«واشنطن بوست»: صراع عدن يهدد التحالف السعودي الإماراتي باليمن

الأربعاء 7 فبراير 2018 06:02 ص

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن معارك مدينة عدن جنوبي اليمن الأخيرة بين ما يسمى بـ«المجلس الجنوبي الانتقالي» والقوات التابعة للرئيس «عبدربه منصور هادي»، كشفت هشاشة التحالف السعودي الإماراتي واختلاف الأجندة لدى البلدين.

وأضافت الصحيفة، في تقرير، السبت، إن الصراع المتواصل في اليمن منذ ثلاث سنوات تحول من حرب لدعم حكومة معترف بها دوليا، ضد الحوثيين المدعومين من إيران، الذين أطاحوها من العاصمة ويسيطرون حاليا على جزء كبير من الشمال، إلى حرب بين الحلفاء.

وأوضحت أن تحرك الانفصاليين الميداني في جنوبي اليمن، كشف النقاب عن التصدعات العميقة وتبدل الولاءات، في البلد الذي تعصف به الحرب.

وعلى مدى أيام عدة، اشتبك الانفصاليون الجنوبيون مع شركائهم في القوات الموالية للرئيس «عبدربه منصور هادي»، واستولوا لفترة قصيرة على عدن.

وينتمي الجانبان إلى نفس التحالف بقيادة السعودية والإمارات، الذي يقاتل الحوثيين المدعومين من إيران، في محاولة لإعادة «هادي» إلى السلطة.

شكل الانفصاليون الجنوبيون ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وسعوا منذ فترة إلى استعادة دولة جنوب اليمن التي كانت قائمة قبل توحيد اليمن عام 1990، وقد كان الجنوبيون يشتكون من الحكومة المركزية في شمال اليمن، متهمين إياها بالفساد وتقويض حقوق الجنوب، حيث رأى محللون أن هذا العنف الذي شهدته عدن هو نتيجة تلك التوترات التي طال أمدها.

ونقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي السابق في اليمن «جيرالد فيرستين»، قوله: إن «القليل من العمل فقط تحقق من أجل استعادة الاستقرار في اليمن، وإن الناس باتوا يشعرون بالإحباط بشكل متزايد».

وأضاف: «وسط هذه الانقسامات التي يعاني منها اليمن هناك أسئلة يجب أن تطرح حول جدوى أو مصداقية حكومة هادي، كما أن المدى القريب لا يحمل أي أفق للحل في اليمن».

وعن اشتباكات عدن قال «نيسان لونغلي ألي» المحلل المتخصص بالشأن اليمني في «مجموعة الأزمات الدولية» لـلصحيفة الأمريكية، إنها «تبين كيف أن الحرب قد حطمت البلاد، وكسرتها، في ضوء الانقسامات التاريخية»، مضيفا أن «خطاب (حكومة شرعية) تقاتل (الحوثيين المدعومين من إيران) يحجب واقعا محليا معقدا، ويعيق الجهود المبذولة لتحقيق السلام».

وأوضحت «واشنطن بوست» أن السكان في عدن التي كانت مسرحا للاشتباكات يشعرون بالقلق من الوجود الإماراتي المتزايد؛ فهم يعتقدون أن «أبوظبي» تحاول الحصول على مكاسب اقتصادية من خلال السيطرة على موانئ اليمن، خاصة عدن التي تقع إلى جانب أهم ممرات الشحن الرئيسية.

وعن ذلك، قال الصحفي اليمني «حسن الجلال»، إن «الإمارات لديها طموحات في الجنوب، ومن أهم طموحاتها ميناء عدن»، مضيفا أن «دعمها الحركة الجنوبية يظهر هذا الطموح».

من جهته يرى الباحث السعودي «هشام الغنام»، أن على حكومة اليمن المنفية أن تقدم استقالتها إذا كانت غير قادرة على إدارة المعركة مع الحوثيين، وعلى تقديم الخدمات الرئيسية للمواطنين.

وأضاف: «لقد تلقت حكومة هادي مليارات الدولارات من المساعدات من التحالف الذي تقوده السعودية، ولا أحد يعرف أين ذهبت هذه الأموال، التحالف اليوم بحاجة إلى مزيد من الضغط على الحكومة لتسليم المستحقات إلى الشعب».

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات عدن اليمن التحالف العربي الحرب اليمنية المجلس الجنوبي الانتقالي

18 غارة أمريكية باليمن خلال شهرين تقتل قياديين بـ«القاعدة»

هآرتس: الإمارات تحاول تقويض قبضة الرياض على جنوب اليمن

خلافات «هادي» والإمارات تتصاعد رغم نزع فتيل أزمة عدن