«فطين وبلبل».. مصر تدعو الأطفال للإبلاغ عن جيرانهم

الخميس 8 فبراير 2018 07:02 ص

«المخبرون الصغار.. مصر تدعو الأطفال للتجسس على جيرانهم»، تحت هذا العنوان نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تقريرا عن التوجه الجديد لوزارة الداخلية المصرية بإنتاج وتمويل حلقات رسوم متحركة للأطفال، تشجعهم على إبلاغ الشرطة عن «الأشرار».

وأواخر يناير/كانون الثاني، الماضي، أطلقت وزارة الداخلية المصرية حلقات كارتونية تحت عنوان «فطين وبلبل»، أثارت الجدل، واعتبر كثيرون على مواقع التواصل، أنها تحول الأطفال إلى «مخبرين صغار»، بحسب الموقع البريطاني.

 

 

الإنتاج الكارتوني الجديد تم إطلاقه تحت شعار «يدا بيد.. نحمي عقول أطفالنا».

وأشار «ميدل إيست آي» إلى الحلقة الثانية من هذا المسلسل الكارتوني، والتي أذيعت السبت الماضي، وأظهرت الطفلين «فطين وبلبل» يراقبان جارين جديدين، ثم يبلغ الأطفال عن أنشطتهم إلى الشرطة، بعد أن يجدوا أنهم «مشبوهين».

ويثني الشرطي، الذي ظهر في الحلقة على الأطفال، لاختيارهم الذهاب مباشرة إلى السلطات، ويخبرهم بعدم إخبار أي شخص آخر عما أبلغوا عنه.

وبعد أن يبلغ الأطفال عن جيرانهم، تصل الشرطة للقبض على الرجلين واحتجازهما.

ويوجه الشرطي، الذي ظهر باسم «نبيل»، خلال الحلقة، التي صورته كصديق جيد للأطفال الشكر لـ«فطين وبلبل»، قائلا: «أحسنتما، لأنكما أبلغتما عندما رأيتما شيئا مريبا»، مضيفا أنه ليس من حق الأطفال التحقيق في «أي نشاط مشبوه»، لكن يجب عليهم فقط إبلاغ الشرطة، لتتولى الأمر.

 

 

وأكدت الحلقة على ضرورة إبلاغ الأطفال الشرطة عن أية شكوك لديهم، دون إخبار أي شخص آخر بخلاف الشرطة، أو طلب المشورة من الآباء.

وفي الحلقة الثانية، يقول أحد آباء الأطفال إنه «فخور للغاية لذهاب ابنه مباشرة إلى الشرطة».

وتنتهي الحلقة مع أحد الأولاد الذين يقولون لضباط الشرطة: «لقد ساعدناكم في القبض على الأشرار، أين هي مكافأتنا.. أين الشوكولاتة؟».

وفى معرض إشارتها إلى هذا الإنتاج الكارتوني، قالت وزارة الداخلية إن هدفها هو «تثقيف الأطفال حول دور الشرطة فى خدمة المواطنين وإنقاذ حياتهم».

 

 

ويشير «ميدل إيست آي» إلى أن مصطلح «الأشرار» الذي استخدمته وزارة الداخلية خلال المسلسل الكارتوني، هو نفسه الذي استخدمه الرئيس «عبدالفتاح السيسي» منذ 2014، ضد فئة يتحدث عنها باستمرار في خطاباته، دون أن يحددها، لكن مراقبين يرون أنه يقصد كل من يعارضه أو ينتقد نظام حكمه، بداية من المعارضة السياسية في الداخل والخارج، وحتى العسكريين، الذين تجرأوا على انتقاده أو التفكير في منافسته خلال الانتخابات الرئاسية في مارس/آذار المقبل.

ولفت الموقع البريطاني إلى ما أسماه حالة عدم الثقة والكراهية بين المصريين والشرطة، والتي وصلت ذروتها مع ثورة يناير/كانون الثاني 2011، التي جرت في «عيد الشرطة السنوي»، وهو تحدي أظهره المصريون، بعد انتشار مقاطع فيديو لضحايا وحشية وزارة الداخلية.

وأورد الموقع تأكيد منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن ما لا يقل عن 60 ألف شخص قد ألقي القبض عليهم، أو اتهموا منذ عام 2016.

المصدر | الخليج الجديد + ميدل إيست آي

  كلمات مفتاحية

الداخلية المصرية فطين وبلبل تجسس مخبر إبلاغ الشرطة الأشرار مصر السيسي