شبكة «أورينت».. التطبيع مع الاحتلال بغطاء إنساني

الأربعاء 7 فبراير 2018 10:02 ص

يحدد رجل الأعمال السوري «محمد غسان عبود» مالك ورئيس مجلس إدارة مجموعة «أورينت» الإعلامية ومؤسسة «أورينت» للأعمال الإنسانية دور كيان الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب السوري بـ«حفظ الأمن للسكان والمساعدة على عودة اللاجئين وبدء حياة اقتصادية لا دور فيها لاقتصاد الحرب».

لم يكن تعليق «عبود» الإيجابي ناحية (إسرائيل) هو الأول من نوعه، على الرغم من أنه سبق أن وصفها بـ«بيت الدعارة» الذي يرغب كثيرون في زيارته، ولكنهم لا يرغبون في أن يراهم أحد، إذ إن سياسة التعمية على العلاقة مع (إسرائيل) كارثة على شعوب المنطقة، وفقا لما جاء في تعليق داخلي موجه للعاملين في قناته التليفزيونية كتبه على مجموعة مراسلي أورينت نيوز في مايو/آيار من العام الماضي.

رؤية «عبود» لدور دولة الاحتلال في المنطقة له بعد أمني واستخباراتي مع جيش الاحتلال وسعيه للترويج لبرنامج «حسن الجوار» الذي أسسه ويديره ويشرف على تنفيذه قيادات في الجيش الإسرائيلي تستهدف منطقة جنوب سوريا، «والتي ترى (إسرائيل) أنه لم يعد لديها مشكلة حدودية فيها، كون الجولان صار تحت سيطرة إسرائيلية كاملة»، بحسب ما ذكره العميد «حاجاي توبولانسكي» في جلسة نقاشية حول الأمن الإسرائيلي ضمن فعاليات المؤتمر الدولي السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب في 30 يناير/كانون الثاني 2018.

وأسس جيش الاحتلال برنامج «الجدار الطيب» والذي تم تفعيله عبر نقطة حدودية بين (إسرائيل) وجنوب لبنان بالقرب من مستوطنة المطلة، في نهاية العام 1975 والذي حوله الإسرائيليون إلى رمز لما سموه «المساعدة الإنسانية» التي قدموها لسكان جنوبي لبنان، بحسب التعريف الوارد على الموقع الإلكتروني للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار).

وبعد 42 عاما من تأسيس الجدار الطيب، أعلنت (إسرائيل) عن برنامج «حسن الجوار» الذي تم الكشف عنه للمرة الأولى، عبر بيان أصدره جيش الاحتلال، في 19 يوليو/تموز2017، في إعلان رسمي عن عمل البرنامج وأهدافه التي بدأ العمل فيها بشكل سري وتكتيكي منذ فبراير/شباط 2013 حتى يونيو/حزيران 2016، وعقب ذلك تم تأسيس مديرية حسن الجوار التابعة للفرقة 210، بحسب ما جاء على لسان العميد «يانيف عاسور» منسق برنامج حسن الجوار وقائد الفرقة 210 التابعة لقيادة الجبهة الشمالية التي تضم جنوب سوريا والجولان السوري المحتل.

ويعرف جيش الاحتلال مشروع «حسن الجوار»، على أنه برنامج يهدف إلى خلق علاقات طيبة مع السوريين القاطنين على الحدود لدواع أمنية وتشكيل بيئة غير عدائية لـ(إسرائيل) عن طريق تقديم مساعدات إغاثية وعلاج الجرحى، وفقا لما جاء على الموقع الرسمي لجيش الاحتلال.

وتحاول (إسرائيل) من خلال برنامج «حسن الجوار» تسويق نفسها باعتبارها راعية إنسانية رغم أنها اكثر الدول تحريضا على ظاهرة لجوء السوريين إلى أوروبا، إذ اتهمت اللاجئين أنهم مصدر الإرهاب في أوروبا، وبالتالي فإن حسن الجوار محاولة إسرائيلية واضحة للتستر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها بادعاء أنها داعمة إنسانية للسوريين.

وسعى جيش الاحتلال إلى عقد شراكات مع مؤسسات دولية، منها الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود، من أجل تفعيل حسن الجوار في جنوب سوريا، غير أن المؤسستين رفضتا التعاون مع الجيش بسبب إدارة البرنامج المباشرة من قبل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، لكن جهات محلية سورية وافقت على العمل مع الجيش وفقا لما نقله موقع nrg عن العميد «يانيف عاسور» في 19 يوليو/تموز من العام الماضي.

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا التطبيع أورينت (إسرائيل) حسن الجوار