قالت «ختام عباس جرار» والدة الشهيد الفلسطيني «أحمد جرار»، إنها تستمد الصبر من حقيقة استشهاده في سبيل الله ومن أجل هذا الوطن.

واستشهد «أحمد جرار» الذي كان يطلق عليه الزئبق خلال مواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء، في قرية اليامون، قضاء جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأضافت أن «أحمد تميز بكونه حنونا متواضعا ومحبا لعمل الخير وملتزما بتعاليم الدين».

وتابع «لم أتخيل يوما أن يكون أحمد خبيرا بالسلاح وهو الهادئ المتواضع المحب لمساعدة المحتاجين».

وأضاف الخال أن شقيقته «ختام عباس جرار» (أم صهيب) والدة الشهيد سيدة صابرة وتمتاز بقوة شخصيتها.

وأردف «حضرت إليها وأنا قلق ومهموم من لحظة اللقاء معها بعد سماع نبأ الاستشهاد فوجدتها تواسينا بدورها لا العكس.

وأوضح خال الشهيد أنه «أنهى دراسته في الجامعة الأمريكية في الإدارة العامة قبل نحو عامين، ورفض قبل شهور عرضا بالعمل في مصرف خوفا من أن تكون له صلة بالربا فآثر العمل في محل تجاري في جنين».

وأضاف «كان أحمد يملك كل ما يتمناه شاب بجيله وكان محبا للسباحة في بركة تم بناؤها بجوار بيتهم الجديد الذي هدم الشهر الماضي».

وأكد موقع «i24» الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال، «تمكن من تصفية منفذ عملية حفات غلعاد، التي قتل فيها الحاخام الإسرائيلي رازيئل شيفاح يوم 9 يناير/كانون الثاني الماضي».

ونجح «جرار»، الذي لقبه الفلسطينيون بـ«المطارد الشبح» أو الزئبق بالتخفي قرابة 3 أسابيع عن أعين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي تمتلك إمكانيات أمنية وتكنولوجية متقدمة جدا في الرقابة والمتابعة، إضافة لتنسيقها الأمني المستمر مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وقالت مصادر إسرائيلية، وفقا لوسائل إعلام محلية، إن قوات معززة من جنود الاحتلال طوقت منزلا كان الشهيد يتحصن فيه.

وأعلن بيان لجيش الاحتلال أن «جرار» خرج من المنزل وهو يحمل بندقية إم 16 وقنابل يدوية لكن قوات الاحتلال أطلقت وابلا من النار باتجاهه ما أدى إلى استشهاده.

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فقد قتل «جرار» بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الاحتلال التي داهمت البيت الذي تواجد فيه في قرية اليامون.

وزعم جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» في بيانه لوسائل الإعلام، أنه «تم قتل جرار في أعقاب عملية استخباراتية معقدة ومحددة ومجهولة للعمليات والحملات التي بدأت مباشرة بعد عملية نابلس».

وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية، أن عملية اعتقال «جرار» التي فشلت، وأدت إلى استشهاده، شارك فيها فجر اليوم، قوات من عدة أجهزة أمنية إسرائيلية منها؛ «الشاباك» والجيش ووحدة خاصة من الشرطة الإسرائيلية.

وأسفرت عمليات ملاحقة «جرار» خلال الفترة الماضية عن استشهاد شاب في جنين، وإصابة 21 مواطناً، واعتقال 8 آخرين، إلى جانب إلحاق أضرار بالعديد من المنازل، خلال الأيام الماضية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.