عفرين .. مخاوف تركية من انتقال المعركة للداخل رغم الدعم الشعبي

الأربعاء 7 فبراير 2018 03:02 ص

الريحانية.. في منتصف النهار تقريبا تكرر الانفجار الثالث، اليوم، في هذه المدينة الحدودية التركية الصغيرة، ويمكنك أن ترى الطيور الفزعة في السماء، والشوارع متوقفة، ويوجد قلة من المشاة كانوا يسيرون تحت واجهات المحلات، وبعد لحظات هادئة بدأت أصوات سيارات الإسعاف.

وبالنسبة لفاطمة، وهي أم تركية لطفلين كانت تنظر بهدوء إلى جانب الباعة، تشعر بأنها بدأت تتعود على الانفجارات، لكنها قلقة، وقالت: «هذا يحدث كل يوم»، وأضافت: «أنا أنتظر أن يتوقف هذا».

وفي الوقت الذي تصعد فيه تركيا هجومها الذي طال انتظاره ضد المسلحين الأكراد عبر الحدود في شمال سوريا، فقد وجدت بلدات حدودية، مثل الريحانية، نفسها على طول خط الصدع بين طرفي المعركة.

وعلى ما يبدو، فإن قذائف الهاون التي تلقى من قبل القوات الكردية يوميا على المدينة، تزيد من رفع الدعم للعملية العسكرية  التي تقوم بها تركيا.

وقد أتاح الصراع السوري، الذي دام سبع سنوات، فرصة للانفصاليين الأكراد في البلاد، المعروفين باسم «وحدات حماية الشعب» لإعلان أنفسهم كممثل إقليمي رئيسي، وبدعم من الولايات المتحدة، استولوا على أرض بحجم ولاية إنديانا الأمريكية.

وقد تابعت تركيا هذه المكاسب التي حققوها بغضب متزايد، معتبرة أن توطيد الأكراد على الجانب السوري من الحدود يضر أمنها القومي.

وتجدر الإشارة إلى أن أنقرة تخوض حربا منذ عقود مع شبيههم في تركيا، «حزب العمال الكردستانى»، وحاليا تخوض تركيا هجومها، منذ ثلاثة أسابيع تقريبا، فى جيب عفرين الكردى، فى حربها ضد الإرهاب.

وفي مدينة كيليس، كانت الشوارع هادئة بشكل غير عادي هذا الأسبوع، حيث تحدث السكان عن القلق والغضب من الهجمات عبر الحدود من سوريا، حيث سقطت قذائف الهاون منتصف النهار، وكان هناك حشد صغير من الناس على مقربة قاموا بتوجيه الشتائم واللعنات على المهاجمين،  بينما كان البعض الآخر يتساءل عما إذا كانت قذائف أخرى ستسقط في نفس المكان.

وقال أحدهم: «كان هذا المبنى ورشة حدادة»، وقال أحد الرجال، الذين بدوا كرجال شرطة يرتدون ملابس مدنية، ورفضوا إعطاء أسمائهم، أنهم نقلوا العاملين هنا إلى المستشفى.

وأضاف: «آمل أن ينتهي هؤلاء الإرهابيون قريبا.. إنها الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام هنا».

ويبدو أن الدعم الشعبي للعملية العسكرية التركية -التي يطلق عليها اسم «غصن الزيتون»- واسع الانتشار، وقد أبدت حكومة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» القليل من التسامح إزاء الانتقادات، واعتقلت مئات الذين تجرأوا على القيام بذلك ضد العملية.

وذكرت وسائل الاعلام المحلية أن القوات التركية، وآلاف من المعارضين السوريين المتحالفين مع أنقرة، قتلوا سبعة أشخاص عبر الجبال المحيطة بعفرين، وأصابت 113 آخرين فى مقاطعتى كيليس وهاتاي منذ بدء العملية.

وقد قتلت فتاة تركية، تدعى «فاطمة افلار»، تبلغ من العمر 17 عاما، الشهر الماضى، عندما كانت تنام فى منزلها في بلدة الريحانية الجنوبية؛ وعلى الحائط، وضع نصب تذكاري لها، فيما تجمع المشيعون.

وهناك أيضا سوريون بين القتلى، الذين شردوا سابقا من منطقة الحرب، وهم الآن محاصرون بين رحى معركة جديدة.

وفي كيليس، أدرج اسم «طارق طبق» (27 عاما) وهو لاجئ سوري، في لافتة عرضت خارج مسجد يعود إلى القرن السابع عشر، وقد قتله صاروخ في أواخر الشهر الماضي.

كما يظهر اسم «مظفر أيدمير»، صاحب محل تركى يبلغ من العمر 72 عاما، فى نفس القائمة، وكلاهما وضعا في قائمة تحت مسمى «شهداء».

وتستضيف تركيا الكثير من اللاجئين السوريين أكثر من أي بلد آخر، وقد استقر العديد منهم في المدن والمخيمات على طول الحدود.

وقد حول الوافدون الجدد شكل المنطقة، وأقاموا الأعمال التجارية، وربطوا ذلك بجيوب أصحاب العقارات الذين حولوا تدفق اللاجئين إلى فرصة.

لكن وجودهم جلب أيضا توترات، وكثيرا ما نظر سكان تركيا إلى جيرانهم الجدد -الذين لا يستطيع كثير منهم العودة إلى ديارهم- كمصدر إزعاج أو سبب للضغط على الموارد.

وقال أحد السوريين، على سبيل المثال، شريطة عدم ذكر اسمه، إن أصدقاءه الأتراك أصبحوا غاضبين من أن جنود بلدهم قد جروا إلى الحرب، وفيما يتزايد عدد الضحايا بين القوميتين في عفرين، تقول مجموعات الرصد إن عشرات المدنيين قد قتلوا.

المصدر | لويزا لوفيلوك - واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

غصن الزيتون عفرين تركيا واشنطن بوست معارك الاكراد الريحانية كيليس