«الإندبندنت»: خطط «بن سلمان» تحرر المرأة السعودية وتفقر الرجل

الثلاثاء 6 فبراير 2018 08:02 ص

قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن التغييرات الداخلية في السعودية كانت لافتة وكبيرة جدا مقارنة بآخر جولة لموفدها إلى هناك، قبل تسعة أشهر.

ووصف موفد الصحيفة مشاهداته في مدينة جدة (غرب) وعدد من مدن المملكة عقب ما أحدثه ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، من تطورات، مؤكدا أن «الشباب السعودي مقبل على هذا التجديد، إلا أنه يخشى كثيرا من الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد».

ويصف موفد الصحيفة البريطانية أحد مقاهي جدة المقام على سطح بناية بالقول: «على طاولة هناك توجد أربع شابات يدخن الأرجيلة بالتفاح، وعلى طاولة أخرى تلتقي مجموعة من الشباب، وهو مشهد لم يكن مألوفا في السعودية حتى وقت قريب»، حسب ترجمة «الخليج أونلاين».

بدوره، يقول رجل أعمال سعودي بارز، طلب عدم ذكر اسمه، للصحيفة ذاتها، إن «المرأة السعودية ستحصل على الحريات، ولكن لا شيء يجري ببساطة، النساء السعوديات حصلن على المزيد من الحريات إلا أن آباءهن وإخوانهن أصبحوا أكثر فقرا».

وصدر مرسوم ملكي سعودي، مؤخرا، سمح للمرأة بقيادة السيارة اعتبارا من يونيو/حزيران المقبل، وهي «حركة رمزية عميقة يمكن لها أن تحول حياتها في السعودية، ذلك البلد الذي تحتاج فيه إلى إذن ولي الأمر للحصول على الكثير من حاجياتها ورغباتها؛ مثل السفر والدراسة وفتح حساب مصرفي».

تقول السعودية «فايزة» البالغة من العمر 19 عاما، التي رفضت الكشف عن اسمها الثاني، والتي بدأت العمل في متجر لبيع الملابس النسائية: «لقد بدأت حياتي تختلف، وإن فرصي ستكون أفضل من فرص والدتي. لقد حان الوقت لتحصل المرأة السعودية على حقوقها».

ووفقا للصحيفة، فإن «الإصلاحات الاجتماعية التي بدأها ولي العهد السعودي جاءت في ظل أكبر حرب تتعرّض لها السعودية، والمتمثّلة بهبوط أسعار النفط منذ العام 2015، وانعكاسات ذلك على الاقتصاد السعودي بالمجمل».

لكنها عادت للإشارة إلى أن «بن سلمان»، البالغ من العمر 32 عاما، دشن رؤية 2030 التي قال إنها «ستفتح السعودية أمام العالم الحديث، واعداً أيضا بالعودة ببلاده إلى الإسلام المعتدل».

ويقول «محمد الرشودي»، الأستاذ في جامعة الرياض: «إن الكثير من وعود التغيير كانت تُقال سابقا إلا أنها لم تتحقق، اليوم هناك تغييرات جيدة؛ مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، لكنني أعتقد أن هذه الحريات ليست الشغل الشاغل للسعوديين في الوقت الحاضر، الكثير منهم قلقون من الوضع الاقتصادي».

وارتفع مستوى البطالة في السعودية بشكل كبير ليصل إلى 12.8% العام الماضي، كما طبقت السعودية ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5% اعتبارا من مطلع العام الجاري.

كما بدأت بالإلغاء التدريجي لدعمها للوقود؛ فحتى مع السماح للمرأة بقيادة السيارة فإن عملية تعبئة خزان الوقود باتت اليوم مكلفة ماديا، وليست كما كانت عليه في السابق، ومقابل ذلك هناك ندرة كبيرة في الوظائف، حسب «الإندبندنت».

أما في مدينة جدة، على البحر الأحمر، لا يكاد يلحظ أي وجود لهيئة الأمر بالمعروق والنهي عن المنكر، كما هو الحال في بقية المدن السعودية.

وعن ذلك، يقول موفد الصحيفة البريطانية: «يمكن أن تجد مجموعة من النساء، وهن يتجولن في الأماكن العامة من دون الرجال، كما أن هناك الكثير من البيئات داخلها مختلطة، في حين يمكن أن تجد العباءات النسائية بألوان أخرى غير الأسود، الأكثر من ذلك أنك يمكن أن تجد في هذه المدينة الساحلية نساء لا يرتدين الحجاب».

وفي الشهر الماضي، شهدت مدينة جدة استضافة المغنّي الأمريكي الشهير «نيلي»، الذي أحيا حفلة شهدها الرجال فقط، ولم يُسمح بدخول النساء إليها.

وتشير «الإندبندنت» إلى أن «محمد بن سلمان»، الذي يتعرض لانتقادات كبيرة بسبب حصاره لقطر وموقفه العدائي ضد إيران وحرب اليمن، عازم على وضع تصوّر لعقود مقبلة للسعودية من الداخل، يقوم على مبدأ تقليص صلاحيات المؤسسة الدينية.

ومختتمة بتسليط الضوء على أن «الشباب السعودي التوّاق إلى التغيير يقابل تلك الإصلاحات بترحيب كبير، لكن في الوقت ذاته تتقلص فرص العمل أمامه باستمرار، والحياة التي كان عليها المجتمع السعودي لم تعد كما كانت، وهو ما دفع شركات السفر السعودية إلى اقتراح وجهات سفر جديدة مناسبة للجيوب التي بدأت تصبح خاوية».

  كلمات مفتاحية

بن سلمان السعودية الاقتصاد السعودية المرأة السعودية قيادة المرأة أسعار النفط

«إندبندنت»: تغييرات «بن سلمان» ستفشل وتعرض المملكة للخطر