تفاصيل ساخرة لوقائع حصار القنصلية التركية بالموصل في 2014

الأحد 4 فبراير 2018 09:02 ص

«تفاصيل ساخرة»، كشفتها وسائل الإعلام التركية، خلال الأيام الماضية، لواقعة محاصرة تنظيم «الدولة الإسلامية» للقنصلية التركية بالموصل العراقية في 2014، لمدة 100 يوم، قبل أن يطلق سراحهم في صفقة لم تتضح تفاصيلها بعد.

هذه التفاصيل، جاءت في إطار المناكفات المتصاعدة بين الحكومة التركية ممثلة في حزب «العدالة والتنمية»، وأكبر أحزاب المعارضة التركية «الشعب الجمهوري» الذي يشغل منصب نائب رئيسه «أوزتورك يلماز» القنصل التركي السابق في الموصل، الذي شهد واقعة الاحتجاز، حسب صحيفة «القدس العربي».

هذه التفاصيل والسياق الذي جاءت فيه كانت أقرب إلى «السخرية»، منها إلى «الجدية السياسية».

يشار إلى أنه في عام 2014، وخلال بسط تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطرته على القنصلية التركية في الموصل، حاصر مسلحو التنظيم مبنى القنصلية التركية، واحتجزوا القنصل وجميع العاملين وعناصر الأمن البالغ عددهم 49 تركياً، لأكثر من 100 يوم قبل أن يطلق سراحهم في صفقة لم تتضح تفاصيلها بعد.

رواية المعارضة

ويتصدر «يلماز»، حالياً الهجوم على الحكومة التركية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المصيرية في البلاد عام 2019.

وخلال الأسابيع الأخيرة، أطلق «يلماز» سلسلة تصريحات قال فيها إن الحكومة التركية «تخاذلت» في حماية القنصلية التركية في الموصل، واتهمها بتسليم العاملين فيها إلى تنظيم «الدولة الإسلامية».

وشرح «يلماز» في آخر تصريح له، ما قال إنها تفاصيل متعلقة بلحظة اقتحام القنصلية، مدعيا أنه «أمر طاقم الحراسة والعاملين بالمقاومة لآخر لحظة، وأنه كان مستعداً للموت على أن يقوم بتسليم نفسه للإرهابيين».

وأضاف: «لكن وزارة الخارجية التركية، طلبت منهم تسليم أنفسهم وعدم المقاومة، وهو ما أجبر طاقم الحراسة على الرضوخ لطلب وزارة الخارجية ورفض قراره بالمقاومة»، حسب قوله.

الخارجية تكذبه

لكن وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، شن هجوماً لاذعاً على «يلماز» متهماً إياه بالخوف والذعر، ومحاولة إخفاء كونه القنصل التركي لتخليص نفسه من تنظيم «الدولة الإسلامية».

كما كشف «جاويش أوغلو» لأول مرة أن «يلماز» لجأ إليه مراراً من أجل أن يحصل على منصب السفير التركي في العراق.

رواية الأمن

وعمدت الحكومة التركية، إلى إخراج من قالت إنه قائد الأمن الخاص في القنصلية إبان عملية الاحتجاز، والحديث إلى إحدى أبرز الفضائيات المقربة من الحكومة للحديث عما قال إنها «حقيقة ما جرى في القنصلية وتفنيد أكاذيب يلماز».

وفي لقاء مع قناة «أ خبر»، قال أحد ضباط القوات الخاصة التركية إن «يلماز» أصيب بحالة من الذعر والخوف عندما حاصر مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» مبنى السفارة، وطلب من ضابط الأمن القول بأنه هو القنصل.

وأضاف الضابط: «طلب مني أن أقول أنا القنصل، وهرب واختبأ أسفل أحد المكاتب في القنصلية».

وشرح الضابط تفاصيل، قال إنها «مخجلة عن خوفه وذكره وطريقة تواصله مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية»، مضيفا: «كان مذعوراً وتهرب من منصبه، والآن خرج ليقول إنه بطل وكان يريد الشهادة والمقاومة».

وشنت وسائل الإعلام التركية المقربة من الحزب الحاكم هجوماً واسعاً على «يلماز» وباتت تطلق عليه وصف «الجبان»، كما بات يطلق عليه اسم «المحاسب كينان» في عناوين الأخبار بعد أن ادعت هذه الوسائل أنه طلب من موظفي السفارة التعامل معه باسم «المحاسب كينان» لكيلا يكتشف تنظيم «الدولة الإسلامية» بأنه القنصل.

وتطورت المناكفات بين «يلماز» ووسائل إعلام الحزب الحاكم، حد اتهامه بأنه طرد من عمله السابق كمستشار في البعثة التركية في البرلمان الأوروبي بسبب اتهامه بالتحرش بإحدى العاملات في مقر عمله، حيث تم طرده من وظيفته آنذاك، حسب صحيفة «صباح».

ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، التي توصف بالمصيرية في البلاد، تتصاعد بشكل أكبر المناكفات السياسية بين الحكومة والمعارضة، ويتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة مزيداً من التصعيد في هذا الإطار.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

المعارضة التركية العدالة والتنمية الشعب الجمهوري