الكويت سلمت الفلبين التقارير الجنائية لعمالتها.. ومانيلا لم تقتنع

السبت 10 فبراير 2018 08:02 ص

قالت مصادر دبلوماسية كويتية إن وزارة الخارجية تسعى إلى وضع حلول نهائية لمشكلة حظر الفلبين سفر العمالة إلى الكويت، حيث زودت السلطات الفلبينية بالتقرير الجنائي للحالات السبع التي طلب عنها استيضاح لكنها لم تقنع السلطات في مانيلا.

وكشفت المصادر أن الحلول التي تسعى إليها الخارجية تتم وفق القنوات الدبلوماسية وبعيدا عن أي إثارة إعلامية، وذلك على وقع تلويح الفلبين رسميا بربط مسألة رفع الحظر عن إرسال العمالة إلى الكويت بتوقيع اتفاقية جديدة بين البلدين.

وأشارت إلى أن التحقيق جار بشأن الجريمة التي اكتشفت مؤخرا وهي مقتل خادمة فلبينية ووضعها في فريزر، مستدركة: لكنها لا تمثل الكويت، وارتكبها وافدان وجار القبض عليهما من قبل الإنتربول، وفق ما نقلته صحيفة «القبس» الكويتية.

ولفتت المصادر إلى أن مشكلة العمالة حدثت في بعض الدول المجاورة وتم حلها، مستغربة أن يتم التصعيد رغم تميز الكويت بالقوانين التي توفر وتكفل جميع حقوق العمالة.

وقالت إن العمالة الفلبينية تتمتع بجميع الحقوق وتسعى «الخارجية» إلى الجلوس مع السلطات الفلبينية لرأب هذا الصدع بعيدا عن الإثارة، متوقعة أن يتم إبرام اتفاقية ترضي جميع الأطراف.

وقبل يومين، طلب الرئيس الفلبيني «رودريغو دوتيرتي»، من مواطني بلاده العاملين في الكويت، والراغبين في العودة، التوجه إلى الخطوط الفلبينية، وحجز تذكرة العودة مجانا خلال 72 ساعة، وذلك بعد بعد اكتشاف جثة عاملة فلبينية في ثلاجة بشقة مهجورة بالكويت، في أحدث واقعة مما تصفه مانيلا بأنه نمط من إساءة المعاملة لمواطنيها هناك.

وعرض «دوتيرتي»، خلال بث مباشر لخطاب تلفزيوني صورا للجثة التي عثر عليها، وناشد دول الخليج معاملة أبناء بلاده بكرامة، حسب «رويترز»، مضيفا: «أناشدكم: أوجه نداء لكل العرب. الفلبيني ليس عبدا لأحد في أي مكان وفي كل مكان.. لا تعيدوا إلينا عاملا أسيئت معاملته ولا جثة مشوهة».

وأكد أن تعليق إيفاد العمالة للكويت، الذي أعلنه الشهر الماضي بعد سلسلة من وقائع أدت لوفاة عمال فلبينيين بالكويت، سيستمر إلى أجل غير مسمى.

كما وجه تحذيرا باتخاذ «إجراءات صارمة» لمنع مزيد من الوفيات، لكنه لم يحددها، متابعا: «ماذا تفعلون بأبناء بلادي؟، وإذا فعلنا ذلك لمواطنيكم هنا.. هل ستكونون راضين؟».

وقال «دوتيرتي»: «سأطلب من (الخطوط الجوية) نقل من يرغب في العودة سواء معه نقود أم لا.. لمن يرغبون في الخروج أود أن يخرجوا من هذا البلد (الكويت) خلال 72 ساعة، سنحسب أرواحنا بالساعات لأنه ستكون هناك معاناة وأسى على ما يبدو في كل ساعة».

وعبر «دوتيرتي» عدة مرات عن غضبه بسبب الأنباء عن حدوث انتهاكات ضد مواطني بلاده في الكويت؛ حيث قال إن الفلبينيات يحصلن على أجور متدنية ويتعرضن للاغتصاب والتجويع.

وسبق أن هدد «دوتيرتي»، بسحب عمالة بلاده من الكويت، أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، إذا ما تعرضت أي خادمة فلبينية أخرى للاغتصاب وفارقت الحياة.

ويعمل أكثر من 2.3 ملايين فلبيني في الخارج من بين نحو 8 ملايين يعيشون خارج البلاد.

وأضاف في كلمة قبل أن يغادر للمشاركة في قمة إقليمية بالهند: «أتمنى ألا أكون بذلك أرتكب خطأ دبلوماسيا لكن حادثة واحدة أخرى… وسأفرض حظرا.. أنا آسف.. وللفلبينيين هناك أقول: يمكنكم العودة إلى الوطن.. إذا غادرتم فسيعانون الأمرين للتكيف مع هذا».

وحظرت الفلبين إرسال العاملات إلى الكويت بسبب «انتهاكات بحق عاملات الخدمة المنزلية»، أدت إلى انتحار 7 منهن في الأشهر القليلة الماضية، حسب الرئيس الفلبين.

وعبرت الكويت عن دهشتها في بادئ الأمر، وقالت إنها على اتصال بمانيلا سعيا لحل المسألة.

وقال «دوتيرتي» إن الكويت حليفة للفلبين، لكن يجب عدم التهاون مع الانتهاكات.

وأدى قرار تعليق إرسال العمالة الفلبينية التي تشكل النسبة الأكبر من العمالة المنزلية في الكويت إلى تحذيرات من خلق أزمة تؤدي إلى ارتفاع أسعار استقدام العمالة السريلانكية التي ستصبح بين 1350 و1450 دينارا، في حال استمر تعليق إرسال العمالة الفلبينية.

وبحسب صحيفة «الرأي» الكويتية، جاء في التقرير السنوي للمنظمة حقوق الإنسان «هيومن رايتس وتش»، أن «الوافدين لم يحصلوا بعد على حماية كافية، ولا يزالون عرضة للإيذاء، والعمل الجبري، والترحيل بالنسبة للجرائم البسيطة، بما في ذلك المخالفات المرورية والفرار من صاحب العمل، كما أن حماية العمالة المنزلية الموجودة عمليا أضعف من تلك الموجودة في قانون العمل الكويتي».

ويوجد في الكويت 600 ألف أجنبي يعملون في مجال الخدمة المنزلية، بحسب تقارير إعلامية.

وتشير تقديرات وزارة الخارجية الفلبينية إلى أن أكثر من 250 ألف فلبينى يعملون فى الكويت، وأغلبهم يعملون فى الخدمة المنزلية.

وهناك أعداد كبيرة من العمالة الفلبينية فى الإمارات والسعودية وقطر.

وتتجاوز تحويلات مواطنى الفلبين العاملين فى الخارج مليارى دولار شهريا؛ ما يغذى الطلب المحلى فى أحد أسرع اقتصادات العالم نموا.

وأضاف: «أتمنى أن تستمعوا إلى قد نكون بحاجة إلى مساعدتكم، لكننا لن نفعل ذلك على حساب كرامة الفلبينى».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الكويت الفلبين ما نيلا الرئيس الفلبيني وزارة الخارجية الحالات السبع العمالة السلطات الفلبينية رودريغو دوتيرتي