ناشطة سعودية: إصلاحات «محمد بن سلمان» حبر على ورق

الأربعاء 7 فبراير 2018 09:02 ص

قالت الناشطة السعودية «خلود بارعيدا» إن التغييرات التي أعلن عنها ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» حول تحسين أوضاع المرأة ضمن رؤية المملكة 2030، إنما هي في واقع الأمر مجرد تغييرات صورية لا تتجاوز كونها «حبر على ورق».

وأعلنت المملكة العربية السعودية مؤخرا، عن إطلاقها حزمة من الإصلاحات المتعلقة بالمرأة مثل السماح لها بقيادة السيارة، وحضور مباريات كرة القدم وغيرها.

وفي حوار مع مجلة «شتيرن» الألمانية، سردت «خلود بارعيدا» أسباب دخولها السجن داخل السعودية، بعد أن شاركت قبل 12 عاما في حفل شبابي مختلط في «جدة»، وأثناء الحفل اقتحمت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحفل وألقت القبض على جميع الحضور.

وتابعت: «كنت على بينة من أن ذلك محظورا، ولكن المملكة السعودية كانت ومازالت بلد متناقض جدا، فدائما ما تقام الحفلات الصاخبة في السفارات والقنصليات الأجنبية، ولدى الطبقات العليا السعودية المقربة للبيت الملكي، بينما يتم حبس الأناس العاديين، إذا فعلوا ذلك».

ومضت تقول: «لقد انتابتني فكرة أنه تم اختطافنا، ما زلت لا أدرك السبب الحقيقي وراء قدوم الشرطة إلينا، ولكن بعد أن اقتحموا الحفل، اعتقدت أنهم إرهابيون ذوو لحي طويلة»، على حد قولها.

وكانت «خلود» تبلغ من العمر آنذاك 19 عاما، حينما حكم عليها بالسجن الذي وصفته بشديد القسوة، رغم أنه جرى تخفيفه لاحقا.

وأضافت للصحيفة الألمانية: «لقد كنت أتوقع الحبس لمدة نصف عام أو عام على حد أقصى، ولكن عقوبة الحبس عدة أعوام سببت لي صدمة كبيرة».

ونوهت الناشطة أنها لم تبد أي ندم أمام القاضي، وقالت له إنها لم تذنب، ما أثار حفيظته وتسبب في تغليظ العقوبة.

وردا على سؤال حول نقلها إلى دار الفتيات بمكة المكرمة، وووضعها في حبس انفرادي، أجابت: «كنت محبطة، وأضربت عن الطعام، كنت في كابوس، ولكن لحسن الحظ تم نقل فتاة أخرى إلى محبسي».

وحول عقوبة الجلد تحدثت قائلة: «شعرت بالذل التام، بالإضافة إلى ما وقع بي من أضرار جسدية ونفسية، ولكن الأضرار النفسية أكبر بكثير، فكل جلدة يشهدها ثلاثة رجال من كبار السن، ولا يسمح لي بالصراخ، وإلا سيعاد الجلد من البداية».

ولفتت المجلة الألمانية إلى أن معاملة بعض الحارسات مع الناشطة السعودية كانت «سيئة للغاية»، وأضافت الناشطة السعودية حول ذلك: «شاهدت فى السجن فتيات أخريات، تم حبسهن لسنوات عديدة، دون أمل العودة إلى ديارهن، وأخريات فكرن في الانتحار».

وأردفت: «شعرت بالذنب لأنني سببت الضرر لعائلتي، ولأنني كنت لا أصلي بشكل كاف».

وحول قرارها حفظ القرآن قالت: «تم هذا مباشرة بعد إعلان الحكم علي بالسجن، وبالتحديد عندما كنت في الطريق إلى محبسي بمكة، قال لي أحد رجال الشرطة: اقرأي العديد من السور القرآنية وتعلمي، فهذا سبيلك الوحيد لتخفيف العقوبة عليك، وبعد خمسة أيام منذ وصولي محبسي الانفرادي، قلت لنفسي، إن حفظ القرآن هو هدفي، وبالفعل حفظته».

وتقدمت «خلود» لاحقا بطلب اللجوء في ألمانيا بعد أن صرحت أن حياتها في بلدها مهددة بالخطر، إثر إعلانها ارتدادها عن الإسلام.

وتعمل «خلود بارعيدا»، التي تدعو لإسقاط الولاية عن المرأة السعودية، من أجل قضايا حقوق النساء في بلدها، وسجلت مشاهداتها عن أوضاع النساء في السجون في كتاب صدر باللغتين الألمانية والعربية.

وردا على سؤال إذا ما كان ولي العهد محمد بن سلمان سيغير فعلا من وضع المرأة، أجابت قائلة: «لن يفعل ذلك»، معتبرة الإصلاحات التي يتم الإعلان عنها ما هي إلا ترويج و«بروباجاندا».

  كلمات مفتاحية

ناشطة سعودية سعوديات المرأة السعودية إصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حقوق المرأة