كان فيلم "It" لستيفن كينج مرعباً جداً بالنسبة للكثير من الناس، ولابد أنك أنت شخصياً تعاني من المسألة أو تعرف صديقاً كذلك، لكنك لا تعرف سر ارتعابك من المهرجين الذين يفترض أن يكونوا مصدراً للسعادة وليس للرعب، ولهذا قررت الطبيبة النفسية دينا رابينويتز أن تشرح لنا الأسباب التي تختبئ خلف ذلك.

تقول الطبيبة التي تتخصص في علاج اضطرابات القلق والرهاب، إنها تعتقد أن الناس يرون المهرجين كشئ مبهج، لكنها تعرف أن هناك البعض الذين يجدونه مريباً ومخيفاً جداً، وهناك سببان أساسيان لذلك.

ملامح مخفيّة وضحكة

السبب الأول هو في كوننا نعتمد كثيراً على ملامح الوجه لكي نفهم الناس ونرى دوافعهم، لكن، مع المهرجين لا يمكنك أن ترى ملامح وجه، كل شئ يختبئ تحت المكياج الذي يبدي ملامح ثابتة، ولهذا يأتي في ذهنك سؤال: "ما الذي يحدث أسفل المكياج؟"

الشئ الثاني، هو أن الناس لا تثق غريزياً في الأشخاص السعداء والذين يضحكون بشكل دائم، وبالنسبة لكثير من الناس، فإن المهرجين في الواقع هم جزء من خوف أكثر عمومية بخصوص المخلوقات الملثّمة، وهو ما يطلق عليه مصطلح: كولروفوبيا أو الخوف من المهرجين.

مهرج خارج السيرك

إننا أيضاً لا نحب الأشياء التي تبدو مألوفة لكن فيها غرابة معينة، والمهرجون يبدون مثل البشر لكن هناك غرابة فيهم، وإذا رأينا المهرجين في السيرك حيث ينتمون فإنهم لا يكونون مخيفين عادة، ولكن إذا رأينا مهرجين في أماكن لا نتوقعهم فيها – مثل الغابات – أو المجاري في حالة فيلم (إت)، فإن هذا يصبح مخيفاً أكثر.

لا أحد يولد بخوف المهرجين، ولكن قد يكون هناك تهيئة وراثية لاضطراب القلق، والخوف من المهرجين بشكل خاص قد يرتبط بصدمة في الطفولة متعلقة بهم، أو بوجود شخص في العائلة علّمك هذا الخوف، أو ربما أصبت بنوبة قلق وكان هناك مهرج في الأنحاء فربطت الشيئين معاً.

الأفلام لن تعالجك

مشاهدة أفلام رعب المهرجين مثل (It) لن يعالج المشكلة، بل ربما تعزز لديك الخوف من المهرجين، يتوجب عليك بدلاً من ذلك أن ترى مرة مهرجاً وهو يضع المكياج كي تدرك أن الذين يضعون المكياج هم أناس عاديون.

لن تحتاج لطلب مساعدة طبيب إلا إذا كان هذا الرهاب يؤثر على حياتك اليومية، مثل أن ترفض الذهاب إلى مدينة معينة بسبب وجود سيرك، أو تصرخ في المسرح بسبب احتمال ظهور مهرج.