(إسرائيل) وإيران وراء تصاعد الخلاف بين الأردن والسعودية

الخميس 8 فبراير 2018 05:02 ص

قال تقرير صحفي، إن التغيير الاستراتيجي الذي طرأ على الموقف السعودي تجاه (إسرائيل)، يقف وراء الخلاف القائم والمحتد بين الأردن والمملكة العربية السعودية.

وأكدت صحيفة «رأي اليوم»(مستقلة) تصدر من لندن، في معرض تعليقها على مقال الكاتب الأمريكي «ديفيد إغناطيوس»، بصحيفة «واشنطن بوست»، أن «عدم انضمام الأردن الى المعسكر السعودي في العداء لإيران، وقطع العلاقات معها، علاوة على التنافس المتصاعد بين المرجعيتين السنيتين، الهاشمية والسعودية على الزعامة، وإدارة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة والقدس المحتلة، يعزز من حدة الخلاف القائم بين عمان والرياض».

ويرى «إغناطيوس» المعروف بعلاقاته الوثيقة مع المسؤولين في البيت الأبيض، أن هناك ثلاثة أسباب للخلافات بين الأردن والسعودية، تنحصر في «رفض الأردن إرسال قوات للمشاركة في حرب اليمن، واعتراض عمان على الحصار الذي فرضته الدول الأربع على قطر، وعدم مسايرة الأردن لدول مثل الامارات ومصر في شن حملة ضد الإخوان المسلمين».

ووفق «رأي اليوم»، فإن العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني» يدرك جيدا هذه المنافسة، وتداعياتها على العلاقات بين البلدين في ظل قيادة الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وولي العهد «محمد بن سلمان» ولذلك حرص على حضور القمة الإسلامية التي انعقدت في إسطنبول لاتخاذ خطوات للتصدي للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل السفارة الأمريكية إلى تل أبيب.

ويتحفظ الأردن على الانضمام إلى «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية في اليمن، مستندا إلى قناعة بأن حرب اليمن ستطول، ومن الصعب الانتصار فيها، وفوق كل هذا وذاك، فإن الحوثيين «هاشميون»، فكيف يقاتل العاهل الأردني أبناء عمومته في اليمن؟ بحسب الصحيفة.

مصدر أردني مطلع، أشار إلى أن طريقة التعاطي السعودية «الفوقية» مع الأردن طوال السنوات الأخيرة لعبت دورا في فتور العلاقات، وبلغ هذا الفتور ذروته عندما قررت السعودية إقامة مشروع مدينة «نيوم» الاستثماري على البحر الأحمر قرب العقبة دون استشارة الجانب الأردني.

وتوقفت الحكومة السعودية عن تقديم أي مساعدات مالية للأردن، وعدم تجديد منحة المليار دولار السنوية التي جاءت في إطار خطة مساعدات خمسية خليجية قيمتها 5 مليارات دولار.

وترفض عمان أي محاولات للتصعيد ضد الرياض، حرصا على مصالح 400 ألف أردني يعملون في المملكة حاليا، وعدم تكرار ما حدث في الكويت عام 1991، عندما أبعدت السلطات الكويتية العدد نفسه تقريبا احتجاجا على موقف الأردن الداعم للرئيس العراقي الراحل «صدام حسين».

وحسب «إغناطيوس»، فإن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» ينافس الأردن على المكان الذي ظل يحتله مع الأمريكيين «بتشجيع من الإسرائيليين».

وقال «إغناطيوس»، في مقاله، إن الأردنيين لا يزالون يعرفون أنهم شريك مهم للولايات المتحدة، لكنهم يشعرون بأن «محبتهم منسية»، على حد تعبيره.

وألمح الكاتب إلى أن «بن سلمان» يدعم بشكل هادئ «صفقة القرن» التي يدعو إليها «ترامب» لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، رغم شكوك الأردن منها.

وتشهد العلاقات الأردنية- السعودية تأزما منذ قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث رفع متظاهرون أردنيون شعارات مناهضة لموقف المملكة العربية السعودية تجاه موقفها من القرار الأمريكي.

وشهد الاجتماع الأخير للمؤتمر البرلماني العربي في الـ19 من ذات الشهر خلافات لم يسبق لها أن ظهرت بهذا الشكل بعد محاولة الوفد السعودي تجاهل الوصاية الأردنية لمدينة القدس.

وتستغل السعودية الضغوط الاقتصادية والمالية التي تعاني منها الأردن لتفرض وصايتها على مدينة القدس.

وتعود الوصاية الأردنية لمدينة القدس للعام 1922، حينما أسست المملكة المجلس الإسلامي الأعلى كمنظمة إسلامية أهلية تسعى للحفاظ على تراث مدينة القدس، وقام المجلس بدوره بجمع الأموال اللازمة لترميم قبة الصخرة، ومنذ ذلك التاريخ يعتبر الأردن أن الوصاية على القدس هي إرث تاريخي لا يمكن التنازل عنها.

وترتبط العائلة المالكة في الأردن، برابطة دينية مع مدينة القدس، من ناحية النسب للرسول «محمد» صلى الله عليه وسلم، أو بالنسبة للقدس التي عرج منها الرسول العظيم إلى السماء.

ومن ناحية التقاليد وبناء على اتفاقية السلام التي وقعها الأردن مع (إسرائيل) عام 1994 فالأردن وصي على المقدسات الإسلامية (والمسيحية) في القدس، وأي تغيير في الوضع القائم سيضر بشرعية العائلة المالكة، بالإضافة إلى غالبية سكان الأردن هم من اللاجئين الفلسطينيين الذي طردوا من بلادهم في حربي عام 1948 و1967.

المصدر | الخليج الجديد + رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

السعودية الأردن القدس عبدالله الثاني محمد بن سلمان العلاقات السعودية الأردنية