تسريبات «نيويورك تايمز» و«مكملين» تطيح بضابط مخابرات وإعلامي بمصر

الأربعاء 7 فبراير 2018 11:02 ص

كشفت مصادر مصرية مطلعة، عن أن التسريبات التي بثتها قناة «مكملين»، الشهر الماضي، أطاحت بعدد من الضباط في أجهزة سيادية مصرية، بدعوى التقصير ووجود ثغرات أمنية فادحة.

وقالت المصادر القريبة من الحملة الانتخابية للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، إن الواقعة التي أحدثت دويا كبيرا، داخل وخارج مصر، أطاحت بضابط المخابرات «أشرف الخولي» صاحب المقاطع الصوتية المسربة لمكالمات هاتفية مع إعلاميين وفنانين مصريين، تضمنت تعليمات بشأن التوجه المصري إزاء قضية القدس، والتحريض ضد قطر والكويت، ودول الخليج عامة.

وأكدت المصادر، أن الواقعة محل التحقيق، أنهت مسيرة الإعلامي «عزمي مجاهد»، الذي تلفظ بألفاظ نابية خلال المقاطع المسربة، وتقرر وقف ظهور برنامجه التليفزيوني «الملف» على قناة «العاصمة».

وقبل نحو أسبوع، نفى «مجاهد» ما تردد عن رحيله عن قناة «العاصمة»، لكن برنامجه لم ير النور خلال الأيام الماضية.

ومع هذا لم تستبعد مصادر أخرى مطلعة أن يتم تسوية وضع «مجاهد»، ويعود للظهور من جديد.

والأحد الماضي، قالت القناة في بيان صادر عنها، إنها «تقوم حاليا بتجهيز خريطة برامجية تليق بإنطلاقة جديدة للقناة في ضوء مستجدات الساحة الإعلامية».

وحسب حديث ضابط الاستخبارات للإعلامي «عزمي مجاهد»، في التسريب، فإن دولة الكويت ستكون في مرمى نيران الإعلام المصري إذا لم تتراجع عن موقفها الذي قال إنه مؤيد لقطر.

كما طلب الضابط من «مجاهد» شن حرب كلامية على قطر وأميرها «تميم بن حمد آل ثاني»، زاعما أن سب أمير قطر ووالدته الشيخة «موزة» يسبب لهم ضيقا شديدا، ويضغط عليهم.

كما وجه ضابط الاستخبارات بتوظيف حادث الاعتداء على شاب مصري في الكويت، وطالب بـ«اللعب» على هذا الحادث، واستثماره في الحملة ضد الكويت.

وحسب ما جاء في التسريب، اعتبر ضابط الاستخبارات أن هذه الحادثة «نقطة لو الكويت هترجع وتظبط وخلاص وتفكها من موضوع قطر ده، خد بالك خلاص إحنا حبايب لو مكانش يبقى هنستخدم الورقة دي».

وتبارى الإعلامي المصري لدى تلقيه تلك الأوامر في كيل عبارات الإهانة للكويت وقطر، حيث طغى على لغة التسريبات بين الضابط والإعلامي، التي جرت بالعامية المصرية، العبارات النابية والتعبيرات السوقية بالغة البذاءة، والتطاول على دول وحكام وشعوب الخليج، أجملها الضابط «الخولي» بالقول: «كل الخلايجة كدا ويجب التعامل معهم بالجزرة والعصا».

ووفق المصادر - التي طلبت عدم الكشف عن هويتها - فإن مهمة التواصل مع الإعلاميين والفنانين تقرر نقلها بالتنسيق مع جهاز المخابرات الحربية إلى المقدم «حازم رشوان»، الضابط بجهاز الأمن الوطني (جهاز استخبارات داخلي).

يذكر أن «رشوان» هو مسؤول ملف الصحفيين بجهاز الأمن الوطني، وهو بطل واقعة اقتحام مقر النقابة، وسط القاهرة، مايو/آيار 2016، للقبض على الصحفيين «عمرو بدر» و«محمود السقا»، بدعوى تحريضهما على التظاهر احتجاجا على التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية.

و«رشوان» مختص بالنشاط الإعلامي والصحفي منذ سنوات، وعلى علاقة وطيدة بكوادر بارزة في الوسط الإعلامي، وحظي بإشادات عليا بشأن عملية اقتحام نقابة الصحفيين، والتي انتهت بإدانة النقيب السابق «يحيى قلاش» وعضوي المجلس السابق «جمال عبد الرحيم، و«خالد البلشي»، بعامين مع الشغل والنفاذ وكفالة 10 آلاف جنيه لكل منهم لإيقاف التنفيذ.

وكانت صحيفة «العربي الجديد»، كشفت قبل أيام، أن تغيير إدارات وسائل الإعلام القريبة من المخابرات، سواء التابعة لمجموعة «إيغل كابيتال» أو «فالكون»، لم يكن لها صلة على الإطلاق بما حدث على مستوى الخسائر المالية والمشاكل الإدارية، لكن بسبب وجود مشاكل على المستوى التوجيهي، تتمثل في عدم السيطرة على المعلومات والتوجيهات الصادرة من الجهاز لوسائل الإعلام التابعة للمجموعتين.

ويجري القائم بأعمال رئيس الجهاز، اللواء «عباس كامل»، عملية إعادة هيكلة واسعة وعاجلة في جهاز المخابرات العامة، وسط توقعات بحملة إقالات تطال ضباطا بالجهاز بدعوى عدم الولاء التام للرئيس «عبدالفتاح السيسي».

  كلمات مفتاحية

مكملين تسريبات المخابرات الحربية المخابرات العامة اطاحة عزمي مجاهد الكويت «مقاطعة» قطر

«الجارديان»: هل تتحول «التسريبات» لـ«ووترجيت» مصرية تطيح بـ«السيسي»؟