رفض عربي وإسلامي لإدراج «هنية» بقائمة الإرهاب الأمريكية

الأحد 4 فبراير 2018 07:02 ص

أدانت دول ومنظمات وحركات عربية وإسلامية، قرار السلطات الأمريكية بإدراج رئيس المكتب السياسي لحماس «إسماعيل هنية»، على لائحة الإرهاب الأمريكية.

وأدرجت الخارجية الأمريكية، الأربعاء، «هنية» ضمن قائمة العقوبات، ليرتفع عدد القيادات الفلسطينية المدرجة على القائمة إلى 8 أشخاص.

وقال وزير الخارجية الأمريكية «ريكس تيلرسون»، إن الإجراءات التي اتخذت ضد رئيس حركة «حماس» «تشكل خطوات أساسية لحرمانها من الموارد التي تحتاجها للتخطيط ولشن هجمات إرهابية».

بينما قلل «هنية» من قيمة قرار الإدارة الأمريكية؛ حيث علق عليه بالقول: «هذا القرار انقعوه واشربوا ميته»، وهو تعبير يستخدم للاستخفاف من أمر ما، وللتدليل على أنه لن يغير من الواقع شيئا.

تركيا تهاجم

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، قرار الولايات المتحدة إدراج رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية «إسماعيل هنية» على قائمة الإرهاب، «يمثل ازدواجية في المعايير للتعامل في هذا الإطار».

وأضاف «جاويش أوغلو» أن توقيت الخطوة الأمريكية «ذو دلالة»، إذ يأتي في وقت بدأت فيه الأطراف الفلسطينية بالوحدة والتضامن.

وشدد الوزير التركي على أن «حماس» شاركت في انتخابات عام 2006 التشريعية، وأنها جرت بشكل ديمقراطي وشفاف، بحسب ما أعلنت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، التي راقبت أداءها.

وتابع: «أقول بكل إخلاص وثقة، إن آلام أشقائنا الفلسطينيين هي آلامنا، وقضيتهم هي قضيتنا».

فيما قال المتحدث باسم الخارجية التركية «هامي أكصوي»: «نشعر بقلق بالغ جراء قرار الإدارة الأمريكية الذي يغض الطرف عن الوقائع الموجودة على الأرض، والذي قد يقوض عملية السلام في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لتحقيق السلام والمصالحة بين الفلسطينيين»، حسب «الأناضول».

فلسطين ترفض

في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية والمغتربين لدى السلطة الفلسطينية «رياض المالكي»، إن قرار واشنطن إدراج «هنية»، مستنكر ونرفضه بشكل كبير.

وأضاف «المالكي»: «نحن نعتبر أن توقيت إصدار القرار محاولة من أجل افشال جهود المصالحة، لكن هذا لن يمنعنا من استكمال هذه الجهود؛ لأن قرارنا استراتيجي، وسنسكمله مع الأخ إسماعيل هنية كرئيس للمكتب السياسي لحماس، كون هذا مصلحة للشعب الفلسطيني».

فيما استنكرت منظمة «التحرير الفلسطينية»، قرار وزارة المالية الأمريكية، بإدراج «هنية»، على قائمة الاٍرهاب.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «صائب عريقات»، في بيان: «ترفض منظمة التحرير الفلسطينية وتستنكر قرار وزارة المالية الأمريكية بإدراج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على قائمة الاٍرهاب».

ودعا «عريقات» إلى «إزالة أسباب الانقسام (الداخلي الفلسطيني)، وتحقيق الوحدة الوطنية وذلك للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، ولمواجهة المخططات الهادفة لتصفية هذا المشروع».

فصائل فلسطينية

حركة «حماس»، اعتبرت القرار الأمريكي «دليلا على الانحياز الكامل لصالح (إسرائيل)».

وقال المتحدث باسم الحركة «فوزي برهوم»، إن الحركة «ترفض قرار وزارة الخارجية الأمريكية إدراج اسم إسماعيل هنية ضمن قائمة الإرهاب، وتعتبر ذلك تطورا خطيرا وخرقا للقوانين الدولية التي منحت شعبنا الفلسطيني حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال واختيار قيادته».

وأضاف أن «هذا القرار يدلل على الانحياز الأمريكي الكامل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ويوفر غطاء رسميا للجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني، ويشجع على استهداف رموزه وعناوينه وقيادته».

واعتبرت أن «إصدار البيان الأمريكي في هذا التوقيت يأتي في سياق علمها أن الحركة وعلى رأسها إسماعيل هنية تتصدر الجهات التي تعمل بكل السبل لإجهاض صفقة القرن الخبيثة، التي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية وطمس حقوق الفلسطينيين الثابتة».

أما حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، فأكدت على لسان المتحدث الرسمي باسمها «فايز أبوعيطة»، أن القرار الأمريكي «مرفوض ومدان ومستنكر».

وأوضح أن الولايات المتحدة «المنحازة بشكل كامل للاحتلال الإسرائيلي، والتي تتبنى روايته بشكل كامل، تتعامل مع كل الشعب الفلسطيني على أنه إرهابي».

ولفت «أبوعيطة» إلى أن واشنطن «تتبني مواقف (إسرائيل)، وهذا ما ظهر جليا وواضحا من موقفهم بشأن مدينة القدس المحتلة، باعتبارها عاصمة للاحتلال، وقرارهم بنقل السفارة إلى القدس»، مؤكدا أن «كل هذه القرارات مجحفة وظالمة بحق الشعب الفلسطيني».

وأضاف: «جملة القرارات الأمريكية الأخيرة تستهدف الشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية، وبالتالي فإن أمريكا بذلك تضع نفسها في خانة الاحتلال».

فيما وصفت حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، القرار الأمريكي بـ«الظالم» والمنحاز للاحتلال».

وقالت الحركة، في بيان، إن «الإدارة الأمريكية تحمل عداءً غير مسبوق ضد فلسطين وعموم المسلمين».

وتابعت أن مثل هذه القرارات «لا يمكن على الإطلاق أن تساهم في تحقيق أي فائدة للسياسة الأمريكية، وأنها فقط ستحظى بمباركة إسرائيلية».

ولفتت الحركة الفلسطينية إلى أن القرار «خدمة للسياسة الإسرائيلية الظالمة ضد شعبنا وقادتنا».

بدورها، أوضحت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، على لسان عضو مكتبها «رباح مهنا»، أن القرار الأمريكي «يأتي في سياق الانحياز الكامل للاحتلال، ومحاولة الضغط على الشعب الفلسطيني وقياداته المختلفة؛ كي تقبل بالمشروع الأمريكي، الذي يستهدف إنهاء القضية الفلسطينية، والذي يطلق عليه صفقة القرن».

ونوه بأن «كل قيادات العمل الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية كانت تعتبرهم أمريكا إرهابيين، وتفرض عليهم القيود ذاتها، حتى استجاب بعض القيادات الفلسطينية للضغوط الأمريكية».

ولفت «مهنا» إلى أن «المسلسل الأمريكي ذاته الآن يعاد تكراره باستهداف حركة حماس، ويتم التركيز عليها؛ لأنها من كبرى الحركات الفلسطينية»، موضحا أن «المطلوب أمريكيا وإسرائيليا ومن بعض العرب تطويع حماس؛ من خلال الضغط عليها لقبول مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».

أما «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، فأكدت على لسان عضو مكتبها السياسي «طلال أبوظريفة»، أن «هذه جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تقترفها الإدارة الأمريكية بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة وقياداته الوطنية».

وشدد، على أن «الإرهاب الحقيقي هو الإرهاب الذي تمارسه الولايات المتحدة تجاه شعبنا، في الوقت ذاته الذي تحمي رأس الإرهاب الحقيقي، متمثلا في دولة الاحتلال»، مضيفا: «هذا قرار مدان ومستنكر ومرفوض».

وأكد «أبوظريفة» أن «كل أشكال الضغط والابتزاز، وهذه السياسات الأمريكية، لن تجعل شعبنا الفلسطيني يستجيب لهذه الصفقة، التي سيقاومها بكل الأشكال»، موضحا أن «السلام الحقيقي المتوازن هو السلام الذي يقر بحقوق شعبنا الفلسطيني في العودة والدولة المستقلة وعاصمتها القدس».

المؤتمر القومي

فيما رفض «المؤتمر القومي الإسلامي»، القرار، معتبرا أن «هذه الخطوة (إدراج هنية على قوائم الإرهاب الأمريكية) جاءت بسبب صموده ودعمه الكبير لفلسطين»، معلنا دعمه لـ«هنية».

وأشار إلى أن هذا التصنيف جاء من قبل ما أسماهم البيان بـ«الصهاينة وداعميهم من الإرهابيين الحقيقيين والعنصريين والمجرمين القتلة».

وقال البيان إن «هذه الخطوة لن تزيد المؤتمر إلا تمسكاً بالمقاومة، وبانتفاضة الشعب الفلسطيني في القدس وعلى كل أرض فلسطين».

هيئة الحقوق والتنمية

فيما قالت الهيئة الدولية للحقوق والتنمية، إنها تلقت بيان الخزانة الأمريكية ببالغ الاستنكار، خاصة لما وصلت إليه منظومة الأخلاق والقيم الأمريكية في عهد «ترامب».

وأعلنت الهيئة رفض القرار الأمريكي بشكل قاطع، خاصة أنه يستهدف شخصية وطنية وسياسية فلسطينية فاعلة.

ودعت الهيئة السلطة الفلسطينية ومؤسساتها إلى رفض هذا القرار، وإرسال رسالة للإدارة الأمريكية بهذا الخصوص.

المعارضة الموريتانية

فيما اعتبر رئيس أكبر حزب موريتاني معارض، القرار بأنه انحياز واضح للمحتل (إسرائيل).

جاء ذلك في تدوينة لرئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني (إسلامي معارض) «محمد محمود ولد سيدي»، حيث وصف القرار الأمريكي بأنه «وقوف واضح إلى جانب المحتل (إسرائيل) الذي يمارس الإرهاب بأبشع مظاهره وصوره».

وأشار إلى أن «رئيس حركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية وإخوته من المقاومين الأحرار هم شرف الأمة وعنوان مجدها وصمودها وعزتها لا يضيرهم تصنيف وزارة الخزانة الأمريكية المنحازة لقوى الاحتلال والظلم والقتل والتشريد».

وأضاف: «ما يتجاهله أصحاب هذا التصنيف (الولايات المتحدة) ومن والاهم هو أن المقاومة والدفاع عن النفس والأرض والمقدسات حق مشروع تكفله القوانين والمواثيق الدولية، وغيره خيانة واستسلام مهما أعطي له من الأسماء والصفات والألقاب».

ويتعرض من تفرض عليه عقوبات الخزانة الأمريكية إلى تجميد أرصدته في الولايات المتحدة، كما يُحظر على المواطنين الأمريكيين التعامل معه.

ويأتي القرار ضد «هنية» في ظل توتر كبير بين واشنطن والفلسطينيين بعد قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسماعيل هنية تركيا منظمة التحرير فصائل فلسطينية فتح أمريكا حماس