بعد احتلال الأرض.. عين (إسرائيل) على النفط اللبناني

الجمعة 9 فبراير 2018 09:02 ص

«ليس احتلال الأرض فقط، وإنما سرقة النفط أيضا».. هكذا وصف لبنانيون مطامع الاحتلال الإسرائيلي التي لم تقتصر على الاستيلاء على الأراضي اللبنانية؛ حيث اتجهت عيونه إلى النفط أيضا.

الاتهامات اللبنانية جاءت على خلفية تهديدات (إسرائيل) للبنان إثر طرح الأخير، أوائل العام الجاري، مساحة من مياهه الإقليمية في البحر المتوسط تعرف بـ«البلوك 9» أمام المستثمرين لاستغلال الغاز المكتشف بها. ويدعي الاحتلال الإسرائيلي أن هذا البلوك يقع ضمن مياهه الإقليمية.

وبدأ الحديث يدور حول «البلوك 9» في 2009، حين اكتشفت شركة «نوبل للطاقة» الأمريكية كمية من احتياطي النفط والغاز في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، الذي تبلغ مساحته 83 ألف كم مربع، قرب منطقة الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية.

ويبلغ مجمل مساحة المياه الإقليمية اللبنانية حوالي 22 ألف كم مربع، بينما تبلغ المساحة التي اكتشف فيها الغاز 854 كم مربع، وفق تقرير لـ«الأناضول».

وتم تقسيم تلك المساحة (854 كم مربع) إلى عشرة مناطق أو بلوكات، ويمثل «البلوك 9» أحد تلك المناطق.

وتقدر حصة لبنان من الغاز الطبيعي، الذي يحتضنه هذا الجزء من البحر المتوسط، بحوالي 96 تريليون قدم مكعب.

وينظر خبراء اقتصاد إلى هذه الثروة باعتبارها يمكن أن تساعد لبنان على خفض حجم دينه العام، الذي بلغ حتى نهاية 2017، نحو 77 مليار دولار، وهو أحد أعلى معدلات الدين العام في العالم.

وحسب الإدعاءات الإسرائيلية، أيضا، فإن «البلوك 8»، الذي تبلغ مساحته 1400 متر مربع، يقع داخل حدودها، أيضا، لكن تل أبيب لم تتطرق إليه؛ لأن بيروت لم تطرحه للاستثمار بعد.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أقرت الحكومة اللبنانية منح رخصتين للتنقيب عن النفط في البلوكين 4 و9 من حصة لبنان في البحر المتوسط، لشركات «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية.

خريطة أعماق البلوكات البحرية وفقا لوزارة البترول اللبنانية

ووفق هيئة إدارة قطاع البترول اللبنانية فإنه من المتوقع أن يتم التوقيع رسميا على عقود تلك المناقصة، اليوم الجمعة؛ ما يسمح ببدء أعمال التنقيب بالبلوكين المذكورين.

وأثارت هذه الخطوة غضب (إسرائيل) بسبب حساسية موقع «البلوك 9»، الذي يحاذي حدود المياه الإقليمية الإسرائيلية.

وألمحت (إسرائيل)، الأربعاء الماضي، على لسان وزير دفاعها «أفيغدور ليبرمان»، إلى احتمال عرقلتها للتنقيب في «البلوك 9»، علما بأن تل أبيب تحاول إقامة علاقة مع أوروبا للاستفادة من قربها الجغرافي منها لتصدير إنتاجها من النفط والغاز.

كما أنه في عام 2017 تم الاتفاق بين إيطاليا واليونان وقبرص و(إسرائيل) على بناء خط لنقل الغاز تحت الماء من الحقول المنتجة في شرق المتوسط إلى أوروبا، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفته 6 مليارات يورو.

وسابقا، أعلن وزير الخارجية اللبناني، «جبران باسيل»، أنه أصبح لدى (إسرائيل) إمكانية لسرقة النفط اللبناني في البحر المتوسط، بعد اكتشاف حقل إسرائيلي جديد يبعد نحو أربع 4 كم عن الحدود اللبنانية، واصفا الأمر بأنه «خطير للغاية».

وأثار حديث وتهديد (إسرائيل) بشأن «البلوك 9» موجة انتقادات من جانب المسؤولين اللبنانيين، الذين أسرعوا إلى التأكيد على تبعيته للبنان.

ورد الرئيس اللبناني، «ميشال عون»، باعتبار أن حديث وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن «البلوك 9» يمثل تهديدا للبنان.

وعقب اجتماع استثنائي له، الأربعاء، أعلن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان، أنه يمنح «الغطاء السياسي للقوى العسكرية لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي على الحدود في البر والبحر».

وما يزال الاحتلال الإسرائيلي يفرض سيطرته على منطقة سهل البقاع اللبنانية مدعيا أنها جزء تابع لهضبة الجولان السورية المحتلة وليس لبنانية، لكن وزارة الخارجية السورية دحضت تلك المزاعم سابقا، وأعلنت لبنانية منطقة سهل البقاع المحتلة.

  كلمات مفتاحية

لبنان إسرائيل البلوك 9 نفط تنقيب