استطلاع رأي
أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟
اليوم الـ138.. إسرائيل تواصل الإبادة الجماعية وتبدأ مرحلة برية جديدة باسم "معسكرات المركز"
هاآرتس: حرب غزة منحت إيران مكانة إستراتيجية متميزة طالما تمنتها
بيان كويتي قطري مشترك في ختام زيارة الشيخ مشعل إلى الدوحة
تحليل: نهج بايدن تجاه الحوثيين انتشلهم من أزمة داخلية باليمن
ليلة الـ137 لحرب غزة.. قصف مناطق متفرقة بالقطاع ونفاد وشيك لمياه الشرب بالجنوب
الاثنين 5 فبراير 2018 07:02 ص
كلمات مفتاحية
مصر (إسرائيل) السعودية وفاة شويكار إعلام السيسي الأمير محمد بن سلمان
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن التقارير الأخيرة تؤكد أحد أسوأ الأسرار في الشرق الأوسط، حيث قامت (إسرائيل) منذ شهور بالتنسيق مع السلطات المصرية، بشن ضربات جوية سرية ضد الجماعات الجهادية التي تعمل في شمال سيناء.
وقد استخدم الاسرائيليون طائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر وطائرات حربية لتنفيذ ما لا يقل عن 100 ضربة على شبه الجزيرة، وكل هذا التنسيق هو بفضل الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي».
وقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، يوم السبت، معلومات صدرت عن مسؤولين أمريكيين وبريطانيين سابقين تؤكد وقوع الغارات الاسرائيلية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تكافح فيه مصر للسيطرة على التمرد المدمر في سيناء، ويظهر ذلك تحالفا سريا سريعا بين بلدين خاضا ثلاث حروب ضد بعضهم البعض ثم انتقلا إلى مرحلة السلام الهش.
ويقول الصحفي «جريج جاف»: «إن التحالف السري بين مصر و(إسرائيل) في مجال مكافحة الإرهاب يبين كيف أن صعود تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الإسلامية المسلحة ساعد على إقامة شراكات هادئة بين (إسرائيل) وخصومها العرب منذ فترة طويلة»، لكن الأمر لا يتعلق بـ«الدولة الإسلامية» فحسب.
وقالت صحيفة «التايمز»: إن «كبار الجنرالات في مصر، خلف الكواليس، اقتربوا بشكل مطرد من نظرائهم الاسرائيليين منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد قبل 40 عاما في عام 1978».
وساعدت قوات الأمن المصرية (إسرائيل) على فرض قيود على تدفق البضائع داخل وخارج قطاع غزة، وهي الأراضي الفلسطينية المتاخمة لمصر التي تسيطر عليها حركة «حماس» المسلحة، وقد شاركت أجهزة المخابرات المصرية والإسرائيلية منذ وقت طويل في تبادل معلومات عن المسلحين من كلا الجانبين الحدود.
ولا تعترف السلطات في كلا البلدين بالضربات وكجزء من مكافحة التمرد الكاسحة في سيناء، منعت مصر الصحفيين من العمل في شبه الجزيرة، ويفرض الجيش الإسرائيلي شكله الخاص من الرقابة على الصحفيين المحليين الذين يغطون مسائل الأمن القومي، وقد شبه أحد المحللين معاملة (إسرائيل) لهذه القضية بصمتها الدائم على وجود برنامجها السري للأسلحة النووية.
وقال «زاك غولد»، الخبير في شؤون سيناء، لصحيفة «التايمز»: «إن الضربات الإسرائيلية داخل مصر تقريبا على نفس المستوى»، وفي كل مرة يتحدث فيها أي شخص عن البرنامج النووي، يتعين عليهم أن يضيفوا عبارة «وفقا للصحافة الأجنبية».
إن اهتمام (إسرائيل) الاستراتيجي الرئيسي بمصر هو الاستقرار، ويعتقدون أن العلاقات المفتوحة ستهدد ذلك الاستقرار.
إن العنف في شمال سيناء، الذي أثارته سنوات من سوء الحكم المصري وظهور جماعات متطرفة في المنطقة، يظهر دلالة ضئيلة على التراجع، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، هاجم مسلحون مرتبطون بتنظيم «الدولة الإسلامية» مسجدا هناك، ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، وقد تكون القوة الجوية الإسرائيلية والدراية الفنية ضرورية بشكل متزايد لحكومة «السيسي» لمواجهة ذلك.
وقال مسؤول أمريكى سابق مطلع على الحملة لـ«واشنطن بوست»: «إن ذلك عرض لمدى قرب الدولتين في التعاون الأمني»، لكنه يوضح مدى سوء تعامل المصريين مع التهديد الإرهابي.
واشتكت كل من (إسرائيل) والولايات المتحدة من أن المصريين لم يتلقوا النصائح والتوصيات التي تقدمت بها الولايات المتحدة لبعض الوقت.
وبالطبع، مصر ليست وحدها في التعاون المشترك مع العدو السابق، حيث إن الأكثر وضوحا، أن الإسرائيليين والسعوديين قد عمقوا علاقاتهم واتصالاتهم الأمنية بفضل الكراهية المشتركة لإيران، ولكن تعاونهم المتنامي ما زال سريا، حيث إن توثيق العلاقات مع البلد الذي ما زال يجعل ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال العسكري سيشكل مشكلة سياسية لأي بلد عربي.
وقال مسؤول سعودي كبير في حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن «قضية فلسطين ليست قضية سهلة»، وتابع: «إن السعودية ينظر إليها كقيادة إسلامية ولن تسمح للقضية بالذهاب بسهولة، وإذا احتجت إلى إسرائيل في أي شيء، فيمكنك الوصول لذلك دون وجود علاقة».
ومن الواضح أيضا أن قضية فلسطين ليست القضية الشاغلة التي كانت في الماضي، وقد نشرت صحيفة «التايمز» تقارير عن اتصالات سرية بين مسؤولي المخابرات العسكرية المصرية ومذيعين بارزين في أعقاب قرار الرئيس «ترامب» بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وهي خطوة حذرت مصر منها علنا.
وفي مكالمة هاتفية، حث ضابط مصري الصحفيين على عدم إثارة الغضب على قرار «ترامب»، بل نصحهم بإيجاد وسيلة لإقناع الجمهور المصري بأن على الفلسطينيين أن يتركوا مطالبتهم بالقدس الشرقية.
ويقول الضابط في المكالمة المسجلة: «ما الفرق بين القدس ورام الله؟»، في إشارة إلى الضفة الغربية حيث مقر السلطة الفلسطينية المحاصرة.
ومن جهة أخرى، ووفقا لـ«التايمز» فإن ولي عهد السعودية الأمير «محمد بن سلمان» ضغط على المسؤولين الفلسطينيين ليوافقوا على نسخة محدودة جدا من الدولة مع عاصمة في شرق القدس، وعلى الرغم من أن مصدر هذه الرواية هي مسؤولون غربيون وفلسطينيون، فإن السعوديين ينكرون هذه التقارير.
ولا يزال القادة العرب بطبيعة الحال يعربون عن قلقهم من توسيع (إسرائيل ) المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وقال الملك «عبدالله الثاني» في مقابلة مع المنتدى الاقتصادي العالمي الشهر الماضي إن الفلسطينيين لم يعودوا يرون الولايات المتحدة وسيطا نزيها في عملية السلام، كما شن هجوما مهذبا على رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».
وقد قال عندما سئل عما إذا كان «نتنياهو» ملتزما بإقامة دولة فلسطينية مستقلة: «لدي شكوكي».
وقال الجنرال الإسرائيلي «أودي ديكيل» إن «النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس مهما بالنسبة لهم كما كان من قبل لكنهم يخشون إقامة علاقات رسمية مع (إسرائيل) من دون أي تحرك كبير في القضية الإسرائيلية الفلسطينية»، مشيرا إلى الدول العربية السنية الأخرى في المنطقة، وقد تحدث في مؤتمر صحفي عقده في القدس حيث وصف «الوضع الاستراتيجي» الإسرائيلي بأنه «الأفضل» منذ إقامة الدولة.
وقال «ديكيل: «بدون هذه الحركة، سيطالبهم الناس في الشارع.. حيث إنهم منذ سنوات عديدة قالوا للناس إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو أهم مشكلة، فكيف يمكنك أن تقبل بسيطرة (إسرائيل) على الضفة الغربية في الوقت الذي لا تمنح الفلسطينيين أي حقوق؟».
ولكن مع تحول الانتباه إلى ما هو أبعد من المحنة الفلسطينية، قد يجد الإسرائيليون طرقا جديدة للعمل مع المصريين والسعوديين من خلال التعايش والقبول بالوضع الراهن.