتذكير إيران بالواقع الجديد الذي صنعته في سوريا، ودفعت مقابله عشرات المليارات من الدولارات.

فكانت النتيجة أن سلمت البلد لـ«بوتين» الذي يسمع «نتنياهو» وهو يمارس غطرسته التقليدية في قلب موسكو من دون أن يُرَد عليه.

الأكيد أن أحدا لم يربح من هذه المعركة السورية مثل «نتنياهو»، وهذا ليس ذنب الشعب الذي ثار ضمن موجة ربيع عربي سمّاها «خامنئي» «صحوة إسلامية»، قبل أن يحوّلها إلى «مؤامرة أمريكية صهيونية» عند وصولها إلى سوريا.

فقد استنزف من خلالها جميع أعدائه، وأرهق الوضع في المنطقة برمتها، ولولا ذلك لما كان بوسع «نتنياهو» أن يدفع «ترامب» نحو ما فعل بشأن القدس.

أيا يكن الأمر، فإن سوتشي لن يكون تبعا لذلك سوى فصل جديد من فصول المفاوضات بشأن سوريا، ولن يسفر عن نتيجة واقعية.

ليس فقط لأن الجزء الأهم من المعارضة السورية قد قاطع، بل أيضا لأن ما يطرحه بوتين على السوريين إلى الآن، لا يمكن أن يقبل به أحد، فضلا عن حقيقة أن أمريكا لن تحرص على نجاحه، لأن استمرار ورطة روسيا يمثل جزءا من استراتيجيتها المؤكدة.

أما تعاون تركيا فلن يضيف الكثير، لا لشيء إلا لأنه تعاون الاضطرار من أجل ضمان الصمت الروسي على العمليات التركية ضد الأكراد، فيما يعلم الجميع أن حجم التناقض بين موقفها ومواقف روسيا وإيران لا يزال كبيرا، من دون أن يعني أن موقف الأخيرتين متطابق، فهو متناقض أيضا، ومن يتابع ما تكتبه الصحف الإيرانية يدرك حجم إدراك طهران لحقيقة مأزقها في سوريا.

خلاصة القول هي أنه من دون حلٍّ يرضي الشعب السوري على نحو مقبول، فإن الحرب ستتواصل، أما إعادة إنتاج النظام فتبدو لعبة بلا قيمة، لا سيما أن الكل يعرف أنه نظام أمني طائفي لا قيمة لأي تغيير لا يطال بنيته الأقوى، ولو مُنحت المعارضة رئاسة الحكومة، فلن يكون لذلك أي قيمة عملية.

* ياسر الزعاترة كاتب صحفي أردني/ فلسطيني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

سوريا الثورة السورية مؤتمر سوتشي بوتين إيران تركيا نظام الأسد روسيا