قال «جيد بابين»، نائب وزير الدفاع في إدارة «جورج بوش»، ومؤلف كتاب «بكلمات أعدائنا»، إن على إيران استغلال الفرصة التي حددها «ترامب»، لأجل إدخال تعديلات على الاتفاق النووي، وأن تسارع إلى استمالة دول الغرب.

وأشار «بابين»، في صحيفة «واشنطن تايمز»، لمقال نشره مؤخرا وزير الخارجية الإيراني، «محمد جواد ظريف»، في صفحة الرأي في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، عرض فيه على نظرائه الأوروبيين مشروع «تعاون أمني لنظام عالمي جديد ما بعد غربي»، يتناغم مع أفكار زعماء أوروبيين متحمسين لنظام للعولمة، وكان ذلك بمثابة إغراء دبلوماسي إيراني.

ويرى كاتب المقال أن ما كتبه «ظريف» كان محاولة بارعة بهدف زيادة المعارضة الأوروبية والإيرانية لأية تعديلات على الاتفاق النووي، وقد ناشد الوزير الإيراني كلاً من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لأنهم لطالما سعوا لاسترضاء إيران في محافلهم الدبلوماسية.

وعرض «ظريف» ما سماه «فرصة أمام الدول للتعاون في عالم ما بعد تنظيم الدولة الإسلامية سعيا وراء صياغة قوة إقليمية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا».

ورأى أن الأساليب التاريخية القديمة لصياغة تحالفات أصبحت بائدة، لأنها تفترض وجود قواسم لمصالح مشتركة بين دول متحالفة.

وعوضا عنه، عرض «ظريف»، «إقامة شبكة تعاون أمني» وهو ما يعد ابتكارا إيرانيا لمواجهة قضايا تبدأ من تباين المصالح والسلطات، وصولا لحجم الفوارق بين الدول.

وأشار «بابين» لـ«ادعاء ظريف بأن شبكة التعاون الأمني ستعمل وفقا لميثاق الأمم المتحدة مثل قبول الاختلاف بين الدول، والشمولية وحقوق السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، ويزعم بأن شبكة التعاون تلك يجب أن «تبدأ بإجراءات بناء الثقة كالقيام بزيارات عسكرية مشتركة، والتأكيد على الشفافية في التسلح، وخفض الإنفاق العسكري، بما يقود للتوصل لاتفاق عدم اعتداء بين دول المنطقة».

وبحسب كاتب المقال، «لا حاجة لإجراء مراجعة مطولة لسجل الجمهورية الإسلامية طوال أكثر من 40 عاما، وخاصة سلوكياتها الأخيرة، للفت الأنظار لحملة تضليل اعتمدها النظام الإيراني دوما، والتي يتبعها اليوم وزير خارجيته».

وتابع «إصرار إيران على منع المفتشين الدوليين من زيارة منشآتها العسكرية، والتي تتركز داخلها برامج تطوير أسلحة نووية وصواريخ باليستية، وهناك أيضاً حقيقة شراكتها مع كوريا الشمالية في كلا البرنامجين. إذن أين هي الشفافية؟».

وأضاف «أين يكمن صدق ما قاله ظريف بشأن الامتناع عن التدخلات الخارجية، فيما إيران موجودة بحرسها الثوري، منذ سنوات، في أكثر من بلد عربي، كدعمها لميليشيات الحوثي في اليمن، وقتالها إلى جانب النظام في سوريا».

تحفيز لرفض مطالب «ترامب»

وبحسب الكاتب، جاء مقال «ظريف» بمثابة تتويج لخطة تهدف لتحفيز زعماء أوروبيين على رفض مطالب «ترامب» بتعديل الصفقة النووية أو إلغائها.

وكانت «فيديريكا موغيريني»، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد أشارت إلى أن الرئيس «ترامب» لا يستطيع إلغاء الصفقة لأنها حظيت بموافقة مجلس الأمن الدولي، وكانت تتحدث، هناك، باسم جميع دول الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ويرى «بابين»، أن «الكونغرس لم يطلع ولا الشعب الأمريكي على الجانب السري من الصفقة النووية، مثل تمكين إيران من التفتيش ذاتيا على مواقعها العسكرية، ولا بد أن يكشف الرئيس ترامب عن ذلك الجانب الخفي من الصفقة».