تقرير: تفاهم أمريكي إيطالي لإضعاف الدور الفرنسي في ليبيا

الأحد 11 فبراير 2018 07:02 ص

أوضح تقرير صحفي أن الصراع الإقليمي على ليبيا يتجه إلى تفاهم أمريكي إيطالي يضعف من الدور الفرنسي، وسط حرص شديد من الجزائر على تنفيذ خطة ترمي إلى تكثيف الرقابة على حدودها مع كل من ليبيا وتونس، لاحتواء الموجات المحتملة من المقاتلين العائدين من العراق وسوريا.

وبحسب صحيفة «لاستامبا» الإيطالية واسعة الاطلاع، فإنه وبغض الطرف عن حصول اتفاق بين الإدارة الأمريكية ووفد رسمي إيطالي على منح روما وكالة لإدارة الملف الليبي، فالثابت أن العلاقات بين واشنطن وباريس على درجة كبيرة من البرود، حيث تعبر باريس عن مواقف متباعدة عن مواقف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» من قضايا دولية وإقليمية عدة، بينها تسوية الصراع العربي الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وانتهاج الحوار لحل الأزمة مع إيران.

ووفق التقرير الذي نشرته صحيفة «القدس العربي»، فإن المنافسة الايطالية الفرنسية على ليبيا ليست بالظاهرة الجديدة، فالإيطاليون يعتبرون أنفسهم الأولى بها، بينما يسعى الفرنسيون للاستحواذ على دور محوري في ليبيا ما بعد الحرب الأهلية، هو ما سيصطدم بالتفضيل الأمريكي لإيطاليا.

وقال التقرير إن فريق «ترامب» وجد على الأرجح تناغما لدى الايطاليين مع رغبة إدارته بمراجعة الخط المتبع في ظل الإدارة السابقة، والمتمثل في دعم المجلس الرئاسي المعترف به دوليا (طرابلس) وحكومة «فايز السراج».

وأشار إلى أن الإيطاليين حاضرون في ليبيا على أصعدة مختلفة، ليس أقلها الصعيد العسكري، من خلال تحالفهم مع الجماعات الأصولية في مصراتة وطرابلس، وهو ما تجلى في التحالف بشكل بارز في معارك تحرير سرت من أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية»، التي قادتها جماعات مسلحة آتية من مصراتة.

وذكر التقرير أيضا أن فرنسا كثفت في المقابل من حضورها العسكري في 3 بلدان توجد على الأطراف الجيوستراتيجية لليبيا، وهي النيجر وتشاد وشمال مالي، مشيرة إلى الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» يبدو أميل إلى التخفيف من حجم القوات الخاصة المرابطة في المنطقة، لأسباب تتعلق بضغوط الموازنة.

ولفت إلى أن الجزائر التي تعد أهم قوة عسكرية واقتصادية على الصعيد الإقليمي، قادرة على التأثير في مجريات الملف الليبي، حيث يعتقد الجزائريون أن انسحاب القوات الغربية وتشكيل قوات أفريقية مدربة ومسلحة تسليحا جيدا يشكلان انطلاقة حقيقية ليس لإعادة السلام إلى منطقة الساحل والصحراء وحسب، وإنما لضبط الجماعات المسلحة داخل ليبيا نفسها، وقطع التزويد بالسلاح عنها.

وبحسب التقرير، فإنه ومع استمرار تباعد المواقف بين العواصم الغربية وأهم قوة عسكرية في المنطقة، تستفيد الجماعات من هذا المناخ لتفرخ مزيدا من الخلايا وتجند مزيدا من المقاتلين في بلدان ليس أمام شبابها اليائس سوى محاولة الهجرة إلى أوروبا عبر ليبيا، بطرق غير شرعية، أو الانخراط في الجماعات المسلحة التي تؤمن لهم راتبا يسد الرمق.

وتتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة عديدة، منذ أن أطاحت ثورة شعبية بالزعيم الليبي الراحل «معمر القذافي» عام 2011، فيما تتصارع على الحكم 3 حكومات، اثنتان منها في طرابلس (غرب)، وهما «الوفاق الوطني» المعترف بها دوليا، و«الإنقاذ»، إضافة إلى «الحكومة المؤقتة» في مدينة البيضاء (شرق)، والتابعة لمجلس النواب في طبرق.

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ليبيا أمريكا إيطاليا فرنسا الجزائر ترامب ماكرون السراج حكومة الوفاق