ما هو التحدي الأكبر الذي سيواجه «بن سلمان» بأمريكا؟

الأربعاء 7 فبراير 2018 04:02 ص

رصدت شبكة سي إن بي سي الأمريكية في تقرير لها، ما وصفته بالتحدي الأكبر الذي يواجهه ولي العهد السعودي الأمير«محمد بن سلمان»، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة.

وفندت ذلك قائلة إن ذلك التحدي يتمثل في مساعي المملكة الحثيثة لتخفيف مخاوف المستثمرين، إثر حملة مكافحة الفساد الأخيرة.

ونقلت الشبكة الاقتصادية الأمريكية عن محللين تأكيدهم أن الأمير الشاب (32 عاما)، سيحمل معه جملة من الأسرار والتفاصيل الخاصة بكواليس حملة مكافحة الفساد، وخاصة المفاوضات التي كانت دائرة في فندق ريتز كارلتون، حيث احتجز العديد من نخبة المجتمع السعودي، من أمراء ورجال أعمال ومسؤولين بارزين.

وقال المحللون للشبكة إن شرح أبعاد وتفاصيل تلك الحملة، يمكن أن يؤدي لتخفيف الاضطرابات والشكوك من الاستثمار في المملكة.

وتحدث رئيس مجموعة أوراسيا لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «أيهم كامل»، عن أن الأمير السعودي لن يسعى فقط إلى تطوير مجالات ذات اهتمام مشترك مع الحكومة الأمريكية، بل يسعى لأن يظهر أمام الجميع أنه خليفة موثوق لوالده الملك سلمان.

وأضاف أنه يسعى أيضا إلى أن يوضح بصورة كاملة وتامة حملة الفساد، مضيفا أن «هذه ليست حملة علاقات عامة فقط، بل هي زيارة تتعلق ببناء السندات طويلة الأجل، وإيجاد قنوات مباشرة مع المديرين التنفيذيين».

التحدي الأكبر

وصنفت (سي إن بي سي) التحدي الأكبر الذي سيواجه زيارة بن سلمان، إلى المملكة، هو شرح طبيعة وأسباب احتجاز العشرات من الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال، وهي الحملة التي كانت غير متوقعة من قبل المستثمرين بعد أيام قليلة من قيام صندوق الثروة السيادية السعودي، باستضافة قمة استثمارية كبرى في الرياض.

وأوضحت أنه من السابق لأوانه تحديد تأثير الحملة على المدى الطويل على معنويات المستثمرين.

وأردف «كامل» «أعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، حتى يتمكن المجتمع الدولي من مراقبة ما يجري في السعودية، ثم الانخراط، ثم الاستثمار، لتصبح الأمور منطقية بصورة أكبر».

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة (بلاكستون) أكبر شركة أسهم خاصة في العالم «ستيفن شوارزمان»، أيضا، إن أمرا إيجابيا ورد في الآونة الأخيرة، ألا وهو الإفراج عن عدد كبير من المحتجزين، وأبرزهم الأمير الوليد بن طلال، المعروف باسم (وارين بافيت السعودية)، نسبة إلى الملياردير الشهير وارين بافيت.

وتحدث «كامل» «من وجهة نظري أن هيكل السلطة في المملكة نتيجة تلك الحملة، تغير بشكل دائم».

وتطرق إلى أن ولي العهد السعودي لا يسعى فقط إلى التعامل مع الفساد وتوطيد سلطاته، بل يحاول أيضا التخلص من الاحتكارات القديمة، التي هيمنت طوال السنوات على النظام السعودي.

وأردف «أعتقد أنه على المدى الطويل، سيعتبر المستثمرون هذا أمرا إيجابيا».

ويتحدث أيضا محللون عن أزمة التفاهم بين المستثمرين والحكومة السعودية هي أن المملكة لم تفسر تلك الحملة بشكل كاف، ما يترك المستثمرين الغربيين يتوقعون دوما الأسوأ.

بدوره، قال «برنارد هيكل»، أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة (برينستون) والمقرب من الدائرة الداخلية لصنع القرار في المملكة «أعتقد أن الشعب سعيد بتلك الحملة، وكلهم أمل أنها إشارة واضحة لأن هذا الأمر لن يتكرر في المملكة، وأنه يتم رسم خط واضح لمحاربة الفساد».

وأضاف «لا يزال من المبكر توقع شعور المستثمرين، لكن أعتقد أنهم يتوقعون من الحكومة أن تفعل الشيء الصحيح، لأنهم يدركون سيادة القانون، وأنه من المهم خلق بيئة للأعمال، التي تحترم حرمة الملكية».

وتطرق «شوارزمان»، للحديث عن أنه لا ينبغي للمملكة أن تتوقع أن السوق العالمي سيندفع وراء ذهب السعودية، فالأمر ينبغي أن يستغرق بعضا من الوقت".

مع ذلك، أوضح «شوارزمان» أن الجميع يتمتع بتفائل خاصة فيما يتعلق بالترفيه، مضيفا «الجميع بات يمكنه الذهاب إما للسينما أو المتنزهات، أو القيام بأشياء لم يفعلها من قبل السعوديون، هل يطلق على هذا فشل؟».

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة الشايع الكويتية «محمد الشايع»، إن شركته تخطط لاستثمار مليارات الدولارات في مراكز تسوق بالمملكة، مشيرا إلى أن بنوك عديدة في العالم مهتمة بتمويل المشاريع في السعودية.

ورفضت، بدورها، السفارة السعودية في واشنطن، التي أوكل إليها مهمة تنظيم رحلة «بن سلمان إلى الولايات المتحدة، إعطاء أي تفاصيل عن الزيارة أو المسؤولين والسياسين الذين ينوي زيارتهم.

وفي وقت سابق الأربعاء، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي إلى واشنطن ونيويورك و«سيليكون فالي» في مارس/آذار المقبل.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن «بن سلمان سيقوم بجولات لعدة عواصم عالمية بهدف جلب المزيد من الاستثمارات».

وأضافت أن «عدة شركات أمريكية ضخمة مثل أمازون وأبل أبدت رغبتها في الاستثمار القريب في المملكة».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أمريكا السعودية بن سلمان العلاقات السعودية الأمريكية