سببت فرقة فنية نظمت حفلا في القرية التراثية بمدينة جازان جنوب السعودية جدلا واسعا في المملكة عندما تضمنت فقرات عرضها ظهور شابة تمثل دور عروس ترقص أمام جمهور مختلط كان حاضرا للحفل.
وبدأ السجال الدائر حول هذا المشهد الذي يعتبر جديدا على المناسبات السعودية، عندما نشر عدد ممن حضروا الحفل الذي أُقيم مساء الجمعة تقريبا، مقاطع فيديو تُظهر الفتاة وهي تتمايل على مسرح وترقص بجانب أعضاء الفرقة الآخرين، فيما ظهرت بفيديو آخر تسير بجانب شاب يمثل دور العريس.
ولقيت فيديوهات الفرقة ورقصة الفتاة فيها، تداولا واسعا في السعودية وسط انقسام كبير بين من يرى في الفعالية أمرا معتادا وعاديا، مقابل من يرى فيها مخالفة للأعراف والعادات والتقاليد المحافظة للمملكة.
ووجد ذلك الجدل الواسع الذي كانت مواقع التواصل الاجتماعي ساحته، صدى رسميًا عندما قررت هيئة السياحة في منطقة جازان إيقاف المسؤول عن الفعالية.
ونقلت صحيفة «سبق» المحلية، عن مدير عام فرع الهيئة «رستم الكبيسي» قوله إن «ما حدث تصرف شخصي من أحد الأشخاص حيث قام بتكريم إحدى البنات ضمن فرقته، وستغادر الفرقة» حسب قوله، وأضاف: «قمنا بإيقافه كمجلس تنمية سياحية عن تنفيذ أي فعالية بالقرية حتى إشعار آخر».
أما على «تويتر»، الأكثر شعبية في المملكة، فتداول المتابعون آرائهم حول الواقعة عبر وسم «#القرية_التراثية_في_جازان»، واستنكر البعض الحادثة التي تعد الثالثة في غضون أسبوع بعد أن ظهرت شابة أخرى ترقص في مكان عام مع شاب في مدينة أبها بمنطقة عسير إضافة لظهور عروسين على كورنيش مدينة جدة قبل يومين.
الناشط السعودي «عبدالعزيز البكر يقول»: «مهما حاول البعض أن يقوله عبر تصرفاته في #القرية_التراثية_في_جازان و #عريس_يحتفل_بكورنيش_جده عن قبول المجتمع لهذه الحالات الفردية فهم واهمون. فلا خير فينا من لم يكن منكر ورافض لذلك .. والثقة في ولاة امرنا وأمراء المناطق في ردعهم ومحاسبتهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله».
بينما ترى «فاطمة العيسى» مبالغة في المعارضين للرقصة، باعتبارها جزءا من التراث السعودي ولم يحدث فيها أي تجاوز، فتقول: «الزفة الشعبية في تراث جازان.. هذه الحياة الطبيعية التي سبقت النكسة.. هذا ما نحاول العودة إليه وهذا ماقال عنه محمد بن سلمان سنعود للإسلام الوسطي ، لا أرى مبررا لايقاف المسؤول!!! قرية تراثية وهذه الرقصة تراث أم كان عليه تزييف التراث !!».
وجاء ذلك بعدما شهدت منطقة عسير ومحافظة جدة وقوع مشاهد مخالفة للآداب العامة، قبل التوجيه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الأفراد الذين ظهروا في مقاطع الفيديو الخاصة بتلك الوقائع.
وشهدت المملكة انفتاحا في العامين الماضيين بحيث لا تغيب عنها الفعاليات الفنية والترفيهية بعد عقود من الحظر، لكن كثيرًا من التصرفات الفردية في الأماكن العامة تقابل بانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي بكونها تخالف العادات والتقاليد المحافظة.
